recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ميسون بنت بحدل

ميسون بنت بحدل



كتب - محمـــد الدكـــرورى
السيده ميسون بنت بحدل بن أنيف الكلبية، وهى زوجة الخليفة الأموي الأول ومؤسس الخلافة الأموية معاوية بن أبي سفيان، وهى والدة الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية، وبهذا كان لها دور كبير في الحياة السياسية في الخلافة الأموية، ومعنى ميسون كما جاء في تاج العروس وغيره هي المختالة من النساء والميس والتبختر في المشي ولذلك يوصف الأسد بالمياس، والسيده ميسون هي من أقدم الشاعرات العربيات ذوات السمعة الطيبة، إلا أنه قد يبدو أن هذه الشهرة تعود إلى امرأة أخرى لها الاسم ذاته، وهي ميسون بنت جندل الفزارية، وكانت السيده ميسون من قبيلة بدو بنو كلب، وبنو كلب هم قبيلة عربية من قضاعة، وأيضا قبيلة الشرارات وهى قبيلة عريقة.
وهى من أكبر قبائل شمال شبه الجزيرة العربية، حيث تنتسب إلى قبيلة كلب القحطانية وذلك ثابت ومتوارث لدى كافة هذه القبيلة التي كانت منازلها هي منازل قبيلة الشرارات الحالية كما أكدته جميع المصادر التاريخية، ومما لاشك فيه أن قبيلة الشرارات التي تقطن هذا الوادي وتقطن أيضا في الجوف ترجع في أصلها إلى قبيلة بنى كلب القحطانية العريقة في النسب، وكانت أيضا السيده ميسون تنتمي إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والكنيسة السريانية الأرثوذكسية، هي كنيسة أنطاكية أرثوذكسية مشرقية، ويقع مقرها في كاتدرائية مارجرجس بباب توما في دمشق، حيث يتمركز في منطقة الشرق الأوسط وينتشر أفرادها في مختلف بقاع العالم خصوصا الهند.
وهي تعتبر كنيسة مستقلة مرتبطة بباقي الكنائس الأرثوذكسية بوحدة الإيمان والأسرار والتقليد الكنسي، حيث تمتد ولاية البطريركية الأنطاكية إلى سوريا ولبنان والعراق والكويت وتركيا والهند وإيران والجزيرة العربية وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية والوسطى وأستراليا ونيوزيلندا، وكانت السيده ميسون هي أبنة زعيم القبيلة بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن زهير بن حارثة بن جناب، وأما عن بحدل بن أنيف الكلبي، فهو سيد قبيلة بني كلب، وهو مسيحي مثل معظم رجال قبيلته في ذلك الوقت، وقد حصل بحدل على دورا بارزا لعائلته وبني كلب بعد أن زوج ابنته ميسون إلى معاوية بن أبي سفيان والذي أصبح خليفة فيما بعد.
وقد تزوجت السيده ميسون من معاوية بن أبى سفيان وكان ذلك بدوافع سياسية، فهي ابنة زعيم قبيلة بني كلب التي ظلت محايدة إلى حد كبير عند دخول المسلمين إلى الشام، وعندما أودى الطاعون بحياة الكثيرين من جيش المسلمين في دمشق، استطاع معاوية بزواجه من ميسون أن يجند المسيحيين السريان الأرثوذكس ضد الرومان، وأنجبت طفلها الوحيد يزيد بن معاويه، وكان ذلك وفقًا لما ذكرته المستشرقة التركية نابيا أبوت، فإن ميسون كانت مشغولة الذهن بحياة طفلها الصغير، فكانت تهتم بتعليمه كثيراً، وأخذته معها إلى البادية في جنوب تدمر حيث قضى طفولته، وكما أنها أيضًا كانت باهرة الحُسن تتزين بأبهى الثياب، ورافقت معاوية ذات مرة في رحلة استكشافية إلى آسيا الصغرى.
وهى الأناضول أو يقال آسيا الصغرى وهي منطقة جغرافية وتاريخية قريبة من شرق أوروبا، حيث تشكل شبه جزيرة جبلية في غرب آسيا، وهي محصورة بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، وتشمل جل الأراضي التركية، عدا القسم الشرقي المعروف تاريخياً باسم هضبة أرمينيا، ويحيط بها كل من بحر إيجة ومرمرة، والبحر الأسود شمالاً، وسوريا جنوباً، وتواجدت العديد من الحضارات في الأناضول منها الحيثين والأرمن والإغريق والرومان والبيزنطيين وسلاجقة الروم والعثمانيين، وأما عن معنى كلمة المستشرق فهى صفة عالم أجنبي، وهو متمكن من المعارف الخاصة بالشرق ولغاته وآدابه، وقد عُرفت السيده ميسون بنت بحدل زوجة معاوية بن أبى سفيان.
وهو الخليفة الأموي الأول في مصادر أخرى باسم ميسون بنت جندل، ولكن يبدو أن بنت جندل امرأة أخرى تنتمي إلى بنو فزارة، وهم بنو غطفان وهى قبيلة عربية كبيرة من قبائل الجاهلية وصدر الإسلام وهي واحده من جماجم العرب الكبرى وقد سكنوا بادية نجد والحجاز جهة وادي القرى وبوادي المدينة المنورة، وكما يبدو أن ميسون تلك هي صاحبة القصيدة الشهيرة التى قالتها فى زوجها معاويه، والتي غالبا ما نُسبت خطأ إلى ميسون بنت بحدل، الأمر الذي صور زوجة معاوية بأنها تفضل حياة البداوة عن قصرها في دمشق، حتى أنه ذاع أن معاوية طلق ميسون بنت بحدل بسبب إهانته في تلك القصيدة، وأنها أخذت ابنها يزيد بن معاويه بن أبى سفيان، معها ليترعرع في البادية.
فكانت السيده ميسون بنت بحدل، أبوها هو بحدل بن أنيف وأمها هى أسده بنت أسيد وزوجها معاويه بن أبى سفيان وابنها يزيد بن معاويه ويقال كان لها بنت من معاويه تسمى أمة رب المشارق ولكنها توفيت صغيره، وقد كان هناك دور كبير للمسيحيين في الدولة الإسلامية وذلك فى عهد الأموية ، والعباسية، وقد كان معاوية بن أبي سفيان الخليفة الأموي الأول قد عين آلا سرجون، والنصارى في وظائف هامة في إدارة شؤون المالية، فوالد يوحنا الدمشقي يمكن اعتباره شغل منصب أول وزير مسيحي في عهد إسلامي، ويوحنا نفسه عين مربيا ليزيد بن معاوية ولغيره من أبناء الحليفة وبقي في منصبه حتى خلافة هشام بن عبد الملك حيث اعتزل، وأيضا يعتبر معاوية من اقرب خلفاء بني أمية الى المسيحيين.
وقد كان له عدد من الزوجات ربما كنت احظاهن عنده ميسون وهي عربية سورية من بني بحدل من قبيلة كلب، وكانت تحتقر حياة البلاط في دمشق وتؤثر عليها حياة البادية التي الفتها وكانت هي نصرانية سريانية، وإن سر التعايش بين المسلمين والمسيحيين العرب بدأ منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب عندما وافق لقبيلة تغلب النصرانية أن تدفع الزكاة أسوة بالمسلمين بدل الجزية، ومن ملامح هذا التعايش مشاركة النصارى العرب في معركة القادسية وفي بعض الحروب الصليبيية، ومن مظاهرها أن ميسون بنت بحدل الكلبي زوجة معاوية النصرانية كانت تتزيّن بالصليب، وفي ظل الدولة الأموية عاش المسيحيون أحلى أيامهم، فزوجة معاوية الخليفة الأموي الأول وأم ابنه يزيد كانت من مسيحيه.
وهي الشاعرة المعروفة ميسون بنت بحدل، ولذا كان المسيحيون يتمتعون بدعم حكومي حقيقي في ظل الدولة الأموية، وما يُغني عن كثير من القول، ذلكم أن معاوية بن أبي سفيان، تزوج ميسون وكانت ذات جمال باهر وحسن غامر، فأعجب بها معاوية وهيأ لها قصراً مشرفاً على الغوطة وزينه بأنواع الزخارف، ووضع فيه من أواني الفضة والذهب ما يضاهيه، ونقل إليه من الديباج الرومي والموشى ما هو لائق به، ثم أسكنها مع وصائف لها كأمثل الحور العين، فلبست يوماً أفخر ثيابها وتزينت وتطيبت بما أعدّ لها من الحلي والجوهر الذي لا يوجد مثله، ثم جلست في روشنها وحولها الوصائف، فنظرت إلى الغوطة وأشجارها، وسمعت تجاوب الطير في أوكارها.
وشمت نسيم الأزهار ورائح الرياحين والنّوار، فتذكرت باديتها وحنت إلى أترابها وأناسها وتذكرتء مسقط رأسها، فبكت وتنهدت، فقالت لها بعض حظاياها ما يبكيك وأنت في ملك يضاهي ملك بلقيس، فتنفست الصعداء ثم أنشدت: لبيـت تخفـق الأرواح فيـه ، أحب إليّ من قصـر منيـف، ولبس عبـاءة وتقـرّ عينـي ، أحب اليّ من لبس الشفـوف، وأكل كسيرة فـي كسر بيتـي ، أحب إليّ من أكـل الرغيـف، وأصوات الريـاح بكـل فـج ، أحب إلى من نقـر الدفـوف، وكلب ينبـح الطـراق دونـي ، أحب إلـي مـن قـط أليـف، وبكر يتبع الأظعـان صعـب ، أحب الي مـن بعـل زفـوف، وخرق من بني عمي نحيـف ، أحب الي من علـج عنـوف، خشونة عيشتي في البدو أشهى ، الي نفسي من العيش الطريف.
فما أبغي سوى وطنـي بديـلا ، وماأبهاه مـن وطـن شريـف، فلما دخل معاويه عرفته احدى الوصيفات بما قالت ميسون فقال: ما رضيت ابنة بحدل حتى جعلتني علجا عنوفا؟ هي طالق ثلاثا، ثم سيرها الى اهلها في نجد، وكانت حاملا بابنه يزيد فولدته في البادية وأرضعته سنتين ثم أرسلته الى أبيه غير نادمه.



















شارك برأيك حتى تساعدنا فى تطوير الموقع
google-playkhamsatmostaqltradent