recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

مصرع سائق توك توك علي يد شيخ مشهور بالخصوص


مصرع سائق توك توك علي يد شيخ مشهور بالخصوص

كتبت ـ سلوى عبد الرحيم

كعادتها كانت تسير الأمور بصورة طبيعية داخل منزل أحمد عبدالشافي، بمنطقة الخصوص، وبحلول النصف الأخير، من الليل، انقلب حال المنزل رأسًا على عقب، بوصول نبأ إصابة ابنه بسام، إثر مشاجرة ونقله بواسطة الأهالي إلى المستشفى.
وفي سيناريو يومي اعتاد عليه الشاب بسام عبدالشافي، بالخروج بمركبة الـ"توك توك" التي يمتلكها شقيقه الأكبر؛ للعمل عليه وردية مسائية في نقل الركاب، لكن ثمة تغير طرأ على ذلك السيناريو في ذلك اليوم، ولم يعد إلى منزله كعادته، بل تم نقله إلى المستشفى وخرج منها إلى مثواه الأخير.
كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة ونصف ليلا، حيث فوجئ الأب بأحد الأهالي يخبره بأنه تم نقله ابنه إلى المستشفى، بعد إصابته في البطن على يد شيخ مشهور بالمنطقة، لم يسأل الرجل الخمسيني عن سبب الشجار، وهرول لنجدة ابنه ولحق به إلى المستشفى، لكن بعد نصف ساعه لم يستجب الشاب لعملية إنعاشه وفارق الحياة.
سند الأب ظهره إلى الحائط، بعد أن مات سنده وظهره في تلك الحياة، الذي اعتاد على مساعدته في الإنفاق على المنزل بعد أن داهمه المرض وأصبح زبوناً دائما لدى الأطباء ومعامل الأشعة والتحاليل، نظر الرجل المكلوم إلى يمينه فوجد بجواره والد الشيخ الذي تسبب في مقتل ابنه، وبعد أن أخبره بوفاة الضيحة، اختفى من جواره خوفا من ردة فعل الأب الحزين على مقتل ابنه.
خرج الأب من المستشفى، يبحث عن قاتل ابنه ويسأل الأهالي عن سبب الواقعة التي يجهلها حتى الآن، التف أهل المنطقة حوله في حلقة دائرية يشدون من أزره وأخبروه بأنه في أثناء سير الضحية بمركبته أمام بشارع البرنس تصادف ذلك في وجود الشيخ "أحمد" أحد المشهورين بالمنطقة وطالب الشاب بإغلاق الكاسيت الذي تخرج منه أصوات المهرجانات في ساعة متأخرة من الليل "الأغاني حرام"، لكن الشاب لم يقبل الطريقة التي حدثه بها.
"لو مامشيتش هقل منك"، كلمات وجهها القاتل إلى الضحية وأمسك كاسيت الـ"توك توك" بيديه، وقام بتحطيمه فدخلا في شجار وفصل بينهما بعض الأهالي، لكن الشيخ القاتل لم يكتفِ ودخل إلى محل حلاقة مجاور لمكان الحادث وخرج ممسكا "مقص" وغرزه في صدر الشاب، فجأة من دون أن يستطع الدفاع عن نفسه فسقط غارقا في دمائه، وسط ذهول الأهالي، الذين أسرعوا بنقل الضحية إلى المستشفى لنجدته لكنه فارق الحياة.
وقال والد الضحية، خلال التحقيقات: إنه توجه لمنزل القاتل لكنه وجد شقيقته ووالدته فقط بالداخل فرفض الاعتداء عليهما أو التعرض لهما، وبعد فترة قصيرة حضر رجال الأمن واصطحبوهما داخل سيارة، وبعد أن علم والد القتيل بتحفظ الشرطة على زوجته وابنته، وجه ابنه لتسليم نفسه بقسم الشرطة وتم حبسه على ذمة القضية.
داخل غرفة الضحية، جلست والدته تنظر إلى صورته وبدموع تسيل على وجنتيها، راحت تقبله بعد أن فقدته في الحياة، ولم يبق لها منه سوى بعض الصور والمواقف العالقة في ذاكرتها، توقفت الأم عن البكاء للحظات وحدثته وكأنها تراه أمام عينها "حقك مش هيضيع.. أنت شهيد لقمة العيش"، وتابعت الأم أن ابنها كان سند البيت وأحد أعمدته في الإنفاق ومساعدة الأب المريض.
google-playkhamsatmostaqltradent