recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن آداب تكفين الميت

 ماذا تعرف عن آداب تكفين الميت



بقلم / محمـــد الدكـــرورى

إن الموت سنة ماضية وحق لا مفر منه، وإن الموت حقيقة يدركها كل إنسان، وواقع لا ينكره عاقل، فقد كتب الله عز وجل، على خلقه الفناء، ولله ذي العزة والجبروت البقاء، فلا بقاء إلا للملك الحى الذى لا يموت، فسبحان من تفرد بالعزة والكبرياء، وطوق عباده بطوق الفناء وفرقهم بما كتب عليه من السعادة والشقاء وجعل الموت مخلصا لأوليائه السعداء، وهلاكا لأعدائه الأشقياء، وقد جاء في شريعتناالإسلاميه البيان الشافي للتعامل الأمثل مع من نزل بهم هذا الحدث العظيم، وهنا تكمن أهمية التفقه في هذا الباب من أبواب الشريعة، حيث هو السبيل لحفظ حقوق هؤلاء الراحلين عن هذه الدار، والوسيلة للنجاة من البدع والأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس إذا نزل أمر الله، والموت نهاية كل حي، وقد أمرنا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن نكثر من ذكر الموت .

وأما عن شرح كيفية تكفين الميت بالنسبة للرجل والأنثى؟ فهو أنه من السنة النبويه المطهره أن يكفن الرجل في ثلاثة أثواب بيض، وهذه السنة كما كفن بها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وإن كفن في ثوب واحد ورأسه يعمه ويستره كفى، وإن كفن في قميص وإزار ولفافة جاز، فليس في التكفين حد محدود، إذا كفن في لفافة واحدة أو لفافتين أو ثلاث أو في قميص ولفافة أو في قميص وإزار ولفافة كله جائز، والحمد لله كله واسع، ولكن الأفضل مثل ما كفن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مثل ما أجرى الله لنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كفنه الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، في ثلاث لفائف بيض أدرج فيها إدراجا هذا هو الأفضل، وإن كفن في ثوبين أو في واحد أو في قميص وإزار فلا بأس، وكذلك المرأة تكفن في ثوب واحد يسترها.

وفي لفافة واحدة تسترها أو في مدرعة ولفافة أو في مدرعة وإزار ولفافة كله جائز، وأما إذا كفنت في خمسة: إزار وخمار وقميص ولفافتين فهذا هو الأفضل، كما ذكر أهل العلم وجاء في بعض الأخبار الدالة على ذلك، وهذا هو أفضل ما يكون قميص وإزار وخمار ولفافتين للمرأة، وإن كفنت في ثوب واحد يعني لفافة واحدة يسترها كلها، أو في لفافتين أو في قميص ولفافة أو في قميص وخمار ولفافة فكله طيب ما في حد محدود، والأمر في هذا واسع، وأما عن كيفية صفة غسل الجنازة وتكفين الميت، والفرق بين تكفين الذكر والأنثى؟ فنقول أن غسل الميت فرض، وهو فرض كفاية، لأن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قد أمر بغسل الموتى، فيغسل كما يغتسل المؤمن الحي يغسل جميع جسده من رأسه إلى قدميه يعم بالغسل مرة واحدة، وهذا الواجب، والأفضل أن يبدأ بمواضع الوضوء.

وذلك لأن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قد أمر بالبدء بمواضع الوضوء، فيمسح أسنانه وأنفه ويغسل وجهه ثلاثًا أفضل، وذراعيه مع المرفقين ثلاثًا، ويمسح رأسه مع أذنيه ويغسل قدميه ذكرًا كان أو أنثى، ثم يصب الماء على رأسه ثلاث مرات ويغسله بماء وسدر، ثم يفيض الماء على جسده بادئا بالشق الأيمن قبل الأيسر حتى يعم البدن مرة واحدة، هذا الواجب، وإذا كرره ثلاثا يكون أفضل، إذا كرر غسله ثلاثا أو خمسا يكون أفضل وترا، هذا هو الأفضل، وإذا كان به أوساخ أو لصوقات يزيد في الغسل حتى تزول الأوساخ كلها ولو إلى سبع لكن وترا وترا أفضل حتى تزول الأوساخ واللصوقات وينقى البدن بالماء والسدر، ويستحب أن يكون فيه كافور في الغسلة الأخيرة شيء من الكافور، لأن هذا يطيب الجسد ويصلبه ويقويه ويطيب الرائحة.

ثم يكفن في ثوب يستره جميعا من رأسه إلى قدميه، وهو قطعة من الثوب تستره، والأفضل في ثلاث ثلاث لفائف كما كفن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في ثلاث لفائف، تبسط واحدة فوق واحدة ثم تلف عليه ويحزم ما فوق رأسه وما تحت رجليه بحزام، وهكذا وسطه، وتربط العقد عليه على رأسه ورجليه ووسطه حتى لا يخرج من الكفن، أطرافه فوق الرأس تربط وأطرافه بعد الرجلين تربط، وهكذا وسطه حتى يستقر، فإذا وضع في اللحد شرع حل هذه العقد تحل وتبقى على حالها، وتفك وتبقى على حالها، وأما إن كفن في قميص ولفافة ومئزر كفى ذلك، والمرأة تكون في قميص ومئزر وخمار على رأسها ولفافتين هذا الأفضل، خمس قطع: إزار، وقميص مدرعة، وخمار على رأسها، ثم تلف في لفافتين وتحزم، وتدرج فيها وتحزم مثلما فوق الرأس وما تحت الرجلين والوسط.

وذلك حتى ينضبط الكفن، هذا هو الأفضل، وإنما المجزئ في الغسل هو تعميم الماء على بدنه؟ وأما عن الماء والثوب واحد يكفي في الكفن للمرأة والرجل، إذا كفى وغطى البدن كله كفى لكن الزيادات هذه كلها مستحبة، وأما عن المشتركون في غسل الجنازة هل عليهم غسل بعد ذلك أو وضوء، أى إعادة الوضوء؟ ونقول هو واحد هو الذي يتولى هذا الشيء وآخر يصب عليه الماء، والعورة مستورة ما بين السرة والركبة تستر، ويصب الماء عليه حتى ينقى مثلما تقدم، وفي أول غسلة عندما ينجى بالخرقة يرفع قليلًا، يرفع رأسه وظهره حتى يتهيأ إن كان هناك شيء يخرج يخرج، ثم ينظف بالخرقة فرجه، وينجى بالماء حتى يزول ما كان خرج من شيء ثم يوضأ الوضوء الشرعي جميع أطرافه كما تقدم مواضع الوضوء، فيبدأ بمسح الفم والأنف وغسل الوجه.

ثم اليدين ثم مسح الرأس والأذنين ثم غسل الرجلين، كما تقدم، ثم يعم بالماء هذا هو المشروع في حقه وهو غسل واجب؛ لأن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال: اغسلوه بماء وسدر للذي مات في عرفات، وأمر النساء أن يغسلن ابنته بثلاث أو خمس أو سبع وترا عليه الصلاة والسلام، وأمر أن يبدأ بميامنها ومواضع الوضوء منها عليه الصلاة والسلام، فدل ذلك على أن هذا هو الأفضل وهو الأكمل، ويكون في الماء سدر، بماء وسدر، وأمرهم أن يجعلوا في الأخيرة كافورا شيئًا من كافور كما تقدم، وأما عن الذي يغسل الميت؟ فالذي يغسله يستحب له الغسل، كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يغتسل من غسل الميت، إذا فرغ يغتسل بعد ذلك غسلا هذا هو الأفضل، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يجب عليه الوضوء أيضا الوضوء، لأن تغسيل الميت ينقض الوضوء.

وقد قاله جمع من أهل العلم وروي عن بعض الصحابة، فإذا توضأ الوضوء الشرعي واغتسل يكون أفضل، وأما عن آداب التكفين، فإنه يجب أن ينشف الميت قبل التكفين حتى لا يفسد الكفن والحنوط الذي فيه، والتكفين واجب لقوله صلى الله عليه وسلم " كفنوه في ثوبيه " والأمر يقتضي الوجوب والقدر الواجب في التكفين يتم بثوب واحد لقصة تكفين مصعب بن عمير رضي الله عنه ويستحب أن يكون التكفين للرجال بثلاثة أثواب بيضاء لأن النبي صلى الله عليه وسلم، كفن بثلاثة أثواب بيض سحولية أو يمانية والسنة للنساء أن تكفن بخمسة أثواب لحديث تغسيل بنت النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد تكلم بعض العلماء عن سند هذا الحديث ولذلك فإن من يرى عدم صحته فإنه يعتبر السنة حينئذ هي تكفين النساء بثلاثة أثواب مثل الرجال.


وكما يستحب إحسان الكفن لحديث " إذا كفن أحدكم أخاه فليُحٓسِّن كفنه " وسبب ورود الحديث أن رجلا من أصحاب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قبض فكفن في كفن غير طائل، قال العلماء والمراد بإحسان الكفن نظافته وكثافته وستره وتوسطه ويدخل في الإحسان أن يبخره بالعود أو غيره من الأطياب وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إذا جمرتم الميت فأجمروه ثلاثا " وأن ويبدأ التكفين بأن يبسط الثوب الأول ثم يوضع عليه الحنوط وهو أخلاط من الطيب تصنع للأموات وهي تطرد الهوام وتطيب الكفن وكانت تستخدم في زمن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بدليل نهيه عن تحنيط الميت المحرم الذي وقصته دابته، ثم يبسط فوق الثوب الأول الثوب الثاني ويضع فوقه الحنوط ثم يبسط الثالث ثم يحمل الميت ويوضع فوق الثوب الثالث.

ويوضع بين أليتيه شيء من الحنوط في قطنة لإبعاد الرائحة الكريهة في حال خرج شيء من الدبر ويتم إلباسه مثل السروال، ويوضع من الحنوط بجوار منافذ وجهه كأنفه وفمه وحول عينيه ويوضع كذلك عند أذنيه ومواضع السجود من بدنه ولو جعل الحنوط على كامل بدنه فلا حرج وقد فعل ذلك ابن سيرين بأنس ابن مالك رضي الله عنه، وبعد ذلك يتم لف الكفن فيلقى بالطرف الذي عن يمين الميت عليه ثم يلقى فوقه الطرف الذي عن شماله وهذا هو إدراج الميت في الكفن وهو سنة لأنه فعل بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يفعل مثل ذلك بالثوب الثاني ثم الأول وهو الظاهر، وتجعل فضلة الكفن التي من جهة الرأس أكبر من الفضلة التي من جهة القدمين ثم يعقد على الكفن حتى لا ينكشف أثناء حمله ودفنه وهذه العقد يتم حلها في القبر بعد الدفن لأنه انتهى الغرض الذي فعلت من أجله.

وليس لها عدد معين وإنما تكون على قدر الحاجة ويراعى أن تكون العقد في شق الميت الأيسر ليسهل حلها إذا وضع الميت في القبر على شقه الأيمن، وفى النهايه الصلاة على الميت فإنها واجبة لأمره صلى الله عليه وسلم بالصلاة على المرأة التي رجمت، ولحديث " صلوا على صاحبكم " والأمر يقتضي الوجوب، وينبغي لمن أراد أن يصلي على ميت أن يكون حاضر القلب وأن يدعو للميت متضرعا إلى الله فالميت في أمس الحاجة إلى دعاء إخوانه، وتحرم الصلاة على الكافر لقوله تعالى ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ) ويستحب الاستعجال في الصلاة على الميت فإذا غسل الميت وكفن فلا يلزم أن ينتظر إلى أن يؤذن للفرض ويجتمع الناس ويصلون ثم يصلى على الجنازة، ولا تنقل الجنازة من مسجد إلى آخر لتكثير عدد المصلين عليها فهذا خلاف مقصود الشرع بالإسراع في الدفن واتباع السنة خير للميت وأفضل من تكثير عدد المصلين... والله تعالى أعلم .



google-playkhamsatmostaqltradent