recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن القاسم بن محمد بن أبو بكر

ماذا تعرف عن القاسم بن محمد بن أبو بكر


كتب-محمـــد الدكـــرورى
عندما نتكلم عن الصحابى فهذا اللقب يطلق على من لقي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، مؤمنا به، ومات على ذلك، حتى ولو تخلل ذلك ردة، سواء رآه أو لم يره بسبب خلل كالعمى، وتجدر الإشارة إلى أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم، كلهم عدول، ولكن أفضلهم العشرة المبشرين بالجنة، وأفضل العشرة أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وأما إذا تكلمنا عن التابعي فهذا اللقب يطلق على الذي لق أحد الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وهو مسلم، ثم مات على الإسلام، وقد اختلف في أفضل التابعين، حيث إن أهل البصرة قالوا إن أفضلهم الحسن البصري، وقال أهل المدينة بل أفضلهم سعيد بن المسيّب، وقال أهل الكوفة أفضلهم أويس القرني، رحمهم الله جميعا، أما ماذا عن الفقهاء السّبعة، ومن هم ؟؟
فإن الفقهاء السبعه، هم الذين اجتمعوا بنفس الفترة الزمنية في المدينة المنورة، وقيل هم سبعة من التابعين، وكانوا متعاصرين في نفس الزمن، وهم سعيد بن المسيّب، وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعُبيد الله بن عتبة بن مسعود، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وعُروة بن الزبير، وقد اختلف الفقهاء في تحديد السابع، فقالوا هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقيل هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، ولكن أغلبهم قالوا هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، ومن هنا نستنتج أن فقهاء المدينة هم سبعة أو عشرة من كبار التابعين الذي انتهى إليهم العلم والفتوى في المدينة المنورة، وهم يسمّون بالفقهاء السبعة، وهم الفقهاء الذين اتخذهم الخليفه عمر بن عبد العزيز مستشارين له فيما يعرض عليه من أمور عندما كان والياً على المدينة.
وقد ذكرهم ابن القيم في كتابه أعلام الموقعين فقال: وكان المفتون بالمدينة من التابعين هم ابن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وخارجة بن زيد، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبان بن عثمان، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبا بكر بن عبد الرحمن بن حارث بن هشام، وسليمان بن يسار، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وهؤلاء هم الفقهاء السبعة، وسوف نتكلم عنهم بالتفصيل عن كل فقيه منهم، وأما عن القاسم بن محمد، فهو، أبو محمد القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي، وهو تابعي مدني، وأحد رواة الحديث النبوي الشريف، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة من التابعين، وكان أبوه هو محمد بن أبي بكر الصديق، عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم القرشي، وأما عن أمه فكانت هى السيده أسماء بنت عميس.
وأما عن جده فهو أبو بكر الصديق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القرشى، وهو أول الخلفاء الراشدين، وهو أحد العشرة المُبشرين بالجنة، وهو وزير الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وصاحبه، ورفيقه عند هجرته إلى المدينة المنورة، ويعده أهل السنة والجماعة خير الناس بعد الأنبياء والرسل، وهو أكثر الصحابة إيمانا وزهدا، وأحب الناس إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بعد زوجته عائشة بن أبو بكر، وأما عن القاسم بن محمد بن أبو بكر، فكانت أمه هى أم ولد، ومعنى قول أم ولد، فهو مصطلح شهير في كتابات المؤرخين المسلمين القدامى، وهو يشير إلى الأَمة التي ولدت من سيدها في ملكه، وهى تُعتق بمجرد موت سيدها ولا يجوز له بيعها، ويكون حكمها كحكم الحُرَة في الستر، أى في ستر الرأس والأطراف وكذلك في أحكام الصلاة.
ولا يختلف الفقهاء على إباحة ووطء الإماء، لقوله تعالى: ( والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم، أو ما ملكت أيمانهم، فإنهم غير ملومين ) وتعرف أيضا بأنها الأمة التي قد أنجبت من سيدها ولدا وقد استهل صارخا ولو مات حينئذ، فكل أمة أنجبت من سيدها ولدا ولو استهل صارخا ومات، فهي أم ولد وهى تعتق بمجرد موته، وله منها في حياته قليل الخدمة ولا يجوز له بيعها، وهي التي تسمى أم الولد، وقد ولد أبو محمد القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي القرشي سنة خمسه وثلاثين من الهجره، في خلافة علي بن أبي طالب، وأمه أم ولد وقيل أنها كانت اسمها سودة، وقد توفي أبوه سنة سته وثلاثين من الهجره، فلم يدركه القاسم، ونشأ في حجر عمته أم المؤمنين السيده عائشة بنت أبي بكر رضى الله عنها، فتفقه منها، فكان من أعلم الناس بحديثها مع ابن عمته عروة بن الزبير.
وأيضا نشأت معه السيده عمرة بنت عبد الرحمن، وكان القاسم أشبه بني أبي بكر بجدّه أبي بكر الصديق رضى الله عنهم أجمعين، وأما عن عروه بن الزبير، فهو أبو عبد الله عروة بن الزبير بن العوام الأسدي وهو تابعي ومحدث ومؤرخ مسلم، وأحد فقهاء المدينة السبعة، وأحد المكثرين في الرواية عن خالته السيده عائشة بنت أبي بكر رضى الله عنها، وهو من الأوائل الذين سعوا إلى تدوين الحديث، كما كان له مساهمات رائدة في تدوين مقتطفات من بدايات التاريخ الإسلامي، وقد اعتمد عليها من جاء بعده من المؤرخين المسلمين، وكما عُرف عنه أنه من أروى الناس للشعر، وكان عروه بن الزبير أمه هى السيده أسماء بنت أبى بكر، وكان أبوه هو الزبير بن العوام، إبن عمة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهى السيده صفيه بنت عبد المطلب.
وأما عن عمره ، وهى عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية، وهى تابعية مدنية، وهى واحدة من رواة الحديث النبوي الشريف، وقد ولدت عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بن عدس النجارية الأنصارية سنة تسعه وعشرين من الهجره، في المدينة المنورة، وكان جدها هو سعد بن زرارة وكان له صُحبة، وهو أخو الصحابي أسعد بن زرارة أحد نُقباء الأنصار، أما أمها فكانت هي السيده سالمة بنت حكيم بن هاشم بن قوالة، وقد نشأت عمرة وأخواتها في حجر أم المؤمنين السيده عائشة بنت أبي بكر، وسمعت منها الحديث النبوي الشريف، وتفقهت على يديها، حتى أصبحت ممن يُطلبون لأخذ حديث السيده عائشة رضى الله عنها، حتى أن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز حينما قرر أن يجمع الحديث ويُدونه أمر قاضي المدينة وقتها ابن أختها أبي بكر بن حزم قائلا .
انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو سُنَّة ماضيه أو حديث عمرة، فاكتبه، فإني خشيت دُروس العلم، وذهاب أهله، وعن علم وفقه القاسم بن محمد، فقد روى عبد الرحمن أبي الزناد عن أبيه قال " ما رأيت أحدا أعلم بالسنة من القاسم بن محمد، وما كان الرجل يُعد رجلا حتى يعرف السنة، وما رأيت أحد ذهنا من القاسم إن كان ليضحك من أهل الشّبه كما يضحك الفتى " وأما عن القاسم بن محمد وعن تواضعه هو ما حدث به ابن إسحاق قال: رأيت القاسم بن محمد يصلي فجاء أعرابي، فقال: أيكما أعلم، أنت أم سالم؟ فقال: سبحان الله، كل سيخبرك بما علم، فقال: أيكما أعلم؟ قال: سبحان الله، فأعاد فقال له: ذاك سالم، انطلق فاسأله، والمقصود بسالم هذا هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فقام عنه، قال ابن إسحاق: "كره أن يقول أنا أعلم فيكون تزكية.
وكره أن يقول سالم أعلم مني، فيكذب، وكان القاسم أعلمهما " وكان يقول القاسم بن محمد " لأن يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعرف حق الله عليه، خير له من أن يقول ما لا يعلم" وهكذا كان حال السلف الصالح، ولكن على الرغم من أن مجمتع السلف الصالح وصل إلى أعلى درجات الإنسانية، وأسمى مقامات البشرية بعد النبوة، إلا أنهم لم يكونوا ملائكةً يعيشون على الأرض، بل كانوا بشرا منساقين مع فطرتهم، يعلمون أن التدين تزكية للفطرة، لا تمرد عليها، فكانوا يمشون في الأسواق، ويأكلون الطعام، ويتفاوتون في القوة، والعقل، والإيمان، والنشاط، ويصيبهم الفرح، والغضب، والحزن، والرضا، بالإضافة إلى إمكانية أن يقع منهم الخطأ، كما حدث في المدينة المنورة عندما غش رجل، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " من غش فليسَ مني " .


google-playkhamsatmostaqltradent