طبيعة التغير عند المرأة
بفلم: د. عادل عامر
أنت تغيرت، هذه ليست الفتاة الجميلة التى تزوجتها»، كلمات يقولها أغلب الرجال لزوجاتهم، ولكن تختلف فى توقيتها، فالبعض يقولها بعد أيام من الزواج، والبعض يقولها بعد شهور من الزواج، لكن.. كل الرجال يقولونها لزوجاتهم فى يوم من الأيام، بعد سنوات قد تقل أو تكثر، فلماذا تتغير المرأة؟
ترى بعض النساء أن طبيعة الانسان التغير وتقلب المزاج، والمرأة انسان لها اهتماماتها ورغباتها وأهدافها التى تتغير كل فترة، فقبل الزواج قليلا ما نجد فتاة تهوى العمل المنزلى وتعشق دخول المطبخ، بل أغلب الفتيات تقضى أكثر ساعات اليوم أمام المرآة تتزين وتتجمل لخطيبها أو بحثا عن خطيب.
وبعد الزواج تبدأ مسؤوليات جديدة كانت تجهلها فتأخذ حيزًا من اهتماماتها على حساب الوقت الذى تقضيه أمام المرآة، وبعد سنوات من الزواج تزداد المسؤولية وتعيد المرأة ترتيب اهتماماتها فيصبح الأولاد والبيت والزوج والعمل أهم الأولويات، ثم يأتى مظهرها وزينتها أخيرا. والتغير الذى يطرأ على المرأة يقصد به معانٍ كثيرة منها:
ـ تغير عودة للأصل أو لطبيعة المرأة الحقيقية، فبعض الفتيات تعتقد أن الخطوبة فترة التجمل والتزين واخفاء الحقيقة عن الطرف الآخر فتتجمل المرأة وتظهر بصفات غير صفاتها، ولكنها بعد الزواج لا تستطيع تكملة الكذبة خاصة أن هدفها تحقق، وهذا التغير صعب التغلب عليه؛ لأنه الحقيقة التى نجحت الفتاة فى اخفائها فى البداية والتى لا بد أن تظهر فى النهاية، وعلى الرجل أن يتكيف مع المرأة الجديدة التى اكتشفها بعد الزواج.
ـ والتغير الآخر وهو المقصود فى هذا التحقيق هو التغير الذى يسببه الزمن ومسئوليات الحياة، مثل التغير فى الوزن، والتغير فى الأهواء والميول، والتغير فى الاهتمامات، والتغير فى علاقة المرأة بزوجها.
ـ والتغير الثالث هو تغير يتمناه أغلب الرجال وهو تغير للأفضل، فبعد سنوات من الزواج الناجح تصبح الزوجة وزوجها كيانا واحدا يفهم كلاهما الآخر، ويكمل بعضهما البعض، وهذا التغير لا يتحقق الا فى البيوت التى يسودها الحب والتفاهم فى الواقع أن طبيعة المرأة هى طبيعة جيدة جدا إنِّ الحاجة الضرورية بالنسبة للمرأة هى فى أن تُعطى الفرصة للتعبير عن مشاعرها . فكل امرأة تود أن تحصل على الرجل القادر على فهم طبيعتها فى حاجتها عن التعبير عن حبها ورغبتها فى تلقى الحب.
ليس من الضرورى على الرجل أن يجنى المستحيل ليُعبر عن تقديره واحترامه لها. فهى بحاجة فقط أن تعلم بأن هذا الرجل الذى يُحبها ويهتم بها موجود فى عالمها. فالمرأة بطبيعتها قادرة أن تعيش بإطار صورة هذا الحب التى تُنميها من خلال علاقتها برجلها. فأنا أفهم شخصية المرأة وأستطيع التعاطف معها لسبب ما تعانيه فى علاقتها مع الرجل.. معظم الرجال لا يدركون ولا يعون هذا المفهوم وهذا يعود لعدم التصحيح .
لو أنهم كانوا يعلمون بأن المرأة تحتاج فقط فى أن تُعطى الفرصة للتعبير عن مشاعرها وحبها الشديد وإخلاصها له عندها يستطيعون أن يُحرزوا الكثير من التقدم فى العالم الروحي. والعائق الذى يحول بين المرأة والرجل فى علاقتهما معا
هو أنًّ جميع الذى تحتاجه المرأة والذى يتوجب عليها أن تتلقاه من الرجل ليس فقط بضئيل بل تافه ومبتذل لذلك هى غير قادرة على أن تتقبله وسبب كل هذا نابع من الجذور الروحية. من أجل هذا تُعانى المرأة فى هذا العالم أكثر من الرجل. ولكن من الممكن تغير هذا الوضع فى المرحلة الأخيرة لتصحيح الإنسانية.
فإنه ليس بوسعنا عمل أى شيء لحل هذه المشكلة إلا إلى أن نصل إلى مرحلة التصحيح الأخير . فقد نشأت هذه المشكلة بسبب أول مأساة وُجدت بين الرجل والمرأة وستبقى حتى آخر زوجين قبل التصحيح الأخير والكامل للإنسانية.
فالرجال بطبيعتهم غير قادرين على فهم المرأة وبدورهم لا يستطيعون أن يُعطوها حتى ولو مقدار نقطة صغيرة من التصحيح الضرورى والأساسى للعلاقة الصحيحة بينهما , لأنهم لا يُدركوا أن المرأة بطبيعتها قادرة على أن تبنى علاقتها مع الرجل بانسجام وأن كل ما تحتاجه منه هو المقدار الصغير من التصحيح.
وهذا طبعا يأتى نتيجة للتصحيح الروحى الكامل. من غير المستطاع إيجاد حل لهذه المعضلة فى هذا العالم فالحل ممكن فقط من خلال الوصول إلى مرحلة الوحدوية مع الخالق.
سؤال: إذا هل من المتوجب على المرأة فى أن ننتظر إلى الرجل وكأنه على مستوى الكمال لتحصل على ما تحتاجه لبناء علاقتهما بشكل صحيح؟
لا - يجب على المرأة أن لا تنظر إلى الرجل وكأنه على هذا المستوى من الكمال الروحى فى إحرازه العالم الروحي. يجب على المرأة النظر إلى الرجل كما تنظر إلى طفلها الذى يحتاج إلى رعايتها وحبها وتوجيهها فى نصحها له بما تراه جيد. تنظر إليه كالمرأة التى تنتظر زوجها بعد يوم عمله الشاق مبذلة احترامها له مقدرةً سعيه ومثابرته فى توفير العيشة لأهل بيتها. يُقال بأن خلف كل رجل عظيم امرأة وهذا صحيح جداً. وهكذا نريد ونتمنى جميعاً فى أن نحصل على هذا النوع من المحبة والدعم من نساءنا
لا تكتمل الدنيا بدون وجود آدم وحواء .... طرفين اثنين هما الذكر والأنثى فإن كانت المرأة هى القمر بجمالها !! فالرجل هو طاقة الشمس بقوة حضوره وإن كانت المرأة هى رمز المشاعر !!
فالرجل حتماً سيكون مستوعبا لكل تلك الأحاسيس والمشاعر سيمسح الدمع ويحتضن وجودها ويضمها إلى قلبة ويزرعها وسط روحة فلولا عشق المرأة للرجل لما ارتدت أجمل الثياب ولما لبست اللؤلؤ
والمرجان وتعطرت بأرقى العطور ولولا أهمية المرأة بحياة الرجل ما ركب أفخم السيارات وفنى نفسه للحصول على المال لبناء القصور وشراء الأزهار فالمرأة وطن و ماء والرجل نار وتراب هواء وكلاهما وجوده مهم بالحياة
العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة تتم على أساس من الحب والصدق والحرية والاختيار بحيث لا يسيطر الرجل على المرأة، وبحيث لا يملك الرجل المرأة أو الأطفال وإنما ترتكز العلاقة داخل الأسرة على التساوى فى جميع الحقوق والواجبات بما فى ذلك الإنفاق والنسب والعمل داخل البيت وخارجه.
المرأة والحب لا يعيش الحب بدون امرأة لأن الحب يعرف المرأة حق المعرفة فهى رقيقة المشاعر .. جميلة الإحساس والحب هو أرق كلمة فى دفتر الوجود وأغلىَ حرفين فى قاموس الحياة
لأنه صلة روح بروح .. رفقة قلب إلى قلب فالحب لا يستغنىَ أبداً عنها لأنها هى من أوجدته وهى من سحرته وهى من فتنته فهو يعرف إنه بدونها سيُطرد من القلوب ولأن قصور القلوب هى المرأة
ولكم انبهر هذا الحب من حكمتها ولكم خاف من غضبها ولكم تعجب من صبرها لآنه قد أيقن بُعد نظرها الذى ترجم له إخلاصها ليشهدها هذا الحب بوفائها ولأن الحب هو قتيل العيون ولكن أى عيون ؟! إنها عيون المرأة التاريخية الجمال والباسقة بالحنان لغتها الدموع وسحرها الصمت ونظرتها هى روعة الحياة,
لا فرق بين المطلقة وارمله والعزباء فكلاهما .. يحملان مسمى « الأنوثة « ويفهمان بالحياء فالف تحيه لكل مطلقه وارمله فأفتخرى لأنك انثى ولأنك الحـــــياة.