recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن أم المؤمنين زينب بنت جحش (الجزء الرابع)

الصفحة الرئيسية

ماذا تعرف عن أم المؤمنين زينب بنت جحش (الجزء الرابع)

ماذا تعرف عن أم المؤمنين زينب بنت جحش (الجزء الرابع)

كتب - محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع أم المؤمنين السيده زينب بنت جحش، وقد وقفنا عندما قيل أنها رضى الله عنها، قد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم، طائفة من الأحاديث، وروى عنها ابن أخيها محمد بن عبد الله، والقاسم بن محمد وكلثوم بن المصطلق الخزاعي، وأم حبيبة وزينب بنت أبي سلمة، وكما كانت آية الحجاب وهى قول الحق سبحانه وتعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه، ولكن إذا دعيتم فادخلوا، فإذا طعمتم فانتشروا، ولا مستأنسين لحديث، إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم، والله لا يستحيى من الحق، وإذا سألتموهن متاعا فأسلوهن من وراء حجاب، ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن.

وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله، ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا، إن ذلكم كان عند الله عظيما ) وقد نزلت هذه الآيه الكريمه في شأن وليمة عرسها على النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أطال بعض القوم المقام بعد الوليمة، فنزلت تلك الآية الكريمه، وقد نزل قوله سبحانه وتعالى ( يا أيها النبى لما تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم ) في حادثة هجر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لبعض زوجاته بعد أن تواطئن لمكث النبي صلى الله عليه وسلم، عند زوجته السيده زينب بنت جحش، وأما عن زواج السيدة زينب بنت جحش من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان بعد طلاق السيدة زينب من زيد بن حارثة رضى الله عنه، وبعد انقضاء عدَّتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لزيد بن حارثة".

اذهب واذكرها على "ويقول زيد، فلمَّا قال ذلك عظمت في نفسي، فذهبت إليها، وجعلت ظهري إلى الباب، وقلت، يا زينب، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذكرك، فقالت السيده زينب، ما كنت لأحدث شيئًا حتى أؤامر ربي، فقامت إلى مسجد لها، فأنزل الله تعالى فى سورة الأحزاب (فلما قضى زيد منهن وطرا زوجناكها لكى لا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم إذا قضوا منها وطرا، وكان أمر الله مفعولا) فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عليها بغير إذن، وروي: أنه لما دخل صلى الله عليه وسلم، بها، قال لها: ما اسمك؟ قالت: بَرَّة، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم، زينب، ولمَّا نزل قوله تعالى ( فلما قضى زيد منهن وطرا زوجناكها لكى لا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم إذا قضوا منها وطرا، وكان أمر الله مفعولا).

كانت السيده زينب رضي الله عنها، تفتخر على بقية زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وتقول لهن، زوجكن آباؤكن، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات، وما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم، على امرأة من نسائه أكثر وأفضل مما أولم على السيده زينب بنت جحش، وقد أطعمهم خبزا ولحما حتى تركوه، وكانت الحكمة من زواج السيدة زينب بنت جحش، من النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، هو ما روى عن علي بن الحسين، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان قد أوحى الله تعالى إليه أن زيدا يطلق زينب، وأنه يتزوجها بتزويج الله إياها، فلما تشكى زيد للنبي صلى الله عليه وسلم، خُلق زينب، وأنها لا تطيعه، وأعلمه أنه يريد طلاقها، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، على جهة الأدب والوصية".

اتقِ الله في قولك، وأمسك عليك زوجك "وهو يعلم أنه سيفارقها ويتزوجها، وهذا هو الذي أخفى في نفسه، ولم يُرد أن يأمره بالطلاق لما علم أنه سيتزوجها، وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوج زينب بعد زيد، وهو مولاه، وقد أمره بطلاقها، فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من أن خشي الناس في شيء قد أباحه الله له، بأن قال صلى الله عليه وسلم "أمسك" مع علمه بأنه يطلق، وأعلمه أن الله أحق بالخشية، أي في كل حال، والمراد بقوله تعالى (وتخشى الناس) إنما هو إرجاف المنافقين بأنه نهى عن تزويج نساء الأبناء وتزوج بزوجة ابنه، ولقد كانت السيده زينب رضي الله عنها، تحتل من المكانة العالية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما جعل أم المؤمنين السيده عائشة رضي الله عنها.

تعترف بذلك، فكانت تقول عنها رضي الله عنهما كانت زينب هي التي تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولم أرى امرأة قط خيرا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي يُتصدَّق به، ويُتقرب به إلى الله عز وجل" وقد وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنها أوَّاهة، فقال لعمر بن الخطاب رضى الله عنه "إن زينب بنت جحش أواهه" فقال رجل: يا رسول الله، ما الأوَّاه؟ فقال صلى الله عليه وسلم "هو الخاشع المتضرع" وقرأ قول الحق سبحانه وتعالى من سورة هود (إن إبراهيم لحليم أواه منيب) وقد اشتركت السيده زينب رضي الله عنها، مع النبي صلى الله عليه وسلم، في غزوة الطائف بعد حنين، وغزوة خيبر، ثم حجة الوداع.

وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قد ظلت السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها، محافظة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لازمة بيتها ففي حجة الوداع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لزوجاته رضوان الله تعالى عليهن "هذه ثم ظهور الحصر" فكن كلهن يحججن إلا زينب بنت جحش وسودة بنت زمعة، وكانتا تقولان: والله لا تحركنا دابَّة بعد أن سمعنا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم، وعن السيده عائشة رضي الله عنها، أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قلن للنبي صلى الله عليه وسلم، أيُنا أسرع بك لحوقا؟ فقال صلى الله عليه وسلم "أطولكن يدا" فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدا، فعلمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقا به، وكانت تحب الصدقة.
ماذا تعرف عن أم المؤمنين زينب بنت جحش (الجزء الرابع)
google-playkhamsatmostaqltradent