recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن هَبّار بن الأسود (الجزء الثانى)

الصفحة الرئيسية

ماذا تعرف عن هَبّار بن الأسود (الجزء الثانى)


كتب - محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع هَبّار بن الأسود وقد وقفنا عندما طلع هبّار بن الأسود من باب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما نظر القوم إليه قالوا يا رسول الله، هبّار بن الأسود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قد رأيته" فأراد بعض القوم القيام إليه، فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم، أن اجلس، فوقف عليه هبّار فقال السلام عليك يا رسول الله إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، ولقد هربت منك في البلاد، وأردت اللحوق بالأعاجم، ثم ذكرتك وعائذتك وفضلك وبرّك وصَفحك عمن جهل عليك، وكنا يا رسول الله أهل شرك، فهدانا الله بك وتنقذنا بك من الهَلكة، فاصفَح عن جهلي وعما كان يبلغك عني، فإني مُقر بسوأتي معترف بذنبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وقد أحسن الله بك حيث هداك للإسلام، والإسلام يَجُبّ ما كان قبله" وقال محمد بن عمر، وخرجت سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقالت، لا أنعم الله بك عينا، أنت الذي فعلت وفعلت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الإسلام مَحَا ذلك" ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبّه والتعرض له، وكان هبار ذكر في قصة أخرى ذكرها ابن منده، عن هشام ابن عُروة، عن أبيه، عن هبار بن الأسود في قصة عتبة بن أبي لهب مع الأسد، وقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "اللهم سلط عليه كلب من كلابك" وقول هبار إنه رأى الأسد يشمّ النيام واحدا واحدا، حتى انتهى إلى عتبة فأخذه، ولهبار قصة مع عمر، فقد أخرج البخاري في كتابه التاريخ، والبيهقي عن هبار بن الأسود أنه حدثه أنه فاته الحج، فقال له عمر، طُف بالبيت وبين الصفا والمروة، وعن يحيى بن عبد الملك بن هبار بن الأسود، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بدار هبار بن الأسود، فسمع صوت غناء، فقال "ما هذا " فقيل له صلى الله عليه وسلم إنه تزويج، فجعل يقول "هذا النكاح لا السفاح"

وقيل أن هذا الحديث ضعيف، وأما عن حياة هبار بن الأسود، فقد رحل إلى الشام أيام الفتوح، وعاد في خلافة عمر بن الخطاب، وأما عن أبوه فهو الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي، وهو رجل من قبيلة قريش، وكان معاصرا لظهور الإسلام، وكان من أشد المُعادين له، وكان هو ابن عم السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد، زوج النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أيضا ابنة خال السيدة برة بنت عبد العزى، جدة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لأمه السيده آمنه بنت وهب، وقد حاول الأسود بن المطلب، مع ابنه زمعة، ومع كثير من سادة قريش التفاوض مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لثنيه عن دعوته، إلا أن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، رفض دعوتهم، وحاول مع زعماء من قريش مثل الوليد بن المغيرة، وأمية بن خلف، والعاص بن وائل السهمي أثناء طواف النبى الكريم.

محمد صلى الله عليه وسلم، بالكعبة أن يفاوضوه بأن يعبدوا إله ويعبد آلهتم وأصنامهم، فقالوا، يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرا مما نعبد، كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيرا مما تعبد، كنت قد أخذت بحظك منه، فنزلت سورة الكافرون ونادى الله عز وجل على نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فى كتابه العزيز (قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون، ولا أنتم عابدون ما أعبد، ولا أنا عابد ما عبدتم، ولا أنتم عابدون ما أعبد، لكم دينكم ولى دين) وقد ذكر ابن إسحاق عن الأسود بن المطلب، أنه كان أحد المستهزئين بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، المقصودين على الأغلب بالآية القرآنية (إنا كفيناك المستهزئين) وهم الأسود بن عبد يغوث، والوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والحارث بن الطلاطلة الخزاعي، فدعا عليه النبي الكريم.

محمد صلى الله عليه وسلم، أي على الأسود، وقال"اللهم أَعمى بصره، وأثكله ولده" وقد تحقق هذا الدعاء إذ عمي بصره، وخسر ثلاثة من ولده في غزوة بدر، وهم زمعة، وعقيل ابناه، وحفيده الحارث بن زمعة، وكان بعد هزيمة قريش في غزوة بدر، قد اتفق جمع منهم على عدم البكاء على قتلاهم حتى لا يشمت، محمد وأصحابه فيهم، وسار الأسود مكرها على هذا الاتفاق، فلما سمع امرأة تبكي، قال لغلام له" انظر هل أحل لنا النحيب، لعلي أبكي على أبي حكيمة أي زمعة، فإن جوفي قد احترق، فلما رجع إليه الغلام قال، إنما هي امرأة تبكي على بعير لها أضلته، وقيل عنه أنه ليس له ذكر بعد ذلك، والأغلب أنه مات على جاهليته قبل غزوة أحد، وقيل عن هبار بن الأسود أنه هو جد الهباريين وهم ملوك السند، الذين توارثوها حتى انتزعها منهم محمود بن سبكتكين صاحب غزنة، ومحمود بن سبكتكين هو يمين الدولة.

أبو القاسم محمود بن سبكتكين الغزنوي، المعروف باسم محمود الغزنوي وهو حاكم الدولة الغزنوية في زمن الخلافة العباسية، وكان اسمه باللغة التركية يمين الدولة، أما بالفارسية فإن اسمه أبو القاسم محمود بن سبكتكين، واسمه الكامل يمين الدولة عبد القاسم محمود بن سبكتكين، وقد لقب بسيف‌ الدولة، ويمن‌ الدولة، وأمين‌ الملة، والغازي، وبطل الإسلام، وفاتح الهند، ومحطّم الأصنام، ويمين أمير المؤمنين، ولكنه اشتهر باسم السلطان محمود الغزنوي، وقد ارتفعت الدولة الغزنوية في فترة حكمه إلى الأوج في قليل من الزمن بفضل همة محمود وحسن قيادته، إذ استطاع أن يغلب السامانيين على أمرهم وأن يغزو الهند، وكان أول ما فعله محمود الغزنوي فور توليه الحكم وحلفه اليمين، هو عقد معاهدة مع جيرانه الشماليين من القره خاننيين، وبدأ على إثر تلك المعاهدة في حروبه ناحية الهند، وقد قام بما يقرب من سبعة عشر معركة ضد الهنود.

وكان ذلك من اجل أن يوسع حدود مملكته التي ورثها حتى امتدت من بخارى و سمرقند إلى الكجرات وقنوج وشملت أفغانستان وبلاد ما وراء النهر وسجستان وخراسان وطبرستان وكشمير وجزءا كبيرا من الولايات الواقعة في الشمال الغربي من الهند، حتى أدركته الوفاة، وقد تأسست غزنة في وقت ما في العصور القديمة كمدينة صغيرة في السوق والتي ذكرها بطليموس, في القرن السادس قبل الميلاد، واحتلت المدينة من قبل الملك الأخمينية سايروس الثاني، وإدماجها في الإمبراطورية الفارسية، وكان غزنة مركزا بوذيا نشطا حتى القرن السابع الميلادي إلى أن جلبت الجيوش العربية إسلام إلى المنطقة ولكن العديد من رفض قبول الدين الجديد، وأما عن عام الفتح فهو فتح مكة، وهى غزوة وقعت في العشرين من رمضان في العام الثامن من الهجرة، وقد استطاع المسلمون من خلالها فتح مدينة مكة.

وضمَّها إلى دولتهم الإسلامية، وكان سبب الغزوة هو أن قبيلةَ قريشٍ انتهكت الهدنةَ التي كانت بينها وبين المسلمين، بإعانتها لحلفائها من بني الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، في الإغارة على قبيلة خزاعة، الذين هم حلفاء المسلمين، فنقضت بذلك عهدها مع المسلمين الذي سمّي بصلح الحديبية، وردّاً على ذلك، جهَّز الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، جيشا قوامه عشرة آلاف مقاتل لفتح مكة، وتحرَك الجيش حتى وصل مكة، فدخلها سلما بدون قتال، إلا ما كان من جهة القائد المسلم خالد بن الوليد، إذ حاول بعض رجال قريش بقيادة عكرمة بن أبي جهل التصدي للمسلمين، فقاتلهم خالد وقَتَل منهم اثني عشر رجلا، وفرَّ الباقون منهم، وقُتل من المسلمين رجلان اثنان، ولمَّا نزل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بمكة واطمأنَ الناس، جاء الكعبة فطاف بها، وجعل يطعن الأصنام التي كانت حولها بقوس كان معه.
ماذا تعرف عن هَبّار بن الأسود (الجزء الثانى)
google-playkhamsatmostaqltradent