recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن أم المؤمنين زينب بنت جحش (الجزء الخامس)

الصفحة الرئيسية

ماذا تعرف عن أم المؤمنين زينب بنت جحش (الجزء الخامس)

ماذا تعرف عن أم المؤمنين زينب بنت جحش (الجزء الخامس)

كتب - محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الخامس مع أم المؤمنين السيده زينب بنت جحش، وقد وقفنا عندما سئل النبى صلى الله عليه وسلم، أيُنا أسرع بك لحوقا؟ فقال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "أطولكن يدا" فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدا، فعلمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقا به، وكانت تحب الصدقة، وقد ظلت السيده زينب رضي الله عنها، جوَّادة كريمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، متمسكة بالزهد، وعدم التعلق بالدنيا ومتاعها، فيُذكَر أنه لمَّا جاء العطاء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطب، فقد بعث إلى أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، بالذي لها، فلمَّا دخل عليها قالت "غفر الله لعمر، لغيرى من أخواتي كان أقوى على قَسم هذا منى" قالوا هذا كله لك، قالت سبحان الله.

واستترت دونه بثوب، وقالت، صبُّوه واطرحوا عليه ثوبا، فصبُّوه وطرحوا عليه ثوبا، فقالت لبرزة بنت رافع "أَدخلي يدك فاقبضي منه قبضة فاذهبي إلى آل فلان" وآل فلان من أيتامها وذوي رحمها، فقسّمته حتى بقيت منه بقيَّة، فقالت لها برزة، غفر الله لك، والله لقد كان لنا في هذا حظ فقالت السيده "فلكم ما تحت الثوب" قالت: فرفعنا الثوب فوجدنا خمسة وثمانين درهما، ثم رفعت يديها، فقالت "اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا" قالت برزه، فماتت السيده زينب رضي الله عنها، وفي شأنها أنزل الله تعالى الأمر بإدناء الحجاب ، وبيان ما يجب مراعاته من حقوق نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت رضي الله عنها من سادة النساء ، دينا وورعا، وجودا ومعروفا، محضن اليتامى ومواسية الأرامل.

فقد فاقت أقرانها خَلقا وخُلقا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور زينب، ويمكث معها، ويشرب العسل عندها، فغارت بعض نسائه، وأردن أن يصرفنه عن ذلك، فعن عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش، فيشرب عندها عسلا، قالت: فتواطيت أنا و حفصة، أن أيتنا ما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فلتقل" إني أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير؟ وهو صمغ يؤكل، طيب الطعم، ولكنه له رائحه غير طيبة، فدخل على إحداهما، فقالت ذلك له صلى الله عليه وسلم، فقال"بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش، ولن أعود له" فنزل قول الحق سبحانه وتعالى (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) إلى قوله تعالى (إن تتوبا).
وقد قيل أنه كان النداء إلى السيده عائشة بنت أبى بكر،والسيده حفصة بنت عمر بن الخطاب " وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا" لقوله " بل شربت عسلا " رواه البخاري و مسلم، وكان من مناقبها رضى الله عنها أنها كانت ورعة قوامة، تديم الصيام، وكثيرة التصدق وفعل الخير، وكانت من صُناع اليد، فكانت رضى الله عنها تدبغ و تخرز، ثم تتصدق بثمن ذلك، وقد روت السيده زينب بنت جحش رضى الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أحد عشر حديثا، وقد اتفق البخاري ومسلم لها على حديثين، وروى عنها: ابن أخيها محمد بن عبدالله بن جحش، وأم المؤمنين أم حبيبة، وزينب بنت أبي سلمة، وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على كثرة تصدقها وكنى عن ذلك صلى الله عليه وسلم، بطول يدها.

ولقد بلغ من حبها للعطاء أنها قالت حين حضرتها الوفاة "إني قد أعددت كفني، فإن بعث لي عمر بن الخطاب، بكفن فتصدقوا بأحدهما، وإن استطعتم إذ أدليتموني أن تصدقوا بإزاري فافعلوا" فكانت السيده زينب بنت جحش حقا هى أول زوجاته صلى الله عليه وسلم، لحوقا به، حيث توفيت سنة عشرين للهجرة وقد جاوزت الخمسين عاما، وصلى عليها عمر بن الخطاب، وقيل أنه قد صُنع لها نعش وكانت أول امرأة يُفعل معها ذلك، وقد روى ابن سعد عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنهما قال" أن الرجال والنساء كانوا يخرجون بهم سواء، فلما ماتت زينب بنت جحش، أمر عمر مناديا فنادى: ألا يخرج على زينب إلا ذو رحم من أهلها، فقالت بنت عميس: يا أمير المؤمنين، ألا أريك شيئا رأيت الحبشة تصنعه لنسائهم؟

فجعلت نعشا وغشته ثوبا، فلما نظر إليه قال: ما أحسن هذا، ما أستر هذا، فأمر مناديا فنادى أن اخرجوا على أمّكم" وتوفيت السيده زينب بنت جحش سنة عشرين من الهجره، وكان عمرها ثلاثه وخمسون سنة، وحين حضرتها الوفاة قالت: "إني أعددت كفني، فإن بعث عمر لي بكفن فتصدقوا بأحدهما، وإن استطعتم إذا دليتموني أن تتصدقوا بحقوتي فافعلوا، وقد ماتت ولم تترك درهما ولا دينارا، ودفنت بالبقيع، وقد صلى عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وأنزلها في قبرها ابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش وأسامة بن زيد وعبد الله بن أبي أحمد بن جحش وابن أختها محمد بن طلحة بن عبيد الله، وقد بيع منزلها للوليد بن عبدالملك حين عزم على توسعة المسجد النبوي بخمسين ألف درهم.

وهؤلاء هن أمهات المؤمنين، وزوجات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أفضل نساء الأمة على الإطلاق، فهن أمهات المؤمنين اللاتي نلن شرف الزواج من خير نفس أخرجت للعالمين، وهن النساء اللاتي توافرت فيهن أعظم الأخلاق، وأنبل القيم التي جعلتهن يتبوأن مكانةً كبيرة في الإسلام لا يبلغها غيرهن من النساء، فقد اشتهرت زوجات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بصفات عديدة، ومناقب جليلة، فقد شاءت أقدار الله سبحانه وتعالى، أن يكن زوجات خير الناس، وأفضل الخلق على الإطلاق، ولا شك بأن تلك المنزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا القرب قد أهّل نساء النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ليكن نموذجا ومثالا لنساء المؤمنين في أخلاقهن، وتعاملهن.

وقيمهن المستمدة من تعالِيم الشريعة الإسلامية، وهدي النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كانت نساء النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مثالا في إيمانهن بالله تعالى، وصدقِ توحيدهن، كالسيدة خديجة رضي الله عنها، التي كانت مثالا للمرأة الصالحه، صاحبة العقيدة الصحيحة، والفطرة السليمة حينما كانت أول من يؤمن بدعوة الإسلام من النساء، وكانت نساء النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مثالا في عفة اللسان وطهارة النفس، ومن الأمثلة على ذلك ما حصل مع السيدة عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك، حينما نالت من عرضها الشريف ألسنة المنافقين، فبقيت مع صبرها رضى الله عنها، لا تنقطع من أعينها الدموع ولا يهدأ لها بال، حتى برّأها الله سبحانه وتعالى بآيات تتلى إلى يوم القيامة وكان ذلك دليلا قاطعا على عفتها وطهارتها.
ماذا تعرف عن أم المؤمنين زينب بنت جحش (الجزء الخامس)
google-playkhamsatmostaqltradent