recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

يوسف أيها الصديق

 يوسف أيها الصديق




بقلم: السيد سليم

بداية الفرج بعد الشدة وجزاء المخلصين لرب العالمين الصابرين علي الطاعة وترك المعصية وسريع يتغير الأمر وتتبنى الأحوال غيب الملك عن من يفسر له مارأي فإذا بالذي نجا يتذكر ماكان كن أمر يوسف عليه السلام.

وقال الذي نجا منهما وادكّر بعد أمة: أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون..والمشهد الآن في السجن يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات، لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون.

والساقي يلقب يوسف بالصدّيق، أي الصادق الكثير الصدق. وهذا ما جربه في شأنه من قبل..أفتنا في سبع بقرات سمان...

ونقل الفاظ الملك التي قالها كاملة، لأنه يطلب تأويلها، فكان دقيقاً في نقلها، وأثبتها السياق مرة أخرى ليبين هذه الدقة أولاً، وليجيء تأويلها ملاصقاً في السياق لذكرها.

ولكن كلام يوسف هنا ليس هو التأويل المباشر المجرد، إنما هو التأويل والنصح بمواجهة عواقبه. وهذا أكمل:قال: تزرعون سبع سنين دأباً.أي: متوالية متتابعة. وهي السنوات السبع المخصبة المرموز لها بالبقرات السمان.فما حصدتم فذروه في سنبله..أي فاتركوه في سنابله لأن هذا يحفظه من السوس والمؤثرات الجوية.إلا قليلاً مما تأكلون.

فجردوه من سنابله، واحتفظوا بالبقية للسنوات الأخرى المجدبة المرموز لها بالبقرات العجاف.ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد.لا زرع فيهن.يأكلن ما قدمتم لهن..إلا قليلاً مما تحصنون.أي إلا قليلاً مما تحفظونه وتصونونه من التهامها!

ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون..

أي ثم تنقضي هذه السنوات الشداد العجاف المجدبة، التي تأتي على ما خزنتم وادخرتم من سنوات الخصب. تنقضي ويعقبها عام رخاء، يغاث الناس فيه بالزرع والماء، وتنمو كرومهم فيعصرونها خمراً، وسمسمهم وخسهم وزيتونهم فيعصرونه زيتاً..و ينتقل السياق إلى المشهد التالي. تاركاً فجوة بين المشهدين يكمل التصور ما تم فيها من حركة. ويرفع الستار مرة أخرى على مجلس الملك. ويحذف السياق ما نقله الساقي من تأويل الرؤيا، وما تحدث به عن يوسف الذي أولها. وعن سجنه وأسبابه والحال التي هو فيها.. كل أولئك يحذفه السياق من المشهد، لنسمع نتيجته من رغبة الملك في رؤية يوسف، وأمره أن يأتوه به:ونتوقف هنا لنكمل المشهد في اللقاء القادم بإذن الله.


يوسف أيها الصديق



google-playkhamsatmostaqltradent