recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن صلح الحديبية (الجزء الخامس)

 ماذا تعرف عن صلح الحديبية (الجزء الخامس)



إعداد - محمـــد الدكــــرورى


ونكمل الجزء الخامس مع صلح الحديبية، وقد توقفنا عندما قامت قريش بإرسال عروة بن مسعود الثقفي إلى المسلمين فرجع إلى أصحابه، فقال أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك كسرى وقيصر والنجاشي والله ما رأيت ملكا يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمدا، والله ما انتخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمر ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم، وما يحدون إليه النظر تعظيما له، ثم قال وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها" ثم أسرعت قريش في إرسال سهيل بن عمرو لعقد الصلح، فلما رآه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال" قد سهل لكم أمركم، أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل، فتكلم سهيل طويلاً ثم اتفقا على شروط الصلح" وعروة بن مسعود الثقفي هو صحابي مشهور، وهو زعيم ثقيف في زمانه وأحد وجوه العرب. 


وكان له الكثير من المآثر والأخبار، وهو عظيم القريتين على ما ذكر لدى المفسرين وأبوه مسعود بن معتب سيد بني ثقيف في حرب الفجار ضد كنانة، وهو عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن، الثقفي، وهو أبو مسعود، وقيل أبو يعفور، وكانت أمه هى سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف القرشية، ويجتمع هو والمغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود في مسعود، وهو جد أم الحجاج بن يوسف الثقفي، وقد ولد في الطائف في بيت عز وشرف، فأبوه مسعود بن معتب كان زعيم ثقيف وقيس عيلان في حرب الفجار أمام قريش وكنانة، وقد حضر تلك الحروب هو وإخوتة الأسود ونويرة ووحية وهم يومئذ غلمان، فكانوا في يوم عكاظ إحدى أيام حرب الفجار يجيرون قومهم ويدخلونهم خباء أمهم سبيعة بنت عبد شمس وهي أمرتهم بذلك ليسودوا.


وبذلك تحققت لة السيادة والشرف من الصغر فأصبح مقدما لدى قومة وأحد وجية العرب وأشرافها، وكان المغيرة بن شعبة خرج مع نفر من بني مالك بن حطيط ابن جشم بن قسي والمغيرة أحد الأحلاف ومع المغيرة حليفان له يقال لأحدهما دمون رجل من كندة والآخر الشريد وإنما كان اسمه عمرو فلما صنع المغيرة بأصحابه ما صنع شرد فسمي الشريد، وقد خرجوا إلى المقوقس صاحب الإسكندرية فجاء بني مالك وآثرهم على المغيرة فأقبلوا راجعين حتى إذا كانوا ببساق شربوا خمرا فكف المغيرة عن بعض الشراب وأمسك نفسه وشربت بنو مالك حتى سكروا فوثب عليهم المغيرة فقتلهم وكانوا ثلاثة عشر رجلا فلما قتلهم ونظر إليهم دمون تغيب عنه وظن أن المغيرة إنما حمله على قتلهم السكر فجعل المغيرة يطلب دمون ويصيح به فلم يأت ويقلب القتلى فلا يراه فبكى فلما رأى ذلك دمون خرج إليه فقال المغيرة ما غيبك. 


قال خشيت أن تقتلني كما قتلت القوم قال المغيرة إنما قتلت بني مالك بما صنع بهم المقوقس قال وأخذ المغيرة أمتعتهم وأموالهم ولحق بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لا أخمسه هذا غدر، وذلك حين أخبر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، خبرهم وأسلم المغيرة وأقبل الشريد فقدم مكة فأخبر أبا سفيان بن حرب بنعمان واد لهذيل على ليلتين من عرفات، وهو بين مكة والطائف بما صنع المغيرة ببني مالك فبعث أبو سفيان معاوية بن أبي سفيان إلى عروة بن مسعود يخبره الخبر وهو المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب فقال معاوية خرجت حتى إذا كنت بنعمان قلت في نفسي إن أسلك ذا غفار فهي أبعد وأسهل وإن سلكت ذا العلق فهي أغلظ وأقرب فسلكت ذا غفار فطرقت عروة بن مسعود من الليل فأخبرته الخبر فقال عروة انطلق إلى مسعود بن عمرو المالكي.

 


فوالله ما كلمته منذ عشر سنين والليلة أكلمه قال فخرجنا إلى مسعود فناداه عروة فقال من هذا فقال عروة فأقبل مسعود إلينا وهو يقول أطرقت عراهية أم طرقت بداهية بل طرقت بداهية أقتل ركبهم ركبنا أم قتل ركبنا ركبهم لو قتل ركبنا ركبهم ما طرقني عروة بن مسعود فقال عروة أصبت قتل ركبي ركبك يا مسعود انظر ما أنت فاعل فقال مسعود إني عالم بحدة بني مالك وسرعتهم إلى الحرب فهبني صمتا قال فانصرفنا عنه فلما أصبح غدا مسعود فقال يا بني مالك إنه قد كان من أمر المغيرة بن شعبة أنه قتل إخوانكم بني مالك فأطيعوني وخذوا الدية اقبلوها من بني عمكم وقومكم قالوا لا يكون ذلك أبدا والله لا نترك الأحلاف أبدا حتى تقبلها قال أطيعوني واقبلوا ما قلت لكم فوالله لكأني بكنانة بن عبد ياليل قد أقبل يضرب درعه روحتى رجليه لا يعانق رجلا إلا صرعه والله لكأني بجندب بن عمرو قد أقبل كالسيد. 


عاضا على سهم مفوق بآخر لا يشير إلى أحد بسهمه إلا وضعه حيث يريد فلما غلبوه أعدوا القتال واصطفوا أقبل كنانة بن عبد ياليل يضرب درعه روحتي رجليه يقول من مصارع ثم أقبل جندب بن عمرو عاضا سهما مفوقا بآخر قال مسعود يا بني مالك أطيعوني قال الأمر إليك قال فبرز مسعود بن عمرو فقال يا عروة بن مسعود اخرج إلي فخرج إليه فلما التقيا بين الصفين قال عليك ثلاث عشرة دية فإن المغيرة قد قتل ثلاثة عشر رجلا فاحمل بدياتهم قال عروة حملت بها هي علي قال فاصطلح الناس فقال الأعشى أخو بني بكر وائل يمدح عروة ويقول تحمل عروة الأحلاف لمارأى أمرا تضيق به الصدورثلاث مئين عادية وألفا كذلك يفعل الجلد الصبور، ولما بعث النبي صلى الله علية وسلم بعثا إلى قريش فأبوا أن يسمعوا فقال عروة بن مسعود والله ما رأيت كاليوم رأياً أعجب، وما تكرهون أن تسمعوا من بديل وأصحابه؟ 


فإن أعجبكم أمر قبلتموه، وإن كرهتم شيئا تركتموه، لا يفلح قوم فعلوا هذا أبدا، وقال رجال من ذوي رأيهم وأشرافهم، صفوان ابن أمية والحارث بن هشام، أخبرونا بالذي رأيتم والذي سمعتم، فأخبروهم بمقالة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم التي قال، وما عرض على قريش من المدة، فقال عروة، يا معشر قريش تتهمونني؟ ألست الوالد وأنا الولد؟ وقد استنفرت أهل عكاظ لنصركم، فلما بلحوا علي نفرت إليكم بنفسي وولدي ومن أطاعني، فقالوا قد فعلت، فقال وإني ناصح لكم شفيق عليكم، لا أدخر عنكم نصحا، وإن بديلا قد جاءكم بخطة رشد لا يردها أحد أبدا إلا أخذ شرا منها، فاقبلوها منه وابعثوني حتى آتيكم بمصداقها من عنده، وأنظر إلى من معه وأكون لكم عينا آتيكم بخبره، فبعثته قريش إلى رسول الله، وأقبل عروة بن مسعود حتى أناخ راحلته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أقبل حتى جاءه.



google-playkhamsatmostaqltradent