recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

د. ممدوح سالم يكتب: صناعة الوعي وقيمة المسؤولية

د. ممدوح سالم يكتب: صناعة الوعي وقيمة المسؤولية 


كان كلما أظلنا أكتوبر كل عام استعدنا فرحة الانتصار العظيم الذي حققه أبطال مصر في حرب التحرير، السادس من أكتوبر ١٩٧٣، العاشر من رمضان ١٣٩٣، وفي ذلك فرصة حية متجددة ينبغي العمل عليها من كافة الجهات الإعلامية والتعليمية لصناعة الأجيال وعيها وفكرها في حب الوطن وعشق ترابه الذي روي بدماء الآباء والأجداد ممن نالوا شرف الشهادة في سبيل الدفاع عنه.

قد يبدو الأمر عاديا في إعادة طرحه؛ لكن الذي حفزني إلى تناوله مجددا، وفي هذا الوقت بعد انتهاء احتفالات أكتوبر ذاتها، إنما هو لقاء قريب جمعني بواحد من أولئك الأبطال الكبار ممن صنعوا هذه الملحمة التي شهد العالم كله بأنها واحدة من أعظم ملاحم البطولة في العصر الحديث،؛ جعل هذا البطل، بارك الله في عمره، يحدثني عن ذكرياته التي صنعها وزملاؤه في جدارية ذلك الوطن العظيم الشامخ؛ بدأت عيناه تزرف دموعها كلما قص موقفا بطولبا، أو ذكرَ واحدا من الشهداء ممن صنعوا ملاحم تعجز الدراما عن تصويرها بما حدث فعلا... وتساءلت أين مسامع الأجيال والشباب من هذه اللآلئ؟ 

ناقشته وتعمدت استثارة ذكرياته؛ ليزيدني علما وشغفا كلما حكى، تمنيت لو أنني أسجل له تلك الذكريات، أو أدفعه دفعا إلى توثيقها ونقلها إلى الأجيال المتعاقبة ليسمعوا من رواتها عن كثب، ورأيت أن السر في هذا الجيل الذي حقق الله على يديه النصر هو المسئولية؛ تلك القيمة التي استشعرها وأخذها أخذ نبي الله يحيي الكتاب بقوة؛ فكان الوعي بإنجاز المهمة كما يجب أن تكون. 

والمسئولية عندي شعور لا ينفصل عن العقيدة الراسخة بفلسفة استخلاف الإنسان في الأرض؛ فمن فقه قيمتها فهو الفقيه دوره وما خلق لأجله. 

ولعلني أدعو من خلال هذا المقال إلى تبني لقاء دوري جامع هؤلاء العظماء من السادة المحاربين القدامى؛ نستمع نحن وتلاميذنا وشبابنا، لهم ومنهم أجمل قصص البطولة والفداء بدءا من حرب الاستنزاف وصولا إلى حرب التحرير العظيمة.

فهل من مستجيب بادرة دعوتنا لتعزيز معاني الوطنية وقيم المسئولية في الدفاع عنه.

google-playkhamsatmostaqltradent