recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

مصرع طفل علي يد جاره وكاميرات المراقبه تكشف الجريمة للتفاصيل من هنا

 مصرع طفل علي يد جاره وكاميرات المراقبه تكشف الجريمة للتفاصيل من هنا





كتبت - سلوى عبدالرحيم

ترك قريته وأجمل ذكرياته، وجاء قرية جديدة عليه بحثًا عن لقمة العيش بالحلال، وكأنه ارتمى في أحضان الغربة، شعر بأنه غريب عن أهالي تلك القرية، لم يجد من جيرانه سوى المعاملة القاسية والخلافات الدائمة، والتي وصلت إلى أنه فقد فلذة كبده الوحيد بسبب الغيرة، تفاصيل مأساة هذا العامل منذ عامين وصولا لمقتل نجله.


هنا داخل إحدى قرى مركز الستاموني، عاش حسن، رجل على مشارف الأربعين من العمر، عامل باليومية، يعيش مع زوجته ونجله الوحيد الذي يدعى رضا، ويبلغن العمر سبع سنوات، في شقة بسيطة تدل على ضيق الحال، كان يعيش في هدوء يبتعد عن المشاكل والخلافات، لم يكن لديه مشاكل مع أحد سوى مشكلة واحدة مع أحد جيرانه، فمنذ أن ترك منطقة المستعمرة وجاء لهذا المكان وهو لم يجد منهم سوى المعاملة القاسية، دائمًا ما يتشاجر نجلهم الذي يدعى محمد مع صغير هذا الرجل، لدرجة أن الخلافات بينهما وصلت حد التشابك بالأيدي، وقتها تدخل كبار القرية وعقدوا جلسة صلح بينهما، لكن يبدو أن الانتقام أعمى قلبهم وبصرهم، وقرروا الانتقام من ذلك الصغير.


عقارب الساعة تشير للخامسة مساء، عندما طلب حسن من نجله الخروج لشراء بعض المستلزمات، وشدد عليه بعدم التأخير، ثم طبع على جبينه قبلة وكأنه يودعه، احتضنه بشدة وكأن قلبه كان يشعر بأن هذه المرة هي المرة الأخيرة التي سيرتمي فيها الصغير بين أحضانه.


غادر الملاك البريء المنزل، الابتسامة تعلو وجهه الطفولي، يطير ويتمايل فرحا أثناء سيره في الشارع، لم يتوقع أنه بعد دقائق سيتعرض لأسوأ سيناريو وأنه سيخطف من عالمه الصغير، عدى الوقت والصغير لم يعد للبيت، بدأ القلق والرعب يساور قلب والده، لم ينتظر وخرج هائمًا على وجهه يبحث عن فلذة كبده، سأل عنه في كل مكان ولكن دون فائدة، أخبره أحد الجيران أنه شاهدها برفقة نجل جارهم، فذهب سريعًا يسأل عنه ولكن والدته أخبرته أنه عاد من عمله متعبًا ودخل للنوم، كل جهود الأب في أن يجد صغيره باءت بالفشل، فلم يجد مفرًا من الذهاب لتحرير محضر بمركز الستاموني باختفاء نجله، ونشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة نجله مرفقًا معها أرقام الهواتف، على أمل أن يدله أحد بأي معلومة.

ليلة كاملة والأب والأم لم تذق عيونهم طعمًا للنوم، وصل القلق أقصى درجاته، لم يقو أي منهما على أن يتخيل ماذا حدث للصغير، أشرقت الشمس ولكن بلا ضوء... بلا نور... بلا أمل، فالصغير مازال غائبًا عن البيت.


بدأت المباحث في خطتها لكشف لغز الاختفاء، ولم تمر الساعات حتى كانت كاميرات المراقبة هي الخيط الأول لكشف اللغز، والتي أظهرت أن الصغير كان برفقة نجل جارهم كما أكد أحد الشهود من قبل، تم القبض على المتهم وهناك أمام رجال المباحث اعترف بجريمته وهو أنه قتل الصغير، نعم ألقاه من أعلى الكوبري ليسقط غارقًا في الترعة.


أثناء عودة رضا لمنزله كان هناك محمد، ذلك الصبي الذي لم يتعد عمره ال١٥ عامًا، عاش أمام الناس بوجه البراءة، لكنه في حقيقة الأمر كان شيطانًا يسير على الأرض منتحلًا صفة البشر، جريمته فاقت الحدود والعقول، فقد خلع ثوب الطفولة والبراءة وارتدى عباءة الإجرام، فقد استدرج الصغير وسار خلفه لساعتين بالشوارع وكأنه يهرب منه ولكن لم يستطع الهروب طويلًا، وهناك أعلى الكوبري ألقى به في الترعة دون شفقة أو رحمة، والسبب هو الغيرة، نعم قتله لأنه يغير منه.


تواصلنا مع والد المجني عليه ليحكي لنا تفاصيل ما حدث، فقال والدموع تتساقط من عيونه بغزارة: "أنا أب يمزق الحزن قلبي، ولا أحد بجانبي، ولا أحد يشعر عما بداخلي، فقدت ابني الوحيد، سندي،٧ سنوات وأنا أراه يكبر يومًا بعد يوم أمام عيني، أحلم باليوم الذي سيصبح فيه ذات شأن ويعوضني عن تعبي، لكني استيقظت على كابوس مفزع، لا أعرف ما هو الذنب الذي ارتكبه ليقتل بهذه البشاعة ويلقى في الترعة، ماذا كان إحساسه وقتها، هل كان يبكي.. هل كان يتوسل للمتهم أن يتركه، لم أستطع أن أتخيل ما حدث، كل ماأريده هو حق ابني.. القصاص العادل".


صمت قليلًا وكأن شريط من الذكريات يمر أمامه منذ أن جاء للعيش في تلك القرية، ثم استكمل قائلًا: "منذ أن جئت للعيش هنا وأنا أشعر بالغربة، لم أجد سوى القسوة والمعاملة السيئة من أحد جيراني، فدائمًا ما كان نجلهم محمد يتعدى على ابني بسبب غيرته منه، لدرجة أنه تعدى عليه بالضرب في أحد المرات وأصبحت مشكلة كبيرة تدخل فيها الأهالي وتم عقد جلسة صلح، واتفقنا ألا يتعرض أحد منهم لنجلي مرة أخرى، ولم أتوقع أن يخطفوا ابني من بين أحضاني ويقتلوه بكل وحشية".الغيرة العمياء.. كاميرات المراقبة تكشف لغز مقتل «طفل الستاموني».


مصرع طفل علي يد جاره وكاميرات المراقبه تكشف الجريمة للتفاصيل من هنا

مصرع طفل علي يد جاره وكاميرات المراقبه تكشف الجريمة للتفاصيل من هنا



google-playkhamsatmostaqltradent