نشأت ملوى تاريخيًا
بقلم :مصطفى الكومى
تقع مدينة ملوي جنوب محافظة المنيا بـ45 كم تقريبا وشمال محافظة اسيوط 85 كم تقريبا وتبعد عن جنوب القاهرة 290كم تقريبا يسبقها من جهة الشمال مركز ابو قرقاص بـ 26 كم تقريبا وبعدها مدينة ديرمواس بـ 11 كم تقريبا تبدأ شمالاً من اول ملف السبعين ويبدا اول مباني بها عصارة قصب اولاد عفيفي ومصانع السدوري ومصنع البدرماني حتى تنتهي جنوبا بحديقة 25 يناير مبارك سابقاً ..ويحد ملوي حدود اربعة ، لااربعة مساجد اي انها تقع في وسط اربعة مساجد من جميع الزوايا وهم مسجد علي بن ابي طالب من الجهة الشمالية الشرقية ومسجد الشيخ يحي من الجهة الجنوبية الشرقية ومسجد مدرسة الرحمة من الجهة الجنوبية الغربية ومسجد المزرعة من الجهة الشمالية الغربية ..اما عن القرى المحيطة بها من الجنوب الشرقي عزبة الشيخ عبد الحكيم ومن الجنوب الغربي قرية الشيخ حسين واما من الغرب مباشرة من ناحية الجنوب قرية سنجرج ومن ناحية غرب الى الشمال منشأة المغالقة واما من الشمال الغربي قرية سيف ومن الشمال الشرقي قرية أم تسعة واول الطرقات بهاالطريق الرئيس من ناحة الشرق والمعروف بطريق الابراهيمة نظرا لوجود ترعة الابراهيمية المتفرعة من النيل من تفرعات مينة أسيوط (ابواب – قناطر) التابعة لمحافظة اسيوط والتي سميت بهذا الاسم نسبة لابراهيم باشا واسم الشارع الفعلي الان هو شارع بنك مصر لوجود بنك مصر به . والذي كان له عدة اسماء من قبل . اما اسمه العام طريق مصر اسوان الزراعي .. ويبلغ طول هذا الشارع من مسجد على بن ابي طالب الى الحديقة 2,500 كم تقريبا ويبعد عنه ملف السبعين بحوالي 2 ك متر ويتفرع منه طرقات كثيرة اربعة طرق اتجاه الشرق عن طريق عبور كباري و اكثر من 30 طريق جهة الغرب لدخول المدينة .. والطريق غرب ترعة الابراهيمية وكل مدينة ملوي تقع غرب هذا الطريق ولها توابع جهة شرق الطريق والترعة ايضاً … ومن الكباري كوبري علوي مشاه في وسط البلد من على طريق ش بنك مصر امام شارع 26 يوليو . وكوبري مشاة فوق السكة الحديد داخل وخارج المحطة وكوبري علوي جديد للطريق العام يربط الصحراوي الشرقي بالصحراوي الغربي بطول اكثر من 15 ك متر تقريبا … ومن اكبر طرقات في مدينة ملوي شارع 26 يوليو الذي يحتاج الى تنظيم كبير جدا لما به من ضيق وازدحام واسواق للخضار والفاكهة ويبداء شارع 26 يوليو من اول نهرالنيل شرقاً الى مستشفى ملوي العام غرب وهذه ايضا حدود مدينة ملوي من الشرق الى الغرب وهي حوالي 3,00 كم تقرياً هذه هي المساحة السكانية فقط اما المساحة الزراعية للمدينة اكثر من – ،50 الف فدان تقريبا ..وبداء الهجوم عليها بالتبوير والبناء حتى بداءت الرقعة الزراعية الى الزوال .. وعدد السكان بها – ،155الف نسمة تقريبا ..
مدينة ملوي من قديم الزمان معروفة على مر العصور ويشهد لها تاريخها وأثارها الموجوده حولها بالقرى وفي الاربعينات الى الخمسينات ظهرت كا نت قطعة من جمال مصر. ومصر حينها كانت أجمل مدن العالم.. وتم اختيارها لتكون مديرية الفاروقية أي العاصمة الجنوبية لمصر. وذلك لمكانتها بتاريخها وأهلها وقصورها ومصانعها… فملوي كتب عنها كثير جداً منهم : أملينو * أبن مماتي * ابن بطوط * الزبيدي * التوفيقي * المقريزي * علي مبارك باشا * الجبرتي * زكي فهمي * محمد رمزي * د.سعاد ماهر محمد * محمد قدري باشا أغا * عبد المجيد باشا * عرفان باشا * د.محمد بك ابو زيد توني * د.ناجي بك بن عرفان باشا * د. كوثر عبد السلام البحيري * أنور الصناديقي * ويكتب حالياً / محمود حسن السبروت * وآخرون …..
** يعود تاريخ مدينة ملوى الى قديم الزمن وأسمها الاصلي المذكور عند المؤرخين…
مرو *و مري *ومنلوي *وهى كلمة فرعونية… ومعناها (المخزن) أو مستودع الأشياء وذكر البعض أنه قد حدث خطاء في الترجمة من الهيروغليفية إلى القبطية أن مزج المترجم بين اللام والراء فترجمها… (منلوى) ومع مر العصور المستحدثة أطلق عليها ملوي.
وقيل أن ملوي بلد قديم جدا توجد على النيل ويأخذ النيل عندها شكل منحنى أي (ملوي) فقيل انها اكتسبت هذا الاسم من التواء النيل عندها وعرفت به. وكان اسمها قديما – مرو . وهي كلمة فرعونية . وكانت مدينة ملوي قديما قرية تابعة لعاصمة الاشمونين وهي المدخل الشرقي لعاصمة الإقليم . الأشمونين وفى أثناء الثورة الأولى للوحدانية أصبحت حياً من أحياء العاصمة الكبرى للوحدانية (أخيتاتون) وكانت قرية الريرمون ميناء على النيل لمدينة الأشمونين عاصمة الإقليم الخامس عشر .
فى العصور الوسطي
==========
فى 18 أبريل سنة 1167 م وقعت موقعة حربية على أبواب ملوي وقادها صلاح الدين الأيوبى ـــ أولى معاركه ـــ ضد شارو وملك القدس عمري فأنتصر ألفان من الفرسان على جيشين عظيمين قوام كل منهما أربعين ألف فارس ونصب صلاح الدين حاكما على ملوي … وهذه الواقعة معروفة عبر التاريخ بموقعة البابين وكان لملوي سور حصين وله بابان بمواصفات خاصة لايستطيع أحد ان يتجاوزهم وكان البابين مكان قصر حياة النفوس بجوار مسجد النصرة الذي سماه صلاح الدين الايوبي بهذا الاسم ولذلك يعد من أقدم المساجد بملوي …
وكذلك عند وصول الحملة الفرنسية الى ملوي تصدى لها شعب ملوي. وكان له دورا عظيماً .
في العصر الحديث
قدم محمد على باشا رأس الأسرة العلوية إلى ملوي ليفاوض المماليك الفارين ومكث بالمسجد اليوسفي حتى يلتقون
واجتمع بهم وخدعهم بالاستدراج إلى القاهرة ليقضى عليهم في مذبحة القلعة .
ولقد كانت ملوي في هذه الفترة متقدمة صناعيا …..
فقد كان فيها معامل للبارود .
ومصنع للأقمشة ( قماش المالطي ) الذي كان يصنع منه ملابس الجيش .
وقد كان الجيش العثمانى في تركيا يحصل منه على احتياجاته من الأقمشة من مصنع ملوي (مكان مبنى مجلس مدينة ملوي).
وبجوار هذا المصنع كان العرض أى موقع عرض الجيش و مكانه فى المدينة الحديثة شارعي أخناتون و مصطفى كامل .
والكثير من مصانع العسل الاسود ومصانع السكر ومصانع مياه غازية وكان بها عدد من الفنادق الفخمة الحديثة
وكان فى جنوب ملوي أكبر مدبغة للجلود فى الصعيد وكانت تصدر الجلود المدبوغة إلى القاهرة وكانت تنفرد بنوع من الجلود يعرف (بباكتة ملوي). تهدمت وشيد مكاتها عقارات حديثة.
وكانت تشتهر ملوي بحلج الأقطان بمحلجيها الكبيرين فى شرق المدينة وآخر فى غربها . والذي تعطلا الان ثم تم بيعهما.
وفي العصر الحديث ايضاً
تم انشأ مصنع للسجاد والكليم في جنوب المدينة صدر أنتاجة إلى كثير من دول العالم كما قام بفرش كثير من المساجد الكبرى بالسجاد. والذي تعطل الان
ولقد قام أحمد عرابي باشا بمد الخط الحديدي بين المنيا وملوي وقد تلقى وهو على محطة ملوي قرار الخديوي إسماعيل بعزلة عن العمل بدون معاش لحين وجود عمل جديد له ….
ويقول عرابي باشا في مذكراته في المنفى أن ذلك كان أول صدام بينه وبين الأسرة المالكة..
وعقد عرابي عدة اجتماعات سرية بمنزل العدولى بجوار المسجد الاقطم بملوي انتهت ببذور الثورة العربية وقد عاشت ملوي الأحداث الوطنية والقومية وشاركت فيها وفى حركة مصطفى كامل عقدة ملوي العديد من الاجتماعات الوطنية الكبرى.
تحركت ملوي مشاركة في ثورة 1919م بكامل قواها الشعبية في مظاهرات حماسية تندد بالأستعمار وأعوان المستعمر ..
وعندما حصلت على جثمان القائد الأنجليزى (بوب) الجنرال مفتش السجون الذي طعن بديرمواس ومات على كوبري ملوي ..وكان طالبا لشرب الماء والتي قامت بسقيته شفقة على انه آدمي عطشان احدى البائعات الموجودات على الكبري فلما عرفو اهل بوب بهذا الامر كافئوها زائد مرتب شهري حتى توفيت …
وانتهت الأحكام العسكرية فيها بإعدام عدد كبير من أبناء ملوي وديرمواس وديروط كما سجن عدد كبير من شبابهم …
*فمدينة ملوي هي واحدة من أهم مدن الصعيد ويتبعها ما يزيد على السبعين قرية غير الكثير من العزب والنجوع المتفرقة وقد تصل الى 130 قرية وعزبة ونزلة ونجع… وبها كثافة سكانية كبيرة وبها نشاط تجاري واسع معروف لكل المحافظات والمدن التجارية ومعروف اسمها (ملوي) وتجارها ، بالقاهرة وبور سعيد ودمياط والمحلة وغيرهم وعرفت حديثا في دولة الصين… ويتسوق من ملوي مطتلباتهم جميع المراكز المحيطة بها وبها معالم أثرية متعددة وهي تابعة لمحافظة المنيا والتي كانت تابعة لمحافظة اسيوط من قبل. حتى عام 1953 تقريبا …
