بقلم: داليا كامل
في وسط زحام الدنيا و ضجيجها ،، وسط عتمة القلوب و ظلمتها لا تزال هناك قلوبا لامعة مضيئة كالنجوم لا تطفئها فتنة و لا يغير وهجها و بريقها زمان ولا مكان .
نجوم تنير محيطها كله ، تخفق لها حتى القلوب المظلمة شديدة السواد فتتركها مضيئة و لو للحظات ...
هكذا كان الحاج صالح والد زوجي رحمه الله وطيب ثراه .
سامحوني إن تكلمت اليوم عن تجربة شخصية أمر بها هذه الأيام أثرت في كثيرا و رسخت عندي كثيرا من المعاني و المفاهيم.
أنا اليوم لا أكتب مقالتي مطلقا لغرض الرثاء ولا للتنفيس عن مشاعر حزينة تجتاحني ، لكنني أحببت أن أتكلم عن أثر في داخلي تركه هذا الشخص لعله يترك في قلوب البعض أثرا مماثلا يعتبر به من أراد أن يعتبر .
ترك الحاج صالح و الذي كان له من إسمه نصيب بداخلي معاني ربما لم يتركها بداخلي شيخا أو واعظا ...
كان الحاج صالح ماهرا حقا في إمتلاك القلوب بحسن معاملته و إضفاء بهجة خفية و روح جميلة أينما حل على القريب و الغريب .
كان جوادا كريما على كل من حوله غني أم فقير .
كان يلاطف الجميع بحسن المعاملة و جميل القول يشعرهم جميعهم بتميزهم سواء كانوا أطفالا صغارا أو كانوا شيوخا عجائز ، فقد كان بارعا في جبر الخواطر و توزيع الفرحة أينما حل على الجميع ...
كان يحب الناس يألف و يؤلف و إن إحتاج أحدهم لدعم أو مساعدة كان يقدم له كل العون ، و كان سندا حقيقيا لكل من يلجأ إليه ..
روح عاشت بيننا فترة على الأرض و إنتقلت بلطف إلى رحمة الله تعالى .
ما أثر فيي حقا أني قد وجدت إجماعا من الجميع أن اهدؤوا ولا تجزعوا ففقيدكم في الجنة و لا نزكي على الله تعالى أحدا أبدا .
رب العالمين وعدنا برحمة الرحماء و قد عاش الحاج صالح بيننا حنونا رحيما .
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصف أهل الجنة بأن لهم قلوبا مثل قلوب الطير فقال (( يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير )) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .، و قد هذا الرجل شديد التوكل على الله قلبه كقلوب الطير شديد الرقة .
بالرغم من فقدانه لنعمة البصر في أواخر حياته كنا نسمعه دوما يتمتم بكلمات الحمد و يقول : الحمد لله و الشكر لله و الفضل كله بيد الله . ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الله قال : إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر ، عوضته منهما الجنة . (يريد : عينيه) .
إخواني في الله سنرحل جميعا من الدنيا مهما طال بنا العمر أو قصر فلنترك فيها طيب الأثر .
الحياة زائله عيشوا الحاضر بسلام كونوا متسامحين مع الكل تمنوا الخير لغيركم إبتسموا لكل عابر افعلوا كل خير و امضوا بهدوء لا تنتظروا من أحد جزاءا أو شكورا ، حتى إذا جاءت ساعة الرحيل تذكركم الجميع بالخير .
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «أنتم شهداء الله في الأرض»، قال ذلك لما أثنى الصحابة، رضي الله تعالى عنهم، على ميت مرت جنازته وذموا أخرى، فقال: (( هذا أثنيتم عليه خيراً، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً، فوجبت له النار )) ..
و عن أبي ذر ، قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : (أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه ؟
وفي روايه: ( ويحبه الناس عليه )
قال : ( تلك عاجل بشرى المؤمن ) .
حسن الأثر إخواني في الله فحسن الأثر غيثا سخيا خالدا لو إرتحلت يظل خلفك ،
فاللهم حسن العمل و حسن الأثر