recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

الانتخـابـات وأمـل التغيير

الصفحة الرئيسية



 الانتخـابـات وأمـل التغيير

بقلم: د. شادي الكفارنة

لا شكّ أنّ الانتخاباتِ هي استحقاق وطني تتطلبه المرحلة الراهنة لما يحيط بالقضية الفلسطينية من مخاطر تستهدف تصفيتها، فإصدار الرئيس محمود عباس للمراسيم التي حدد بموجبها مواعيد الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بتتالٍ، هي نظرة بصيرة وقراءة صحيحة للمشهد السياسي، لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وتجديد شرعيات المؤسسات الفلسطينية، والمثول أمام مشهد جديد طالما انتظره الشعب الفلسطيني منذ سنوات عجاف، اكتوى خلالها بنار الانقسام والتشرذم، وحطّ من مكانة القضية الفلسطينية.
لقد باتتْ الانتخابات مطلباً شعبياً للخروج من هذا النفق المظلم، فهي طوق النجاة، وصمام الأمان لنا جميعاً، لذلك ينبغي علينا أنْ نسعى جاهدين على نجاحها، وهذا يتطلب حشد الطاقات من كافة المؤسسات والهيئات والنقابات واللجان الشعبية والفصائل والمؤسسات النسوية؛ من أجل إنجاح العملية الديمقراطية عبر المشاركة الواسعة فيها، وتحكيم الضمير، واختيار من يحافظون على فلسطين وقضيتها، وديمومة ثورتها التي أشعلت فتيلها حركة فتح عام 1965م، كذلك على الجماهير الفلسطينية التي هي دائماً في الطليعة، تفعيل الخيار الانتخابي والذهاب إلى الانتخابات، وضمان التسجيل في سجل الناخبين، وتنفيذ كافة الخطوات الإدارية والقانونية الخاصة بها، والالتزام بأسس الديمقراطية بالترشح والترشيح بما يضمن الشفافية والنزاهة التي سوف تعكس صورة الشعب الفلسطيني أمام العالم.
نأمل يوم الثاني والعشرين من مايو أن يكون رسالة انتصار لكل الجماهير المحبة لفلسطين من خلال مشاركتها واتجاهها إلى صناديق الاقتراع، وكذلك الحرص على ضمان ممارسة الحق الديمقراطي؛ لإسدال الستار عن مرحلة سوداء، وبداية فجر جديد، والانتقال إلى مرحلة جديدة تغيب فيها الضبابية وأخطاء الماضي، وانتخاب من يُحقق العدالة السياسية والاجتماعية والكرامة الإنسانية، ومن يوفر سبل العيش الكريم لهذا الشعب، الذي سيبقى خلف قيادته مناضلاً مكافحاً من أجل استرجاع حقوقه، وتطبيق كافة القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وفي مقدمتها الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف التي لا معنى لأبجدية الانتخابات بدونها.
همسة للصادقين من أبناء شعبي ...
تآلفوا تحابوا، برّوا بعضكم بعضاً، صوتكم أمانة، فأعطوه لمن يستحقه، تعلموا من أخطاء الماضي، ولا تجعلوا من هذه المرحلة التي يأمل بها الجميع، محط اختلاف وتفريق وتشكيك ونزاع، فواقعنا قد عرّى قيادات الصدفة، ليرنو إلينا ويقول: أين الأصدق؟ وأين الأجدر؟
google-playkhamsatmostaqltradent