recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

حـروف لا تقـرأ بالعــين بل بالقــلب... بقلم : يحي خليفة

الصفحة الرئيسية

  حـروف لا تقـرأ بالعــين بل بالقــلب... 

  بقلم : يحي خليفة

كلمات لاتكتب بحروف.. انما كتبت بالقلب خذ نفساً عميقاً. واسترخي. بإحساسك ..وانثر الشجوون .. وتمهل. وأنت تقرأها ... لأن القلب سوف يقرأ تلك الحروف ... عندما ينظر الإنسان ... إلى السماء في ليلة حالكة أو ليلة مقمرة .. ويرى النجوم السامرة وقد إلتفت حول القمر الزاهر ... يحس بعمق الجمال .. وعند الغـــــروب يتعانق الليل والنهار مع الليل ....وتظهر لوحة الشفق رائعة جداً ويحس الإنسان بروعة الجمال يراقب الإنسان بذهول نـــــحلة تطير ...تنتقل من زهـــرة إلى زهــــرة فيصمت فيه الناطق وينطق منه الصـــامت فيسمع لغة عذبة تأتي من المجهول ولا عهد لــه بها من قبل هذه بعض صور الجمال الروحي الجمال الذي يرقق الوجدان ويجعل شعور الإنسان مرهفا ً شفافا ً ويبعث الإرتياح في النفس ويوقظ الضمائر ويرتقي بالمشاعر وعندها تصمت دقات الزمن وتنجلي الاسرار ..
يقول أحد الحكماء " لماذا يسجن الإنسان نفسه داخل شق في الحائط ويتقوقع داخل همومه وشهواته مثله مثل النملة .! لماذا يعض الإنسان على أصابعه من الغيظ أو يطوي ضلوعه على ثأر .! إن هذا الكــــون الفسيح بما فيه من دقة و نظام و إتزان ... يوحي بإله عظيم لا يخطىء ميزانه كريم لا يكف عن العطاء ... لماذا لا نخرج من جحورنا ونكسر قوقعـــتنا لنطل برؤوسنا على الدنيا ونتأمل ونتدبر .! لقد رماني أناس بحجارة فجمعتــــها وبنيت بيتا ً لفقير يحتاج إلى ملجأ ورماني آخرون بالورود فجمعتـــها ووزعتها على الذين أحبهم وأنا أحب الناس كل الناس ولكني أكره الخطأ فيهم ...
رحـــلتنا رحلة العذاب والحب الحزين علمتني أنك في السماء نجمة أنك في العلياء قمة القمر لا تطال بدواوين من الشعر والقمة لا توصل بكلمات من الصمت وصدفة البحر أنك النجاح و الأمنية الحلم الجميل و الأغنية و مــرات و مـــرات تمر على الإنسان لحظات لا يدري خلالها ماذا يقول وماذا يفعل .! وينطق الإنسان بالهذيان فيما يتوهمون ويقول كلمات ظاهرها أنها جوفاء ... ولا تحمل معــنى ولكنها كلمات تنطق برموز ... يعيش الإنسان داخل سياجها ينطق بها غامضة لأنها السر الذي يغلف حياته ويصنع هدفا ً وسلما ً يرتقي به إلى عالم الســـعادة ويُصر الناس إلى أن تشرح نفسك أمامهم وأن تطلعهم على ملفات حياتك التي لا تحب أن تقرأ .! إنهم يريدون تمزيق ستائر فرضها القدر عليك ولا تملك الخيار في تمزيقها .! فهل تنشغل بحياة الآخرين وهمومـــهم ؟ وهل تحب أن تشارك غيرك بصفحات حياتك ؟ فلماذا لاننظر إلى ماهو جميل وإلى كل النعم التي أنعمها الله عز وجل علينا ؟ ولماذا نبحث عن الحزن في أعماقنا ولا نبحث عن السعادة ؟ لماذا لحظاتنا الجميلة تمر بسرعة ولا نذكر سوى الألم والحزن ؟
همســــة ارفع رأسك إلى السماء وانظر إلى رحمة الله عليك واعلم أن الأمـــــل لايموت وأنك من تصنع الســـــــعادة

لا أدري لو قُدّر لي يوماً أن "أمسك" منصباً من فئة "معالي" فهل سأكون "فاسداً" أم لا؟ وهل سيتجرأ زميلي حينها "معالي رئيس المكافحة" على وصمي بالمفسد؛ وبالتالي محاسبتي، أم أن الزمالة التي ستربطني به يومها ستجبره على غض الطرف عني والاتجاه إلى موظفي إدارتي الصغار والتنكيل بهم.

أنا الآن مجرد موظف عادي، وليس لدي أي فرصة "للفساد" بمعناه المتعارف عليه، وليس من صلاحياتي توقيع عقد بالملايين ولا الإشراف على أي مناقصة أو حتى التعاقد مع خبير ولا حتى مدرب لياقة أجنبي.

كل ما يمكن أن "أفسد فيه" أشياء بسيطة، مثل ماكينة التصوير التي أستغلها أحياناً لتصوير صفحات من كتاب الطهي لزوجتي "الفاسدة"، التي لا تحترم حقوق مؤلفة الكتاب "الفاسدة"، التي سرقت أغلب الطبخات من منتدى "حواء"، كما أقوم بتصوير بعض نماذج الاختبارات لأبنائي "المفسدين" الذين استطاعوا إقناع مدرسهم "الفاسد" بتزويدهم بمجموعة من الأسئلة التي لن يخرج عنها الاختبار، تحت نظر مدير ومالك المدرسة "المفسدَيْن" اللذين لا يهمهما سوى زيادة الأرباح.

كما أنني أستخدم هاتف العمل في عمل مكالمات على جوال عامل الاستراحة "الفاسد"، المقيم بصورة غير نظامية؛ لكي يجهـز لي رأس المعسـل (نوع من التدخين) خلال وقت الدوام، إضافة إلى أنني أمارس الكذب مع المراجعين؛ حيث أخبرهم بأن مديري "الفاسد" في اجتماع بينما هو خارج المكتب في الطريق إلى المستوصف الأهلي "الفاسد"؛ ليقابل طبيباً "فاسداً"؛ ليمنح زوجته المعلمة "الفاسدة" تقريراً طبياً مدفوع الثمن لغيابها لمدة أسبوع قضته مع سعادة المدير في دبي، وتركا الأبناء مع الشغالة "الفاسدة" الهاربة من كفيلها.

في الحقيقة، لا أدري إن كنت "بوضعي الحالي" هدفاً سهلاً لهيئة مكافحة الفساد أم أن "فسادي" من النوع المتفشي والمتعارف عليه ويمارسه الجميع؛ حيث إنه لم يعد يسمى فساداً، لدرجة أن موظفي مكافحة الفساد أنفسهم يمارسونه بشكل يومي، وعندها من سيحاسبهم هم؟

كما أنني لا أدري إن كان يجوز لنا أن نطلق على من يسرق الملايين مفسداً أم لا؛ بحكم أننا بالتأكيد سنفعل ما يفعله لو كنا مكانه، ولن نتورع عن ذلك، فمن المؤكد أن من يسرق ورقة تصوير سيسرق مليوناً، ومن يرضى بإيواء خادمة هاربة سيتستر على مائة تاجر أجنبي يمارسون التجارة باسمه، ومن يشتري الأسئلة سيشتري ذمة أكبر مقاول، ومن يحصل على تقرير طبي مزوَّر سيزوِّر تقريراً باستلام مشروع لم ينفَّذ أصلاً.

الفاسد فاسد، سواء كان يسرق الملايين أو يسرق ورقة تصوير أو يسرق وقت العمل، والفرق بين هذا وذاك أن "هذا" وجد مالاً يسرقه و"ذاك" لم يجد مالاً فسرق ما يظنه أقل ضرراً، بينما هو أكبر تأثيراً.

وهكذا لكل بداية نهاية ، وخير العمل ما حسن آخره وخير الكلام ما قل ودل وبعد هذا الجهد المتواضع أتمنى أن أكون موفقا في سردي للعناصر السابقة سردا لا ملل فيه ولا تقصير موضحا الآثار الإيجابية والسلبية لهذا الموضوع الشائق الممتع ، وفقني الله وإياكم لما فيه صالحنا جميعا.

https://www.sadaelomma.com




 

google-playkhamsatmostaqltradent