recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

عاوز حقي ؛؛ بقلم يحي خليفة

الصفحة الرئيسية

 

عاوز حقي ؛؛ بقلم يحي خليفة

عاوز حقي ؛؛ بقلم يحي خليفة

حق الإنسان المصري في العلاج هو مسئولية الدولة في المقام الأول. المركزية مطلوبة في التخطيط ووضع استراتيجيات عامة تغطى احتياجات المواطنين على امتداد الخريطة الجغرافية للبلاد وفقا لمعالمها الصحية. أمراض المجتمع الزراعي تختلف عن الصناعي وبنية وعمل الإنسان تشكل ملامح الأمراض التي يتعرض لها وطرق الوقاية منها.
الصحة مشروع قومي تتبناه الدولة ويعبر عن سياستها فلا يمكن للمجتمع المدني أن يحل محلها في إنجازه. المواطن ينتظر من الدولة أن توفر له الأمان في مواجهة المرض لهذا يذهب إلى صناديق الانتخابات ليدعم من يترشح لتوفير العلاج له والتعليم لابنه بدءا من عضو مجلس الشعب إلى رئيس الجمهورية لذا فالقضية في المقام الأول مسئولية الدولة.
يأتي دور المجتمع المدني مكملا لدور الدولة في مجال الصحة، فأنا أتصور أن بناء المستشفيات وتجهيزها مشروع يمكن للمجتمع المدني أنى يقوم به في حدود إمكاناته بالتعاون الكامل مع الدولة وتحت إشرافها لكن هذا في الأصل واجب الدولة حتى يتساوى في حق العلاج كل المواطنين. الشعور القومي يتنامى في نفوس مواطنين لديهم ثقة في أنهم يعيشون في وطن يحمى حدودهم ويؤمنهم ضد المرض.
دور المجتمع المدني مكمل لدور الدولة ولا يجب أن يحل محله أبدا إنما يدعم برامج الدولة ويسد ثغرات التأمين الصحي ويوفر خدمات إنسانية للمرضى قد لا تمتد إليها إمكانات الدولة.
دور الدولة أن توفر لمشروع التأمين الصحي ميزانية تأتى على رأس القائمة وألا تعتمد في ذلك على سيل الإعلانات التي يضطر إليها المجتمع المدني والتي تصل إلى حدود ابتزاز الناس وممارسة الضغوط النفسية عليهم بشتى الصور والوسائل. عمل المجتمع المدني يقوم في الأساس على رغبة في التطوع لعمل الخير يقوم عليها الإنسان طواعية وليس قسرا أو إلزاما.
دور المجتمع المدني ليس في الواقع توفير ميزانية لخدمات الصحة إنما التطوع لتقديم الخدمة ذاتها بكل الصور الإنسانية المتاحة.
ما عملت في مستشفى خارج بلادي إلا بدأت في اليوم الأول لي بالسؤال عن برنامج المتطوعين: هو البرنامج الذى يدعمه الجميع أطباء وعاملين بالمستشفى إلى جانب المتطوعين من المجتمع المدني وهم من كل أطياف المجتمع.
أذكر أننى مرة كتتب عن أنواع الوقف في التاريخ الإسلامي والذى عرف في عهد الدولة العثمانية فكان الأغنياء يوقفون من أموالهم ما يقدم مرتبا ثابتا لرجل يمر يوميا بالمستشفيات ليؤنس المرضى ويسأل عن أحوالهم ويمدهم بطاقات الأمل في الشفاء تحت مسمى مؤنس مريض.
من كل قلبي أحيى الجمعيات الخيرية التي تقوم بدور فعال لعلاج المرضى لكنى أؤكد على أن دور المجتمع المدني يكمل دور الدولة ولا يجب أن يحل محلها في مشروع الصحة. من الطبيعي أن يشعر المريض بامتنان تجاه من يعالجه ويمنحه أمل الشفاء. من الطبيعي أيضا أن يؤلمه الشعور بأن الدولة خذلته.
دور الدولة في مشروع الصحة فرض عين ودور المجتمع المدني فرض كفاية كلاهما لازم وكل منهما يكمل الآخر في حماية الإنسان المصري من تداعيات الحاجة والمرض
.

عاوز حقي ؛؛ بقلم يحي خليفة


google-playkhamsatmostaqltradent