recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

بعد فشل الملء الثانى.. ماذا يحدث للسد؟.. بقلم: يسرى عبيد

بعد فشل الملء الثانى.. ماذا يحدث للسد؟.. بقلم: يسرى عبيد

ماذا يحدث للسد.. فشل الملء الأول فى التعبئة المتوقعة منذ ٢٠١٤ حتى ٢٠٢٠ وهى ٥ مليارات متر مكعبة من المياه.. فشل فى تشغيل التوربينات المولدة للكهرباء حتى الآن.. لم تقم أى بنية تحتية في الأراضي الواقعة حول السد تؤشر لقرب توليد الطاقة الكهربائية التي تدعي أديس أبابا انها ستمد بها الشعب الإثيوبي وتصدر الباقي للخارج رغم مرور ١٠ سنوات على بداية الإنشاءات.. ادعى الإثيوبيون انهم سيملأون البحيرة ب١٤ مليار متر مياه خلال هذا الصيف.. فإذا بهم يعلنون انتهاء عملية الملء بعد أن قامت المياه بالمرور فوق الجزء الأوسط  المؤشر على التخزين.. وإذا بهم يقومون بملء ٣ مليارات فقط بعجز ١١ مليارا عما هو مقرر..

 إذن هناك شىء ما خطأ في عملية إنشاء السد وهذا ما تخشاه كل من مصر والسودان وهو غياب المعلومات والبيانات  عن عملية البناء والملء والتشغيل.. فالقاهرة والخرطوم لديهما مخاوف جدية من سلامة السد الذي يهدد بشكل كبير كلا منهما في حال انهيار خاصة أنه يقع في منطقة الأخدود الأفريقي العظيم التى تكون الزلازل نشطة فيها.. السد بالنسبة للحكومة الإثيوبية الآن أصبح هو الشىء الوحيد الذى تستطيع به التغلب على مشاكلها الداخلية الكثيرة بدءا مما يحدث في إقليم تيجراي والفضيحة التي طالت الجيش الإثيوبي هناك من أسر للجنود وقيادات عسكرية من قبل قوات جبهة تحرير تيجراي واستعادتها السيطرة على مناطق كثيرة.. مرورا بالأزمة السياسية فى البلاد بعد الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي والاتهامات التي طالت رئيس الوزراء ابي أحمد من اعتقال معارضين وعمليات تزوير وحرمان مناطق كثيرة من حق التصويت لظروف مختلفة حتي إن تقارير كثيرة أكدت أن ما يقرب من ربع الشعب الإثيوبي لم يدل بصوته في هذه الانتخابات وهو ما يطعن في شرعيتها.. وانتهاء بالأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعانيها الشعب الإثيوبي من غياب لأدنى مقومات الحياة الكريمة في الكثير من المناطق.

لونظرنا لكل هذه الظروف التي تعانيها أديس أبابا فإن من الطبيعي والحكمة ان تحسن علاقاتها بجيرانها وان يكون سد النهضة مشروعا تنمويا للجميع تستفيد منه إثيوبيا دون إلحاق اي ضرر بدولتي المصب َذلك عن طريق إشراك مصر والسودان في عملية الملء والتشغيل كما تطالبان. بالإضافة إلى مصر عرضت خبرتها وتجربتها في عملية التغلب على مشكلة الكهرباء عن طريق انشاء المحطات الكهربائية العملاقة التي جعلت مصر لديها وفر كبير تصدره بعدما كانت تعاني منذ ٥سنوات.. وذلك من غير إنشاء سدود وغيره. 

لكن بدلا من هذه الحكمة التي من المفترض أن تتحلى بها إثيوبيا في التعامل مع كل من مصر والسودان نراها تتعنت بشكل غريب وتصمم على المضي قدما في غيها واستهتارها بمصير الملايين من شعبي مصر والسودان مما يؤكد أن هذه ليست ارادة إثيوبيا وحدها ولكن هناك من يحرض ويجمد قلبها في الوقوف ضد مصر والسودان رغم ان إمكانياتها لا تسمح لها بذلك. والدليل الفشل الكبير في عملية إنشاء السد والملء الأول والثاني بقدرة ٨ مليارات متر مياه من ٢٠ كانت مقررة.. رغم ان المسؤولين الإثيوبيين يزعمون أنه تم الانتهاء من ٨٠ ٪ من السد.. كيف ذلك وهم لم يقوموا بملء حوالى ١٢ ٪ فقط من الكمية المعلن عنها َهي ٧٤  مليار متر مكعب حجم بحيرة السد.. 

اذن هناك شىء ما غريب في عملية إنشاء السد.. ويقيني ان  المحرض الأساسي لإثيوبيا في الاستمرار في التعنت رغم كل العقبات التي توجه السد هو دولة الاحتلال الاسرائيلي التي لها أطماع تاريخية في مياه النيل..

ويقيني أيضا أن الاجهزة المصرية خاصة تعلم كل كبيرة وصغيرة عن السد وتبني خططها  واستراتيجيتها بناء على هذه المعلومات وهو ما يفسر ضبط النفس وطول البال اللذين تتعاطى بهما القيادة المصرية حتى الآن.

google-playkhamsatmostaqltradent