رسائل سعدي يوسف
بقلم:علي الستراوي
على مئذنة الباسقات من نخيل العراق
وقف الفتى «سعدي»
يتأمل أسراب طيور تحوم فوق نهر الفرات
يرمي بشباك قصائده للمارة القادمين من الجنوب..
متعلقا بصحوة الريح من جهة واحدة
بين شفاه رسائل لا يُمحى حبرها
ولا يأفل ضوؤها في رائحة العطر
كنت يا سعدي تعالج الألم بالذكريات
تراقص الأطفال فوق أراجيح ملونة
وتخيط مخيلتك وسط طينٍ وماء
ومعول مثقل بين أيدي الكادحين
وبين فراشتين ملونتين بقلب (أمك)
بينهم «إقبال» 1
و«مريم وشيراز»2-
في مدائن الروح وفي خيوط تلونت بتلون الحياة
كان أولها قدوم مواسم الحب
وتراقص الأطفال في الطرقات
عشقٌ عتيد
علا بعلو رايات عالية كالنجوم
أحبك يا وطني العراق
قلتها بصوت رخيم عميق الجذور
وكان الهوى عسجديا في مدار عصيب..
سكن الدم نياط القلب..
وزق البوح فصولا أينعت في القصائد..
وعنفوان الشباب فوق أسطح البيوت
سافرت وكنت الغريب عن البلاد
والأسير بين جبانتين لا تلتقيان بالمحبين
سافرتَ قبل قرع نواقيس الوطن
وقبل انحدار عذوق النخل بالرطب
لأن البلاد بعدت..
وتدانت في ملتقى الخافقين
بين نبض ودم..
وصراخ انحشر في الحنجرة
تاركا لعشاقه بوحا ضعيفا
وعمقا عميقا لاطف الجفاف وانتفض
إليك سهرتُ فوق منقلة التعب
إليك يا وطنا كتبتُ النشيد
على سارية الاحتضار وحيدا
يئن داخلي وليد يحب الحياة..
ويمشطُ شعر أحفاده من قصب الكادحين
في زمن لم يغب..
ولم يشغله ضجيج الحراب...
لأني العراق..
كثوب أمي الوحيد الذي ظل معي في الغياب..
يحرك نبض قلبي..
بسحر يلاطفني..
كطفل غريب الطباع..
كحبيب فوق قلبي ينام الوطن!
إشارة
1- «إقبال» هي الممثلة إقبال قدوم زوجة الشاعر - 1
2- «مريم وشيراز» ابنتا الشاعر من زوجته إقبال قدوم