recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

خربشات امتحانية بقلم:د. ايمان خليفة حامد الحيالي


خربشات امتحانية


بقلم:د. ايمان خليفة حامد الحيالي


بين المروحة السقفية المتوقفة حينا  والمتعثرة الخطى حينا اخر والمتحركة على استحياء في بضع دقائق...وبين صوت المعدات الحمقاء التي تقف وراء بناية القسم تحاول رمرمة ابنية قسم يشهد له اكثر من جيل ارتسمت ذكرياتهم على حيطان هذه البناية ... وانا اقف اتابع حركة المروحة ونظرات الطلبة اليها تارة والى ورقة الامتحان تارة اخرى احدهم ينفث في الهواء نفسا يترجم الى اكثر من عبارة لا ادري ان كانت تمتمة شتيمة لانقطاع الكهرباء...ام انه يلعن ثنائية الحضوري والالكتروني التي ابتدعتها كورونا او لعله يتذكر مقطعا من اغنية شعبية فرت عبر الزمن....ولو ادري هيج يصير ما فاركتهم ( مقطع من اغنية فلكلورية عراقية).... وتعود اذرع المروحة لتدور من جديد ويرفع احدهم رأسه ويقول  دكتورة هل يوجد قرار... الامتحان الاول الزمن ثلاث ساعات المكان قسم اللغة العربية اقرب نقطة دالة خزان الماء الشامخ عبر سنوات...وحادلات حمقاء تحاول رمرمة ما تبقى من عطب الذاكرة...او تصلح صدأ سنوات مضت...تقول احداهن... كم تبقى من الوقت ؟اسحب جوالي اقرأ الساعة اتمتم...الوقت يمضي...ويمضي ويمضي...والمروحة تدور وتقف معلنة حيرتها في هذا الجو الامتحاني البائس والمزري احدهم حك انفه ونظر الى دفتره الامتحاني واطلق ابتسامة كأنه يستحضر جلسات الاندلسيين وشعرائهم... لا ادري وقف بعد برهة اعطاني دفتره ومضى وهو يقول جيد ....جيد 

هكذا مر يومي بعد استئناف الدوام والتحاق الطلبة باقرانهم ليواصلوا سنة امتدت فصولها وايامها...انتهى الوقت..قلت لهم..غادر اخر طالب قاعة الامتحان وهو يلتفت الي...دكتورة اسمي مكتوب على الدفتر؟ اومأت له برأسي: نعم...حمل ما تبقى من ماء  علبة اصطحبها معه...ومسح عرقا تصبب من جبينه وقال لي شكرا دكتورة...ومضى .عادت المروحة السقفية من جديد لتعاود دورانها..لملمت اوراق الطلبة حملت جوالي...ومضيت...مثل أي يوم في حياتي


google-playkhamsatmostaqltradent