recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

سلسلة"في مِحراب صديقي" بقلم: هبة المنزلاوي


بقلم: هبة المنزلاوي


رأيت النجوم تتمعن في ملامحي القاتمة ،والحزن في عينيها يشق قناة تفيض بدموع دامية، في ليلة عزاء قلبي، حينما كان يشارك  نبضاته المتقطعة مع حروفه الثائرة في غرفة الأحزان  يتأرجح ،  قد كان حبرا من الدموع أعلن ثورته ،أسمع أنين القلم وهو يطلب مني في صوت منكسر أن أطفئ لهيب حروفي؛ حتى لا تحترق، تأخذني العزلة إلى لحظات تناساها قلبي حتى لا تتحطم آخر نبضاته ،و يرتدى ثوبا من التراب و يُدفن،،، تحدثني السماء متساءلة ألم يحن الوقت أن تأخذ هدنتك ؟! فجرحك قد بلغ ذروته وامتدت دموعك على أوراق الشجر، تراها الطيور فتأخذ جانباً و تبكي لحالك فتصل إليك دموعها كصديقة وفيّة لم يهن عليها أن تترك روحك البائسة وحدها تتلقى صفعات  الأيام ،وينزف قلبك في الطرقات ، أغلق أبواب ماضيك الحزين الذي فتّت عظامك ،وجعلك بقايا إنسان مهزوم ،جفّف دموعك وابدأ بقلمك سطرا جديدا يحدثك عن أمل وليد ،و طفل يريد الحياة ليلحق بأحلامه في الصحراء، يذكرك بروحك المتمردة ،حينما  هزمت العدو اللدود ووقف على هامش الميدان رافعاً راية الاستسلام، اعترف قبل الفرار بأنه ضعيف مهان وهتفت الجنود البواسل حول فارس الميدان ،وخلد الزمان نصرا، جاء من بعد نزيف الدماء وأشعلت مصابيح السلام ،واشتعلت نيران النصر حتى وصلت إلى السماء، وذهبت لتسلم علي رفقاء النضال ،فمنهم من عاش العمر على أمل اللقاء يراودهم الآن أمل جديد في حياة تعانق الأحلام وتلون قصتنا الأليمة بالألوان وتطرد منها كل المخاوف والأهوال ،نريدها قصة تفوح بعطر الأبطال و تهابها الذئاب كلما اقتربت منها في الخفاء صفعتها أرواحنا صفعة الأحرار  ،فأصبحت خارج الغلاف تكثر وتكثر ، فنزداد قوة في معاركنا ونفتك بها، أخذ التاريخ يسجل روايتنا تحت ضياء القمر واشتعلت نيران الختام،، تمردي ياروحي تمردي حتى تلتقي برفقاء النضال وقد كتبتِ نصرك فوق السحاب؛ فلقاء النصر قادم لا محال والهزيمة موت بلا لقاء .

google-playkhamsatmostaqltradent