وسمعت وسوسة النف
بقلم :الروائي أشرف الخضري
كَانَ صَوْتُ الرَّعْدِ يُطَبِّق بِيَدَيْهِ عَلَى رَحِم فَتَاة مِسْكِينَةٍ ليخلصها مِن آلامها ، وَكُنْتُ بمخيلتي هُنَاك أشاهِدُ وَأَسْمَع كُلَّ مَا أُتِيح لِي أَنْ أَرَاهُ أَو أَسْمَعْه ، أَنَا الرَّاوِي لِهَذِه الْحِكَايَة وحكاء هَذِهِ الرِّوَايَةِ شَاهَدْتُ الْقَتْل الْأَوَّل وَسَمِعْتُ وَسْوَسَةَ النَّفْسِ ، رَكِبَتُ فِى السَّفِينَة يَوْم طَغَى الْمَاء ، شَاهَدْتُ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ وَالْحَبّ وَالْكَرَاهِيَة وَالْيَأْس وَالْأَمَل وَالْأَوْهَام وَالْحَقِيقَة وَالْفَشَل وَالنَّجَاح والنكران وَالْحِقْد وَالْغَيْرَة وَالْحَسَد وَالظُّلْم وَالْأَلَم وَشَاهَدْتُ الْخِيَانَة ، كَانَتْ مِثْلَ فَتَاةٍ عَذْرَاء صَغِيرَة ، زَرْقَاء الْعَيْنَيْن بَضَّةٍ بَيْضَاء بِشَعْر كسنابل الذَّهَب ، وَكَانَت رَجُلًا فُتْيَا كصارى سَفِينَة ، عَيْنَاه كحيلتان وَصَدْرُه حَقْلُ قَصَب ، كَانَتْ مِثْلَ قَطْعِهِ عَمَلِة ذَهَبِيَّة وَحَيْدَةٍ تتناقل بَيْن الْأَيْدِي فِي الْخَفَاءِ ، وَتُضِيء لوهج النَّار فتخدع الْعُيُون ببريقها ، كُنْت هُنَاك اِبْحَثُ عَنْ الْعُمْلَة الْمُهْمَلَة الَّتِي لَا يُتَعَامَلُ بِهَا بَنُو الْإِنْسَان .