recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

سلسلة"في مِحراب صديقي" بقلم: هبة المنزلاوي


 سلسلة"في مِحراب صديقي"

بقلم: هبة المنزلاوي


عندما استيقظت في بستان ذكرياتي، وجدت نفسي ضائعة بين الأشجار تسأل عن الأحباب، وضعت يدي على قلبي فلم أجد نصفه الآخر،  ففزعت ونهضت من مكاني وتعلقت نظراتي على نوافذ كل دار ،عسى أراه واقفا ينتظر لقائي ويعتذر لقلبي ؛ فقد مضى عمرا وروحي مشتعلة بفقدانه ودموعي ،كالسيل العارم  يقوى ويقوى حتى تنشق الأرض و تبدأ فى الغليان،أشعر وكأنني فقدت طفلي وتحولت حياتي لظلام عشش عند بابي وأغلق على قلبي بسلاسل حديدية و سجن روحي ومنعها من  رؤية الأنوار، فلا أجد المفتاح فلقد تركتني مشردا بلا عنوان،أعلم أنه حكم نافذ من -القاضي-ولكنني سأظل أحلم بيوم اللقاء فعندما يأتيني  وجهك  في مخيلتي يراودني حلم جميل وكأنك مسكت بيدي لنذهب إلى جنة تجمع بين قلبي وقلبك، لا نسمع فيها إلا صوت ضحكاتنا،  ولا نرى إلا أرواحنا المشتاقة للحظات الجلوس أمام شاطئ حبنا ،ونتبادل الهمسات الرقيقة ونسمع نبض قلوبنا، ونرسم دارا تجمعنا ونضع فوقها تاجا

وكأنه قصر ونحن الملوك العشاق ، فما أجمل أحلامنا وما أقسى الحنين إليها !! ، أتذكر عندما ضربتني الحياة في مقتل وأصبحت على حافة الهاوية!  فكنت لي خيط النجاة الذي منعني من السقوط وأمسك يديّ بقوة ولم يتركها عندما اشتد القتال ، أنت الروح التي آثرتني على نفسها، حتى مع نزف الدماء ، فقد فدتني بكل دمائها،  فلم أنزف نقطة  واحدة ،ولكنني تمنيت بعدها لو تركت دماءً تسيل؛  فالنزيف في حبك أهون على قلبي من فيضان دمائي بفقدانك، فلقد سئمت الحياة في بعدك ووقعت في نفق الظلام قتيلاً لوحدتي، كل الأشياء فقدت معناها ولم أعد أرى أي جمال يسعدني،فرحيلك أفني أنفاسي 

وحوّل جسدي لرماد وأشلاء...  فانتظرتك كثيراً وتمنيت لو تدبّ الروح في جسدي مرة أخرى

رغم أني أعلم بفراقنا الأبدي فأنا أريد ألّا أصدق أنك ذهبت، فأنت معي في خطواتي،ونبضاتي ،ورفيقي في أحزاني وأفراحي، وبطل أحتمي في أحضانه كلما شعرت بالخوف من أيامي ، حفرت صورتك على كل أجزائي ولن أنساك حتى ألقاك  لو كان بيدي لأعطيتك عمري وذهبت أنا ، فأنت كنت أعماري ،لم أعد أشكو  من مرارة الحياة بدون ملامحك ، فلقد قررت أن يعيش قلبي معك في صمت.


بتاريخ15/7/2021



google-playkhamsatmostaqltradent