recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

جرحي عنيد بقلم: هبة المنزلاوي

 جرحي عنيد

بقلم: هبة المنزلاوي

أنا جرحي عنيد، لا يلتئم من بعد غدر أو لهوٍ  بمشاعري من أناس أعطيتهم كل أعماقي؛   ليعيشوا فيها ويشيدوا عليها مأوى لقلوبهم  ،وجعلتها بساطا لهم  يحملهم بعيداً عن كل الأحزان ويطوف بهم حول الأضواء التي نرى وراءها ابتسامة الأمل ،وهي تمد يديها إلينا وتأخذنا إلى حيث نشعر بأننا على قيد الحياة، ونسمع صوت نبضاتنا، وهي تنادينا بالنهوض ورسم الحلم على خريطة الزمان والغناء مع القدر بأصوات الأطفال ،التي تبعث بداخلنا الشعور بالأمان، ولذة الحياة في ظل براءة الروح المداعبة لكل زهرة جميلة ،تأتي إليها ليفوح عطرها أمام مسكنها ،وألحان العصافير المغرِّدة على أغصان الأشجار ،فتولد مشاعرنا من بهجة الألوان وصفاء المحيط الهادي الذي يحمل إلينا معان كنا ننتظرها طويلا،ً آملين في اللقاء، و ننظر إلى الطير، ونناديه ليسابق قطرات المطر ونكشف عن قلبنا المجروح بعد أن طالته الأيادي القاتلة وتركته وحيداً بين الغيوم ،كان يشعر بمصافحتها واحتوائها لآماله ،واليوم يتألم من مرارة  الخذلان ويتذوق طعنات سكينها ، في صمت وهي تقطع أحشاءه وتمنعه من أن يصبح قلبا سليما لا يتألم، فهو بنيان منكسِر وطير مزَّقت ريشه سيوفُ اليأس والأوجاع ،فالآن يبحث عن سيوف الشجعان ليشهرها في وجه قاتليه ،ربما ينقذ قلبه من بحر الدماء الذي غرقت فيه كل المشاعر  ،يحاول وكأنه يتسلق الجبال أن يعيد لقلبه شعوره بالأشياء ، ويركز بصره في وجوه من حوله على أمل أن يرى محبا صادقا، فلا يرى إلا حطام  وأشلاء وبقايا إنسان ،وقصصا كاذبة ،وأفواه اليوم تحكم عليه بالإعدام في مشنقة غدرها   كيف لك يا قلب  أن تتحمل كل هذه الأهوال؟! تمشي وأنت تتصبب دما  فتشرب الأرض من نزيفك أكوابا  و أكوابا ،وبكى  من أجلك الجماد وانهارت المخلوقات التي لا تمتلك عقلا ولكنها تمتلك الرفق بالإنسان، تتصارع الشرايين من أجل نصرتك  فمتى ستهديك السماء مفتاحها كي تستطيع أن تفتح الأبواب؟!

google-playkhamsatmostaqltradent