حادثة وفاء
بقلم: هبة المنزلاوي
لن أنسى أنك هجرتني في ليلة مظلمة ،ومن نار غدرك أحرقتَني دون أن تتذكر لحظات الوفاء التي قضيتها في هواك، وروحي معلقة بنظراتك وهمساتك، كنت أتبع خطواتك دون أن أفكر في نهاية الطريق ،مرّت أيام ،وروحي تفتقد جمال طلتك، وكانت تجتمع مشاعر الحنين وَتُكَوّن طوفان يتلهف لرؤيتك، والتمعن في تفاصيلك ،التي كانت بمثابة لوحة شديدة الجمال ،،رسمت فيها حياتي وعلقتها في كل مكان تمر عليه عيني،، أراها قبل نومي كي أستطيع رؤية آمالي ،و أشعر بأنني حُرٌّ لا تقيدني عثرات الأيام ،فكانت صورتك هي ونيس الليالي والمأوى الذي ألجأ إليه، حتى أستعيد طاقتي وأنفاسي وعندما أستيقظ من نومي أطل عليها مشتاقا ،حتى أتأكد أنني من الأحياء وتتجدد البدايات وتشرق شمس قلبي وتحيا معها النبضات،، ولكنني فوجئت بالظلام يقتحم حياتي ويتغلغل بين حروف الوفاء، فهل هانت عليك كل تفاصيل الحكاية؟! تركت قلبي جريح غدرك، وأنهيت الرواية التي كنت فيها معشوق نخشى عليه ،من حبات الرمال حتى لا تؤذي عينيه وأنا العاشق المغدور قدمت لك من الحب كل ما أملك وضميت قلبك بين يديه، كي لا يضيع في الإعصار وعانقت روحك بقلبي البريء كي لا تتألم من النوائب، أنا من لقنت للعاشقين دروساً في هواك، وضربت في الوفاء مثالا مرسوما على صفحات الزمان ولكنني قد نسيت أن أقرأ نهاية الكتاب التي وقعت عَلِيّ سطورها كصاعقة الكهرباء، فغدر المحِب غير قابل للنسيان ،ضاعت فيه كل المشاعر الصادقة ولم يبق منها إلا ذكرى مؤلمة ينساب فيها الدمع ويمزق الأعماق كنت أظن أن الهوى بلا مقابل، ولكن قلبي لم يكن مبصرا وكانت أبواب عقلي مغلقة ،،فاليوم و بلا شفقة قد دفعت الثمن يا قاتل الهوى لم أرك يوماً إلا حبيبا مخلصا فأين كان قلبك حين جئت وقتلتنى ؟!!وقوضتَّ بنيان مشاعرنا الذي شيدته معي، أفكر كثيراً حتى كاد عقلي أن يحاربني فلقد أنهكته في جراح الليالي وأنا أسأل نفسي هل مات قلبك في حادثه وفاء؟!! أم كنت قلبا يرتدي ثوب النفاق ؟!! والآن لقد سقط القناع
ياحسرتي على ما ضاع
فلقد كنت أعمى في هواك وضحيت من أجل خائن غدار فأنت قتلت ذاتك قبل أن تقتلني.
أشفق عليك كثيراً ، فأنا ربما قُتلت مرة في حياتي ولكن أنت ستظل مقتولا للأبد فلقد أنهيت عمرك مبكراً ، فأنا العاشق المخلص الذي فاز بنفسه وأتت القلوب مجتمعة حوله لتواسي روحه الممزقة ،وتطلب منه أن يرسم بداية جديدة ويضع أول حرف من نهر وفائه ،الذي يفيض بالحب دون مقابل أما أنت الخائن الذي فقد هويته ومعنى بقائه سيبقى مهجورا فلقد ضاع عنوانه.