القتال العظيم
بقلم: هبة المنزلاوي
هل حاولت يوماً أن تنظر إلى الحياة بأعين الطير الجريح الذي كسرت جناحاه ؟! وهو يواجه أعاصير اليأس كلما حاول الفرار اتبعت السكاكين خطواته وحاصره ظلام الليل بين أنيابه يشعر وكأن الأرض فتحت أفواهها؛ لتخطفه من السماء و تُحرم عليه حريته قسوة أهل الأرض، تلاحقه كهجمة الذئب على فريسته التي ظل يحلم بها ويخطط ليوم وقوعها في مصيدته كي يرفع راية نصره كم سئمنا من النوايا !! التي أصبحت جزءا من بئر مدنسٍ ،يسرق الفرحة من جفون المشتاق في يوم اللقاء ويقتل حلم طفل في اللعب مع الأصحاب، ويهجم على عزيمة شاب يحاول البقاء نرى أن كل ما في هذا البئر غير صالح للحياة ،مجرد بقايا فرطت في معنى الإنسان وحطمت بيديها سبل النجاة فلقد مزقت خيوط الاتصال وتركت أطماعها تنهش فى لحم الأحباب، لم يعد تُحَرِكها رؤية الصغار ونسيت أن الحياة صراع طويل بين الأخيار والأشرار وحتماً سيلفظ فيه الشر أنفاسه الأخيرة و سيعود هاربا إلى مضاجعه تحت الأرض ،بلا ناقة ألم تر أن المحبة أسلم وسيلة للعيش الرغد ؟ دون أحقاد تقتل قلوبنا وتضيع بداخلها أحلامنا البريئة التي شيدت من مشاعر رقيقة تحب الحياة، وتسعى إلى الإنجاز رسمت الطريق لنفسها من الأضواء الصغيرة المشتعلة بداخلها كي تقود دراجتها النارية على الطرق الوعرة وتصل إلى بداية الحكاية المكتوبة على الرمال ووضعت بجانبها قلوبا صغيرة ،تنبض بأحلام وليدة لا يتوقف إنتاجها، كلما حققت حلما أسرعت لبناء حلم جديد من القلوب المحبة وليس على حطامها!! صنعت قصتها من اتحاد جيش الأحباب الذي يحمل شعار "الفوز لمن أحب الحياة" والنهاية السعيدة نابعة من كفاح الشرفاء لنصرة الضعفاء وسيظل التاريخ يذكر قصصا ولدت ثمارُها من بين الجراح وبعد قتال عظيم مع أعداء الحياة.