recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

آفــــاق وفــــرص نـجـــاح الـقــــارة الإفـريـقـيــــة في تمكين الشباب


آفــــاق وفــــرص نـجـــاح الـقــــارة الإفـريـقـيــــة في تمكين الشباب

 أ. فاروق حسين أبوضيف

إن استِئثَار القارة الإفريقية بأعلى معدلات الشباب (مقارنة بإجمالي عدد السكان) على الصعيد العالمي، والذين تبلغ نسبتهم نحو 60% (الشباب دون الـ25عامًا) من إجمالي السكان الأفارقة، يمنحها ميزة ديموغرافية لا تقل أهمية عن الثروات الطبيعة والمقومات التي تتمتع بها القارة السمراء، والتي جعلتها ساحة تنافس محتدم بين القوى الدولية على مر العصور؛ نظرًا لأن الشباب هم الركيزة الأساسية لبناء الأمم، وبسواعدهم تتحقق الإنجازات، هذا فضلًا عن دورهم المحوري في بلوغ الأهداف التنموية المنشودة. 

وفي هذا السياق، تشير التقديرات إلى أن عدد السكان الأفارقة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عامًا، بلغ نحو 454.5 مليون نسمة عام 2020، ويصل إجمالي عدد الأفارقة الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا نحو مليار نسمة وهو ما يمثِّل 22.7٪ من إجمالي عدد الشباب في العالم، لتحتل بذلك المركز الثاني عالميًّا بعد قارة آسيا (58%)، ومن المتوقَّع أن ينمو الشباب في إفريقيا بنسبة 181.4٪ بحلول عام 2100، وهو ما سيعادل ضعف سكان أوروبا حينها بالكامل، كما أنه من المرجَّح أن تستحوذ إفريقيا حينها على نصف عدد شباب العالم. 

ورغم أن القوة البشرية الهائلة التي تمتلكها القارة الإفريقية، لا سيَّما فئة الشباب، لديها القدرة على تحقيق التنمية المنشودة في القارة، فإنها لم تنجح في الاستغلال الأمثل لها، وذلك في ضوء تصاعد وتشابك العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية التي حالت دون تمكين شباب القارة ، وفي هذا السياق، يتطرق المقال إلى معوقات تمكين الشباب الإفريقي، وتداعيات ضعف تمكينهم، وأبرز المبادرات الإقليميـــة والدوليـــة التي تستهدف تمكين الشباب الإفريقي.

أولًا: معوقات تمكين الشباب

1. سوء الأوضاع الاقتصادية

إن الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تشهدها معظم الدول الإفريقية تُعد أبرز المعوقات التي تحول دون تمكين الشباب، حيث يقوّض الاقتصاد الهشّ فرص التعليم الجيد، وتعزيز التكنولوجيا والابتكار، وهي إحدى الركائز الأساسية التي تُسهم في تطوير مهارات الشباب، ومن ثمّ الحصول على فرص العمل. 

وتجدر الإشارة إلى أن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة يأتي في مقدمة العوائق التي تحول دون تمكين الشباب الأفارقة؛ إذ يعيش نحو 490 مليون شخص في إفريقيا في فقر مدقع، بما يمثِّل نحو 36٪ من إجمالي عدد سكان القارة، ويقع 31% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا تحت خط الفقر، فيما يرتفع هذا المعدل بين الأطفال ما دون الـ 14 عامًا إلى 41٪. 

وفي هذا الإطار، تعاني القارة الإفريقية من ارتفاع معدلات البطالة أيضًا، لا سيَّما بين أوساط الشباب، حيث أشارت تقديرات بنك التنمية الإفريقي إلى أن بطالة الشباب ضعف معدل بطالة البالغين، كما أكَّدت تقارير الأمم المتحدة لعام 2017، أن الشباب يمثلون نحو 60% من إجمالي العاطلين عن العمل في إفريقيا، كما أفادت تقارير منظمة العمل الدولية عام 2016، بأن عدد الشباب العاملين الفقراء زادت بنسبة 80% منذ تسعينيات القرن المنصرم.  

2. هشاشة البنية التحتية التكنولوجية في إفريقيا 

تعاني القارة الإفريقية من عجز في البنية التحتية التكنولوجية، ونقص في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتي أصبحت عائقًا في تحقيق آفاق التنمية بالقارة، كما تحتاج القارة إلى استثمارات بنحو 3 مليارات دولار سنويًا لمعالجة حالة العجز التي تعاني منها ، في ظل الإمكانيات المتواضعة داخل القارة، كما أن ضعف البنية التحتية التكنولوجية في القارة أصبحت من العوامل التي تعوق من عملية الاستثمار التي تعود بالنفع على الشباب، وبالتالي المساهمة في تعزيز قدراتهم وإمكانياتهم التكنولوجية والعملية، وتواجه إفريقيا أيضًا مشكلة القدرة على تحمل التكاليف، فبقدر ما قد تصبح البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات متاحة، فلن يكون لها أهمية إذا كان سكان إفريقيا غير قادرين على استخدامها.  

يُذكر أن بنك التنمية الإفريقي (ADB)، أشار إلى أن البينة التحتية في القارة الإفريقية ستتطلب نفقات تتراوح ما بين 130 إلى 170 مليار دولار حتي عام 2025، ويتطلب قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وحده ما يتراوح بين 4 إلى 7 مليارات دولار منها. 

كما أظهرت حالة التقدم التي يشهدها العالم، والطفرة التكنولوجية والتحول في الأجيال التكنولوجية "الجيل الثالث" (3G)، ثم ظهور "الجيل الرابع" (4G)، ضعف الإمكانيات داخل إفريقيا، ونتيجة لتداعيات فيروس كورونا، اعتمدت العديد من دول العالم في إقامة الأحداث والفعاليات على استخدام التكنولوجيا والإنترنت، مما يوضح ضرورة دعم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات داخل القارة بشكل قوي وسريع.  

وفي سياق فرص تطوير البنية التحتية التكنولوجية في إفريقيا، تخطط شركة "جوجل" لاستثمار مليار دولار في دول إفريقيا خلال السنوات القادمة؛ وذلك  لضمان الوصول إلى إنترنت سريع ورخيص، كما تعتزم مساعدة الشركات الناشئة التحول الرقمي للقارة، حيث أطلقت صندوق استثمار إفريقي، تستثمر من خلاله 50 مليون دولار في الشركات الناشئة، مما يتيح لها الوصول إلى موظفيها وشبكتها وتقنياتها ، كما ستقدم "جوجل" 10 ملايين دولار في شكل قروض منخفضة الفائدة، لمساعدة الشركات الصغيرة ورجال الأعمال في غانا وكينيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا، لتجاوز المصاعب الاقتصادية الناجمة عن وباء كورونا.  

هذا، ويعد الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية داخل القارة الإفريقية، ومعالجة النقص في الإمكانيات التكنولوجية الجديدة، دليلًا على أن التمكين السياسي والمدني والاقتصادي والاجتماعي للشباب يُعد أداة أساسية؛ لتحقيق عملية تمكين الشباب، سواء بالنسبة للأهداف العالمية أو للرؤى الفائقة والتوقعات المتعلقة بالازدهار وتحقيق النمو والتكامل، كما أن ضعف الإمكانيات التكنولوجية تؤثر على عملية تمكين الشباب، وثقل قدراتهم المعرفية والتكنولوجية، كما يعود بالنفع على الفئة الشبابية، لتصبح قادرة على مجاراة التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يقود إلى تحقيق نمو القارة الإفريقية.  

3. ضعف استراتيجية التدريب والتعليم

يتطلب بناء استراتيجية قوية للتعليم والتدريب داخل القارة  الإفريقية النظر لحالة الاستقرار السياسي والاقتصادي والبنية التحتية الملائمة، وهو ما تفتقر إليه العديد من الدول الإفريقية، ويعرقل تعزيز مهارات القوى العاملة الشابة.  حيث انخفضت عائدات التعليم في العقد الماضي داخل إفريقيا بسبب افتقار القارة للمهارات اللازمة لسوق العمل للشباب، وكذلك ضعف جودة التعليم في إفريقيا، وتشير مؤشرات التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لعام 2018، إلى عمق التفاوتات بين الجنسين في المشاركة التعليمية بشكل خاص في إفريقيا، ولا سيما في جمهورية إفريقيا الوسطى، وكوت ديفوار ، والنيجر، وغينيا، وهو ما أدى إلى نقص الإمكانيات التي أثرت على ضعف تطوير العملية التعليمية، وثقل قدرات الشباب.  

ووفقًا لاستراتيجية الاتحاد الإفريقي لتوظيف الشباب وأجندة 2063، يجب منح الشباب حق الوصول إلى التعليم، والتوظيف، وحرية الـتـنـقـل داخـــل إفـريـقـيـــا لتحقيـق أهـدافهم وتـطـلـعـاتـهـم والـمـسـاهـمـة فـي الـعـائــــد الديموجرافي للقارة.  

وفي إطار النفوذ الصيني المتنامي داخل القارة الإفريقية، إذ تعتبر الصين الشريك التجاري الرئيس لإفريقيا، مما يحفز  الشباب الإفريقي على الانخراط بشكل متزايد مع بكين، ويتيح لهم آفاقًا جديدة،  ولا سيمًا في ظل زيادة الطلاب الأفارقة الذين يدرسون بالصين عشرين ضعفًا منذ عام 2005، خلال السنوات الأخيرة، وهو ما ينذر بطفرة في الخبرات للشباب الإفريقي، خاصة في ظل تمتع  بكين بالعديد من عوامل الجذب للشباب الإفريقي، والاعتماد على الحلول والابتكارات، التي ترتكز بشكل رئيس على القيمة المضافة، وسلاسل القيمة، والقدرة على التحول من الزراعة إلى التصنيع من خلال "شعار صنع في الصين". 

ثانيًا: المبادرات الإقليمية والدولية لتمكين الشباب في إفريقيا

1. ميثاق شباب الاتحاد الإفريقي

وفي إطار حرص الاتحاد الإفريقي على تنمية الشباب، اعتمد ميثاق الشباب الإفريقي (AYC)، منذ 15 عامًا، برعاية مبعوث الشباب للاتحاد الإفريقي وبالتعاون مع معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (UNITAR)؛ وذلك بهدف إشراك الشباب وتمكينهم، والعمل على تعزيز مشاركتهم في الحياة السياسية، كما أعلن الاتحاد أن عام 2009 حتى 2018 هو "عقد الشباب الإفريقي"، وسعت العديد من الدول الإفريقية لعمل برامج لاستهداف الشباب وتشجيعهم على المشاركة في الحياة السياسية.  

2. مبادرة القادة الأفارقة الشباب  Young African Leaders Initiative

هي مبادرة اطلقتها وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2010، بدعم من الرئيس الأسبق "باراك أوباما"؛ بهدف دعم وتثقيف القادة الأفارقة الشباب ، من خلال الأنشطة التي تقدمها الحكومة الأمريكية للاستثمار في الجيل القادم من الشباب الإفريقي، وقد ساهمت المبادرة في تخريج أكثر من 24 ألفًا من شباب إفريقيا، منذ العام 2010، وتولى العديد من خريجي مبادرة (YALI) العديد من المناصب القيادية، وحاز بعضهم على جوائز دولية، وحصل خريج غاني من زمالة مانديلا، وخريجة كينية من مراكز القيادة الإقليمية الأربعة بالجائزة الأولى والثانية في مسابقة الابتكارات الإفريقية ضد فيروس كورونا لموقع Africa.com، كما رُشحت خريجة صومالية من برنامج زمالة مانديلا لجائزة نوبل للسلام في عام 2019 ، وأهم برامج المبادرة هي:  

• برنامج زمالة مانديلا في واشنطن للقادة الأفارقة الشباب، وهو البرنامج الذي أُطلق في عام 2014، ويستهدف 700 شاب تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عامًا للدراسة في الولايات المتحدة، كل عام، والمشاركة في معاهد القيادة لمدة ستة أسابيع في الجامعات الأمريكية. 

• مراكز القيادة الإقليمية، وهي التي تديرها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لمراكز القيادة الإقليمية، كما تم توسيع البرنامج ليشمل أربعة مراكز قيادة إقليمية في غانا وكينيا والسنغال وجنوب إفريقيا، وقدمت هذه المراكز منذ عام 2015 تدريبًا لأكثر من 20 ألفًا من القادة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا. 

• شبكة مبادرة (YALI): وهي مجتمع افتراضي عبر الإنترنت يضم أكثر من 700 ألف عضو داخل إفريقيا جنوب الصحراء، ويوفر موقع الشبكة محتوى ودورات يقدمها عبر الإنترنت، لدعم الشباب.

3. مبادرة الشباب الإفريقي الدولي Young Africa International 

تأسست هذه المبادرة عام 1988 بهولندا؛ بهدف تمكين الشباب الإفريقي، وتطوير مهارات التوظيف وريادة الأعمال، ويضم عدة دول إفريقية منها: زيمبابوي، وزامبيا، وموزمبيق، وبوتسوانا، وناميبيا، وتهدف إلى إنشاء مراكز تدريب لتوظيف الشباب في هذه الدول. كما يسمح لأصحاب المشروعات المحليين بإدارة أعمالهم في بيئة ناجحة. من خلال إنشاء منظمات محلية غير ربحية لتعزيز دور الشباب، ومنحهم فرصة المشاركة في الأعمال التجارية المحلية، وتطوير مهارات جديدة داخل بيئة العمل، تستهدف الفئة العمرية من 15 إلى 25 عامًا ، ويشمل البرنامج 43 دورة تدريبية في التعليم المهني في المهارات الفنية والزراعية والتجارية، والمهارات الحياتية للمساعدة في تمكين الشباب من اتخاذ خيارات صحيحة، وفي عام 2017 ، تخرج من البرنامج نحو 1980خريجًا مهنيًا، كما أن 96% من خريجي البرنامج يعملون لحسابهم الخاص.  

4. برنامج متطوعي الاتحاد الإفريقي (AU YVC) 

يعد البرنامج واحدًا من أهم أدوات الاتحاد الإفريقي، والذي يخدم أجندة "إفريقيا 2063"، ويعمل على تأهيل الكوادر الشبابية الإفريقية للعمل في جميع دول الاتحاد الإفريقي، ويسعى لتحقيق أهداف التنمية البشرية في إفريقيا، من خلال تبادل المهارات والمعرفة والإبداع والتعلم، وذلك لبناء قارة قوية متكاملة تعزز أهمية إفريقيا في العالم، وأطلق البرنامج لأول مرة في 3 ديسمبر 2010 في أبوجا بنيجيريا، بحضور الرئيس النيجيري، ووزراء شباب دول الاتحاد الإفريقي، وممثلين عن الاتحاد الإفريقي، كما يعمل على دمج الشباب بمؤسسات الاتحاد الإفريقي، وإشراك الشباب الإفريقي في تنمية القارة، وتوفير الفرص للشباب الأفارقة لخدمة واكتساب الخبرة المهنية، وتكون مدة التدريب عامًا واحدًا. 

5. خريطة طريق الاتحاد الإفريقي حول الاستثمار في الشباب 

اختار الاتحاد الإفريقي عام 2017 تسخير العائد الديموجرافي من خلال الاستثمار في الشباب، حيث تضمنت خريطة طريق الاتحاد الإفريقي حول الاستثمار في الشباب، الاعتراف بالعائد الديموغرافي فى جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة، من خلال تحديد المجالات اللازمة للاستثمارات الرئيسة الموصوفة بالركائز الضرورية لتمكين البلدان من زيادة قدرتها على تسخير العائد الديموغرافي في العقود المقبلة ، وضمان التنفيذ الكامل لكل من أجندة الاتحاد الإفريقي لعام 2063 وأجندة 2030 للتنمية المستدامة، استنادًا على عدة ركائز أساسية:  

• التوظيف وريادة الأعمال. 

•  ‏تطوير ودعـم مبادرات تنميـة الشـباب التحوليـة، نحـو بنـاء مهـارات وقـدرات الشـباب في مجال ريـادة الأعمال. 

• تطويـر برامـج تطـوع الشـباب، وبرامـج الشـباب الفنيـين المبتدئيـن، وفـرص التدريـب المختلفة.

• منـح الشـباب الإفريقـي الفرصـة للاحتـكاك بالمنظمات الإقليميـة والدوليـة. 

• التركيز على التعليم وتنمية المهارات. 

• إنشـاء وتعزيـز المؤسسـات التعليميـة الإقليمية التـي توفـر فـرص التعلـيم، والتبـادل للطلاب في جميـع أنحـاء إفريقيـا. 

• التأكيد على تنظيم دورات تدريبية لقيادة وتمكين الشباب بهدف غرس المثل العليا والتطلعات الإفريقية فى الشباب. 

6. المبادرات المصرية الخاصة بتمكين الشباب الإفريقي

• البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب الإفريقي (APLP) : يعتبر البرنامج نتاجًا لتوصيات منتدى شباب العالم عام 2018، بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي لعام 2019؛ حيث يهدف البرنامج  إلى جمع الشباب الإفريقي من مختلف الانتماءات والمعتقدات، تحت مظلة واحدة بهدف تنمية الشباب وبناء السلام، ويركز البرنامج على استكمال دور مصر ومشاركتها الفعالة مع الحكومات الإفريقية الأخرى، وتوفير فرصة لتدريب أكثر من 1000 شاب من قارة إفريقيا، من خلال 10 دفعات، بنحو100 مشارك في كل دفعة، ومن أبرز شروط البرنامج أن يكون المتقدم من مواطني إحدى الدول الإفريقية، وأن يتراوح عمر المتقدم بين 25 و 45 عامًا. 

• مشروع 1000 قائد إفريقي بجامعة القاهرة: يعتبر أحد أهم المبادرات التي أطلقها الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي"، خلال فعاليات منتدى إفريقيا، في ديسمبر 2018 بشرم الشيخ، ويأتي في ظل التوجهات المصرية بشأن الاهتمام بالملف الإفريقي، وبالتزامن مع رئاسة لمصر للاتحاد الإفريقي، عام 2019.

في ضوء ذلك، يمكن القول بأن  المبادرات الإقليمية والدولية سالفة الذكر تعكس سعي مختلف الدول إلى إدماج الشباب داخل المجتمعات الإفريقية، وتمكينهم من المشاركة في صنع السياسة العامة، هذا فضلًا عن قيام  بعض الدول الإفريقية بضمان تمثيل الشباب في البرلمان، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ حيث تحتفظ أوغندا بخمسة مقاعد في البرلمان لممثلي الشباب، وفي كينيا، يوجد 12 مقعدًا برلمانيًا للممثلين الذين ترشحهم الأحزاب السياسية، بما في ذلك الشباب والأشخاص ذوو الإعاقة والعمال، وفي رواندا، ينتخب المجلس الوطني للشباب عضوين في مجلس النواب من الشباب، وفي المغرب، يتضمن قانون الانتخاب، 30 مقعدًا مخصصًا للمرشحين الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا. 

وختامًا، يمكن القول بأن تمكين الشباب الإفريقي والاستفادة منه كطاقة بشرية، يُعد الخيار الأمثل لدول القارة في مواجهة العديد من التحديات؛ خاصة في ظل الأحداث والمستجدات التي تشهدها القارة، الأمر الذي يفرض على هذه الدول دعم ومساندة الشباب مع إتاحة الفرصة لهم للوصول إلى المعرفة، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وتوفير بيئة حاضنة للطاقات البشرية، والعمل على تحويلها لطاقة تخدم المجتمع وتحقق أهدافه، مع تحقيق الاستقرار والديمقراطية والمساواة في الحقوق والواجبات. وبالنظر إلى أن القارة الإفريقية مازالت تواجه العديد من التحديات التي تعوق مسيرة التنمية، وتعرقل عملية تمكين الشباب في الحياة السياسة داخل المجتمع الإفريقي، لذلك فهي بحاجة إلى وضع استراتيجية فاعلة من أجل تمكين الشباب، وتحويل الطاقات البشرية الخام إلى كوادر بشرية قادرة على العطاء وعلى خدمة المجتمع الإفريقي. 

google-playkhamsatmostaqltradent