recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

خواطر حول الآية الكريمة "إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ ".. بقلم طارق حنفي

الصفحة الرئيسية





خواطر حول الآية الكريمة "إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ ".. بقلم طارق حنفي











[إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ]









النُّصرة في اللغة تأتي بمعنى النَّصْر والعون، والإِعَانَة عَلَى الفَوْزِ.. 

والإنسان في العموم بين حَلٍّ وَتَرْحَال وكلامٍ ومُصاحَبةٍ ووَحدة، بين عملٍ وسكون وكلامٍ وسكوت.. ولكي تستطيع أي قوة نُصرة شخص ما عليها أن تُرَافِقُهُ إلَى كُلِّ مَكَانٍ يذهب إليه، وَفِي كُلِّ عَمَلٍ يَعملُه، وَفِي كُلِّ قول يتلفظ به، وهو ما لن يحدث أبدا.. نعم قد ينصر الأخ أخاه - فيما يعلم - مرة أو أكثر، لكن ماذا يفعل فيما لا يعلم، أو عندما يفوق الأمر استطاعته؟!







والله أعلم نقول: 

في الآية الكريمة تكررت (إذ) ثلاث مرات، في ثلاثة أزمنة، تعبر عن ثلاثة أحوال مختلفة.. 













- [إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا]: نصر اللهُ رسوله حين أجبره المشركون على الهجرة، الرحيل من مكة إلى المدينة، أيَّده الله - سبحانه - في ترحاله بالأسباب ما ظهر منها وما خفي، سار بينهم رسول الله وهم من بين أيديهم سدًّا ومن خلفهم سدَّا، ولا يبصرون، .. وسراقة، تغوص أقدام فرسه في الرمل كُلَّما أدركه وصاحبه... إلخ.















- [إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ]: حلَّ الرسول الكريم وصاحبه في الغار ولا حيلة لهما، أدركهما المشركون، ولو نظر أحدهم تحت قدميه لرآهما.. أيَّده الله ونصره، صرف عنهما سمع المشركين وبصرهم ، صرف عقولهم عن اتخاذ قرار البحث في الغار مع أنه يواكب المنطق.. وسواء أكان هناك عنكبوت بين خيوطه على باب الغار وحمامة تجلس على بيضها أم لا، فقد نصره الله ولم يُمكِّن الكفار منه. 





















- [إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ]: حَزنَ أبو بكر خوفًا على رسول الله، غلب حزنُه يقينَه وتصديقَه؛ ذكَّره رسول الله أنَّ الله ثالثهما.. لا تحزن يا صاحبي إنَّ الله معنا؛ فأيده الله بأن أنزل السكينة عليه - على وجهه الشريف ربما - رآها أبو بكر فهدأ، وعاد يَقينُه وتصديقُه يهزم حزنَه، وعاد الصِّدِّيق.. أيَّد الله سبحانه كلامَ رسولِه وأدخله حيّز التنفيذ بمجرد أن نطق به. 















نَصرُ الله نصرٌ دائم مبني على علمه وحكمته وقدرته وقيوميته.. نَصرَ اللهُ رسولَه في كل أحواله، بتصديقه لكلامه ونصرته في حَلِّه وَتَرحالِه، والمُصاحَبةٍ والوَحدة، في العملِ والسكون والكلام والسكوت.















من سورة الكهف: 

- أيَّد الله ذا القرنين في حلِّه وترحاله بالأسباب الظاهرة كلها، لكنه أيد سيدنا محمد - صل الله عليه وسلم - في حلِّه وترحاله بالأسباب ظاهرة وباطنه.. 

























- لجأ الفتية إلى الكهف هربًا بدينهم من الملك الكافر وجنده فنصرهم الله عليهم، وأماتهم ثم أحياهم بعد زوال ملكه وموته هو وجنده.. لكن حين لجأ رسول الله وصاحبه إلى الغار نصره الله وأخرجه إلى المدينة ليحارب الشرك والمشركين وينتصر عليهم أجمعين، ويُعلي كلمة الحق في العالمين.



















- العبد الصالح لم يُصدِّقه صاحبُه (سيدنا موسى عليه السلام) ولم يصبر على فِعلِه.. سيدنا محمد - صل الله عليه وسلم - أدخل السكينةَ واليقينَ والتَّصديق على قلبِ صاحبه، حتى أن أبا بكر صدَّق أن هذا النبي الفار من قومه سيملك الدنيا والآخرة.




















اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمد الحبيب المصطفى الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين.




"طارق حنفي يكتب خواطره حول الآية الكريمة إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ "

 

google-playkhamsatmostaqltradent