«حط ورقة في كالون الباب» جيران قتيلة
السيدة يكشفون تفاصيل جريمة "خمسة الصبح"
الدقهلية _ فاطمة أنور
الساعة تدق الخامسة صباحا، ومع بداية يوم جديد خرجت مسنة بمنطقة السيدة نفيسة كعادتها لتجلس أمام أبواب المسجد، تتقرب إلى ربها بالدعوات حتى السابعة صباحا بعدها تحمل طعامها ذاهبة إلى شقتها، التي تقع على بعد أمتار من المسجد.
لم تكن تعلم "الحاجة رضا" أن جزاء إحسانها القتل، وساقها القدر إلى شاب استغل كبر سنها وكرمها فجعل من نفسه القاضي والجلاد، وقرر إنهاء حياتها لتنفيذ مطامعه في سرقة ذهبها ظنا منه أنه سيفلت من العقوبة، لكن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض عليه
التقت بجيران المجني عليها، ومن بينهم "سماح" قائلة: "الحاجة رضا المجني عليها تقطن في منطقة السيدة نفسية منذ ما يقرب من 50 سنة، عملت على تربية بناتها وتعليمهن حتي أتمت رسالتها بزواجهن".
وأضافت: "سرعان ماتبدلت حياة الحاجة رضا وأسرتها البسيطة الهادئة بوفاة إحدى بناتها والمقربة إليها؛ مما أصابها بالحزن على فقدانها لتتردد على مسجد السيدة نفيسة تدعو لها بالرحمة والمغفرة، وتتوالى الأيام والسنوات، والحاجة رضا علي هذا الحال". بحسب أقوال جارتها.
وأوضحت "سماح": "ذات ليلة تعرفت الحاجة رضا بأحد الشباب في مقتبل العشرين يعمل بمنطقة السيدة نفيسة ، وقص عليها ظروفه وما أتي به إلى المنطقة من مسقط رأسه في شبين القناطر بالقليوبية؛ فتعاطفت المجني عليها معه وأكرمته في منزلها وعلم بإقامتها بمفردها في الشقة سكنها حتى جاءت الليلة الموعودة".
وأكدت سيدة أخرى تسكن بالقرب من المجني عليها: "كانت الساعة تشير إلى الخامسة فجرا ذهب المتهم إلى شقة المجنى عليها، ووضع خطة لسرقتها فتخفى خلف السلم منتظرا عودتها فقام بوضع قطعة من الورق تحول دون غلق الباب، وما إن اطمأن إلى دخولها الشقة وانغماسها في النوم، انقض عليها كاتما أنفاسها حتى تيقن أنها فارقت الحياة، وقام بسرقة مصوغاتها الذهبية وهاتفها المحمول وفر هاربا".
وأشارت إلى أن المجني عليها ظلت لا أحد يعلم عنها شيئا من جيرانها طيلة يومين حتي انبعثت رائحة كريهة من الشقة فقام الجيران بإبلاغ ابنتها التي اكتشفت وفاة والدتها وسرقة مصوغاتها الذهبية فقامت بإبلاغ الشرطة.
وأضافت: "بعد أن نفذ المتهم خطة قتل السيدة وسرقها، ذهب إلى محل سكنه لبيع المشغولات الذهبية، وبسؤال الجواهرجي عن مصدره، أجاب "والدتي اتوفت"؛ فشك في طريقة حديثه فقام بإبلاغ قسم شرطة شبين القناطر، وبالتحريات تبين أن هناك إشارة من قسم شرطة الخليفة بمقتل سيدة وسرقة مشغولاتها وتبين أنه مرتكب الواقعة.
اعترف المتهم تفصيليا أمام رجال الشرطة بارتكاب الواقعة وتم اصطحابه إلى الشقة محل الجريمة لتمثيلها، وإعادة المسروقات إلى شقيقة المجني عليها التي تعرفت عليهم، وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام علي ذمة التحقيات
وأسدل الستار بحالة من الحزن سادت منطقة السيدة نفيسة بعد مقتل سيدة لا حول لها ولا قوة غير أنها وثقت في شاب من سن أحفادها أكرمت ضيافته فدفعت ثمن كرمها بإنهاء حياتها.
