recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

العصر الجاهلي و تعدد أغراض الشعر العربي


العصر الجاهلي و تعدد أغراض الشعر العربي

بقلم دكتور. طارق عتريس أبوحطب 

العصر الجاهلي زمن قديم،  ممتد، ضاربفي أعماق التاريخ الإنساني،و الأدبي بجذورأصيلةراسخة
 و تعود التسمية "الجاهلية"إلى القرٱن الكريم، أول من أطلق هذه التسمية -الجاهلية الأولى - في الٱية ٣٣من سورة الأحزاب :( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)
والجاهلية الأولى أو العصر الجاهلي تعني تلك الفترة التي سبقت الإسلام ، ومنه أخذ الشعر المسمى نفسه .

و وسم هذا العصر بالجاهلي ليس مقصودا به الجهل الذي هو ضد العلم ، بل المقصود به ضد الحلم،وهو السفه والغضب كما وضحها لنا الدكتور شوقي ضيف  حيث قال : ‘ وينبغي أن نعرف أن كلمة الجاهلية التي أطلقت على هذا العصر ليست مشتقة من الجهل الذي هو ضد العلم ونقيضه ، إنما هي مشتقة من الجهل بمعنى السفه والغضب"،أما عن الشعر الجاهلي فيقول الجاحظ :" أما الشعر العربي فحديث الميلاد صغير السن ، أول من نهج سبيله وسهل الطريق إليه امرؤ القيس بن حجر ومهلهل بن ربيعة..فإذا استظهرنا الشعر وجدنا له – إلى أن جاء الله بالإسلام – خمسين ومائة عام ، وإذا استظهرنا بغاية الاستظهار فمائتي عام "

وتعددت أغراض الشعر العربي في الجاهلية وتشعبت فنونه وكان لكل غرض نكهته المختلفة ومذاقه الخاص،  و يطيب للنقاد تقسيم أنواع الشعر العربي إلى ثلاثة أنواع :

 ١- الشعر الغنائي: و يقصد به الشعر الذاتي، أوالوجداني؛ وهوما یستمده الشاعر من طبعه وینقله عن قلبه ویُعبّربه عن شعوره.

٢- الشعر قصصي: وهوما يسجل الوقائع الحربیّة والمفاخر القومیّة في شکل قصة کالإلیاذة والشاهنامة، و الزير سالم،  و غيرها. 

٣- الشعر التمثیلي: وهو مایعمد فيه الشاعر إلی  ذكر واقعة معينة   فیتصور الأشخاص الذین جرت علی أیدیهم ویُنطق کُلّاً منهم بمایناسبه من الأقوال وینسب إلیهم ما یُلائمهم من الأفعال، و الأحوال.

و يعد شعرنا العربي منذ بداية ظهوره مزیجا من الوصفي والغنائي والقصصي . والوصف رکنٌ مهمٌ طرقه الشعراء القدامی في شتّی أبوابه وأغراضه فکانوایصفون كل ما تقع عليه أعينهم  في البادیة من حیوان، وطبیعة، کما کانوا یتوهمون صورا ًبديعة في أخیلتهم؛ فیجعلون منها صُوراً حسیّة متجسدة، ویخرجون من الوصف إلی القصص القصیرة یتحدّثون فیها عن مغامراتهم الغرامیّة، و ما تشمله من معاني الحب، و أهازيج الغزل، أوعن معارکهم وغزواتهم أویروُن شیئاً من الأخبار والأساطیر ممّا انتقل إلیهم أونشأ في بادیتهم.
إلا أنّ خیال الجاهلیین لم یتسع للملاحم والقصص الطویلة؛  لان هذا النوع من الشعر یحتاج إلی حروب طویلة والعرب یعتمدون علی الغزووالوقائع القصیرة کما یتطلب رویّةً وتفکیراً والعرب أهل بدیهةٍ وارتجالٍ، ویتطلب الإلمام بطبائع البشروالعمق،والإسهاب والعربي مهموم بنفسه عن الآخرین، ومشغول بوجوده، وميال إلی الإيجاز، وعدم الغوص،و التعمق في البحث،والاستقصاء.
ةللحديث تتمة إن شاء الله. 
العصر الجاهلي و تعدد أغراض الشعر  العربي
دكتور طارق عتريس أبو حطب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent