recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن أم المؤمنين زينب بنت خزيمه ( الجزء الثانى )

 ماذا تعرف عن أم المؤمنين زينب بنت خزيمه ( الجزء الثانى )






إعداد - محمـــد الدكـــرورى


ونكمل الجزء الثانى مع أم المؤمنين السيده زينب بنت خزيمه ؤضى الله عنها، وقد وقفنا عن أخواتها، وكانت أختها هى السيده سلمى بنت عميس، زوج حمزة بن عبد المطلب، والسيده أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث، زوج العباس بن عبد المطلب وأم أبناءه الفضل، وعبد الله، وعبيد الله، وقثم، ومعبد، وعبد الرحمن، وأم حبيب، وهى أم السيده لبابة الصغرى بنت الحارث، وهي أم خالد بن الوليد، وقد قامت السيدة زينب بنت خزيمة رضي الله عنها بدور بارز مع نساء المسلمين في موقعة بدر، في خدمة الجرحى وتضميدهم، وتقديم الطعام والماء لهم، وقد استشهد زوجها عبدالله بن جحش في غزوة أحد، وبعد وفاة زوجها في غزوة أحد ظلت زينب وحيدة تعمل على تعليم الناس والاهتمام بالمساكين حتى جاء موعد الرؤية. 


نبي الله يتزوجني، في العام الثالث من الهجرة تقدم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان الله أراد تكريمها فلم تبقى في بيت رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إلا ثمانية أشهر وبعدها توفاها الله بالمدينة المنورة وعمرها لم يتجاوز الثلاثين عاما، وقد قيل أنه علم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بترملها، فرقَ لحالها، وتزوجها رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في العام الثالث من هجرته ، وأصدقها اثنتي عشرة أوقية ونشا، وكان تزويجه إياها في شهر رمضان على رأس واحد وثلاثين شهرا من الهجرة، ويقول ابن حجر عن السيده زينب أنها رقدت في سلام كما عاشت في سلام، وصلى عليها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ودفنها بالبقيع في شهر ربيع الآخر سنة أربعه من الهجره. 


فكانت أول من دفن فيه من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وقد ماتت رضي الله عنها ولم يمت منهن أمهات المؤمنين في حياته إلا غير السيدة خديجة أم المؤمنين الأولى ومدفنها بالحجون في مكة، والسيدة زينب بنت خزيمة الهلالية، أم المؤمنين وأم المساكين، وكان بعد أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، من حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، بوقت قصير، فقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، من زينت بنت خزيمة في السنة الثالثة للهجرة، وكانت زينب قد ترملت بعد استشهاد زوجها وفد جاء عن ابن السائب الكلبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خطب زينب إلى نفسها فوكلت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرها فتزوجها، وقال ابن هشام في كتابه السيرة.


"زوجه إياها عمها قبيصة بن عمرو الهلالي، وأصدقها الرسول صلى الله عليه وسلم، أربعمائة درهم" وقد اختلف أيضا في المدة الزمنية التي عاشتها زينب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل أن توافيها المنية، فجاء في شذرات الذهب، أنه فى السنة الثالثة، دخل صلى الله عليه وسلم، بزينب بنت خزيمة العامرية، أم المساكين، وعاشت عنده صلى الله عليه وسلم، ثلاثة أشهر ثم توفيت" وجاء في كتاب الإصابة لابن السائب الكلبي " كان دخوله صلى الله عليه وسلم، بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر، ثم لم تلبث عنده شهرين أو ثلاثة وماتت" وفي رواية أخرى "فتزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث من الهجره، فأقامت عنده ثمانية أشهر وماتت في ربيع الآخر سنة أربعه من الهجره" وقد اختلفوا فيمن كان زوجها. 


قبل النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل إنها كانت عند الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، رضي الله عنه، ثم طلقها، وقيل: إنها كانت عند ابن عمها جهم بن عمرو بن الحارث الهلالي، ثم عند عبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب، رضي الله عنه، والذي استشهد في بدر، وأقرب الأقوال في زواجها أنها كانت تحت عبدالله بن جحش رضي الله عنه، ثم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، بعد وفاة زوجها يوم أحد، فكانت بذلك السيده زينب هى خامسة أمهات المؤمنين، وكانت السيده زينب بنت خظيمه هى أرملة عبيدة بن الحارث بن المطلب وهو صحابي بدري، وقد قتل مبارزة في غزوة بدر، وقد أسلم عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي قديما، قبل دخول النبي محمد صلى الله عليه وسلم، دار الأرقم. 


هو وأبو سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم وعثمان بن مظعون في وقت واحد، وكانت أم عبيدة بن الحارث هي السيده سخيلة بنت خزاعي بن الحويرث الثقفية، وكان عبيدة أكبر من النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم،  بعشر سنوات، وقد هاجر مع أخويه الطفيل والحصين، ومسطح بن أثاثة، إلى يثرب، وقد آخى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بينه وبين بلال بن رباح، وقيل بينه وبين عمير بن الحمام، وبعد الهجرة، عقد له النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لواء في شوال فى السنة الأولى من الهجره، على ستين رجلا من المهاجرين ليس فيهم أحدا من الأنصار، فالتقى مائتين رجل من قريش بقيادة أبي سفيان بن حرب عند ثنية المرة، على ماء يقال لها أحياء بالقرب من رابغ. 


فتراميا بالسهام دون أن يشتبكا بالسيوف، وكان أول من رمى يومئذ سعد بن أبي وقاص، وقد شارك عبيدة بعدئذ في غزوة بدر، وخرج في بداية المعركة للمبارزة، فبارزه شيبة بن ربيعة، فضرب كل منهما الآخر ضربة، فأصاب شيبة ساق عبيدة، ثم هاجم حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب شيبة فقتلاه، وحملا عبيدة إلى معسكر المسلمين، ثم مات عبيدة بعد ذلك من جُرحه بالصفراء، وفي العُشر الأخير من رمضان فى السنة الثانيه للهجره وقيل أن عمره يومئذ ثلاثه وستين سنه، وقد كان لعبيدة قدر ومنزلة كبيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رجلا ربعة أسمر حسن الوجه، وقد ترك من الولد معاوية وعون ومنقذ والحارث ومحمد وإبراهيم وريطة وخديجة وسخيلة وصفية أمهاتهم أمهات ولد. 


فهذه هى السيده زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو الهلالية العامرية ذات النسب الأصيل والمنزلة، وكان الذي يهمنا أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد تزوجها مواساة لها فيما أصابها من فقدها لأزواجها، ومكافأة لها على صلاحها وتقواها، وكان زواجه صلى الله عليه وسلم بها في رمضان من السنة الثالثة للهجرة بعد زواجه بحفصة رضي الله عنها ، وقبل زواجه بميمونة بنت الحارث، وقد ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبها إلى نفسها فجعلت أمرها إليه، فتزوجها وأصدقها أربعمائة درهم، وأَولم عليها جزورا، وقيل إن عمها قبيصة بن عمرو الهلالي هو الذي تولى زواجها، وإن القدر المهم الذي حفظته لنا كتب السير والتاريخ، هو ذكر ما حباها الله تعالى من نفس مؤمنة. 


وقد امتلأت شغفا وحبا بما عند الله تعالى من نعيم الآخرة، فكان من الطبيعي أن تصرف اهتماماتها عن الدنيا لتعمر آخرتها بأعمال البر والصدقة، حيث لم تأل جهدا في رعاية الأيتام والأرامل وتعهدهم ، وتفقد شؤونهم والإحسان إليهم، وغيرها من ألوان التراحم والتكافل، فاستطاعت بذلك أن تزرع محبتها في قلوب الضعفاء والمحتاجين، وخير شاهد على ذلك، هو وصفها بلقب أم المساكين، حتى أصبح هذا الوصف ملازما لها إلى يوم الدين، وإن لزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، علينا كما له صلى الله عليه وسلم، حقوقا وواجبات لا بد من القيام بها، لتدلل على المحبة الصادقة، والاتباع الحق، ومن ذلك هو معرفة ما لهن من الفضل العميم، والدور العظيم في نشر تعاليم الإسلام وفضائل الإيمان والإحسان، وكذلك دراسة سيرتهن العطرة دراسة يقصد منها الاقتداء والتربية، لا مجرد المتعة والتسلية.




google-playkhamsatmostaqltradent