recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

.. من بلاغة القرآن الكريم..

..

من بلاغة القرآن الكريم..

بقلم  د.طارق عتريس أبوحطب.
****************
حينما تطالع آي الذكر الحكيم تبهرك البلاغة في أسمى معانيها، و يأخذكالتأمل كل مذهب، و نعيش هذه السطور مع جزء مما يطلق عليه البلاغيون " التغليب "،أو مراعاة مقتضى الحال 

مثلا: في سورة الأحزاب:- 

تم  استخدام اللفظ  المذكر بداية،  ثم تلاه  المؤنث ( و تعمل صالحا)
 في قول الله  تعالى (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا" ٣٠" ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما" ٣١" 

ثم لماذا الخطاب مرة لجماعة الإناث ثم جماعة الذكور؟
د. فاضل السامرائى:
ذكرنا أن (ما) و (من) لفظهما مذكر ومعناهما يختلف قد يدل على واحد أو أكثر، مذكر أو مؤنث، (من وما) تسمى من الأسماء المشتركة تشترك في العدد والجنس سواء كانتا اسم استفهام أو إسم موصول، إذا من حيث اللغة يجوز.
العرب فى الغالب عندما تأتي (من) يبدأون بذكر ما يدل على لفظها ثم يبينون المعنى، لفظها مفرد مذكر يأتي أول مرة بالمفرد المذكر ثم يوضح المعنى.
أمثلة: (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين (8) البقرة) (من يقول) جاءت للمفرد المذكر و (ماهم بمؤمنين) (هم) جمع ليبين المعنى، بدأ بالمفرد المذكر على اللفظ ثم بين معناه. (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا (49) التوبة). (ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته (99) التوبة). (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين (75) التوبة).
هذا أمر جار وهو الأفصح في اللغة والأكثر والأشيع أن تبدأ بالمفرد المذكر ثم تبين المعنى. إذا طبقنا هذا على آية سورة الأحزاب (من يأت) و (من يقنت) مفرد مذكر ثم بين المعنى بـ (وتعمل)
.. من بلاغة القرآن الكريم..
دكتور طارق عتريس أبو حطب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent