ملحمة السادس من اكتوبر
بقلمى محمد عنانى
إن ملحمة السادس من أكتوبر ١٩٧٣ المجيدة قد نُقِشت بحروف من نور فى تاريخ أمتنا العربية وشعبنا المصرى العظيم حيث استعاد العرب والمصريون بحقٍ عزتهم وهيبتهم وكرامتهم بعد أن استقوى العدو بطيرانه كزراع طويلة وحصونه المنيعة ممثلة بخط بارليف وجيشه الذى إدعى واذاع بأنه لا يُقهربل ونشر واستقر فى وجدانه أن المصريين والعرب قد غرقوا فى ثُبات عميق ليس منه فواق ولكنه استفاق وذُهِل على وحدة لأمتنا العربية تجلت فى أروع صورها ومعانيها بالتكاتف والمؤازرة بالسلاح والجنود والعتاد والبترول واللوجيستيات فى حرب السادس من أكتوبر المجيدة وكان التخطيط لقادة عِظَام وعلى رأسهم الزعيم والبطل الفذ الراحل محمد انور السادات وبدأت ملحمة العبور العظيم فى شهر رمضان المبارك والجنود صائمون وتعالت صيحات الله أكبر فى شتى ساحات وميادين القتال فزلزلت أركان العدو وتهاوت حصونه فى خط بارليف وقُطِعت زراعه الطولى وهُزِم الجيش الذى ادعى انه لايُقهر وسِيِق أسراه فى الأغلال كالأنعام فى مشاهد لا تُنسى ولا ينكرها إلا كل جاهد وكان النصر المبين بتوفيق الله أولا ثم بسالة وشجاعة الجنود المصريين العظام ووقوف شعبنا الأبى خلف جيشه وقيادته كوحدة واحدة وصمام أمان وكذا مساندة ودعم الأشقاء العرب ودورهم المُشَرف الذى لا يُنسى وبفضل هذا النصر العظيم والمبارك لجنودنا البواسل وقادتهم العِظَام ودماء الشهداء الأبطال التى روت أرض سيناء الحبيبة تم استعادة كل شبر من أرض مصر الحبيبة التى كانت ترزح تحت نير الإستعمار ورُفِعَت راية مصر عالية خفاقة كما كانت وستظل بإذن الله وسطر جنودنا البواسل أعظم صفحات تاريخ مصر الحديث ليتوارثه الأبناء والأحفاد إمتدادا لما صنعه أجدادنا من حضارة عظيمة ضاربة جذورها فى عمق التاريخ بل هى كل التاريخ .
