وداعا محمود يس " رؤية للناقد الدكتور أحمد مصطفى "
عرض د.طارق أبوحطب
كثيرة المشاهد البديعة التي ظهر فيها محمود يس فنانا مبدعا ، أنيقا ، رشيقا ، كبيرا في فنه ، كثيرة هذه المشاعر التي تولدت فينا ونحن على أعتاب المراحل التعليمية ، نشاهد هذا الفنان الكبير المبدع وهو يغني لنا (حلوة يازوبة) ، تفتحت الأزهار ، وكبرنا مع محموديس العاشق ، المناضل ، وتعلقنا بصوته الجميل ، ولغته العذبة ، وتألقه في مسلسلات كثيرة ، وابداعه في (سوق العصر-والعصيان ) ، كانت أمي – حفظها الله- شديدة التعلق بالغرباوي في مسلسل تتكرر أحداثه يوميا مسلسل الميراث واللهث وراء المال .
محمود يس الفنان البارع الماهر القدير ، كان في أفلامه مصريا صوتا وصورة ، شكلا ومضمونا ، عشقا وحياة ، مازال الناس يتداولون كلماته لمنصور في (الجزيرة) وابداعه في (الستات) وهديته الغريبة لامراة غريبة أهداها (نهاية الأرب في فنون الأدب) وهي الراقصة اللعوب.
لقد أحزنني خبر وفاة النجم محمود ياسين ، الذي وافته المنية ظهر اليوم بعد صراع مع المرض، ومحمود يس بالنسبة لي ولغيري من متابعي فنه ، إنسان مثقف ، موهوب، فنان بارع ، تأخذنا سيرته بكل تفاصيلها – وإن جهلناها- إلى مزيج من ربط الفن بالإنسانية ، و اكتشاف جوانب الخير وغض النظر عن سلبيات قد يراها البعض وقد لايراها، وليس غريبا أن تتميز لوحة حياته بحشد من الأعمال المزدحمة ،كرسام يتحول من منقبة إلى أخرى في الثقافة ،لقد جسد الرجل كل أدواره بدقة متناهية ، وحب اختلف من مشاعر إنسان لأخر ،حتى موته جاء عبر ومضة إنسانية أرتكزت على معادل موضوعي تستطيع أن تسرد فيه قصصا وحكايات وتؤلف فيه قصائد وأزجال ،ليتأكد لك بعدها أن الحياة نضال وكفاح يتوجب على الإنسان أن يخوضه حتى يعود الجمال والبهاء إلى الكون برمته. وبرغم كل الأسى والألم مازال (محمود يس) يدعونا إلى بقاء الفرح وسط المصاعب والمتاعب من خلال رؤية صورته مبتسما أو عابسا ،على شاشة التلفاز ؛ لنرى بعين الرضا بصمته الشخصية وهو يركن إلى جمال في الطبع ، جمال جعلني وأنا أكتب هذه الكلمات أشعر بأن الله قدرضي عن الرجل بهذه الآلام وهذه الأوجاع المتتالية التي خطفته من علياء أضوائه ، إلى لقاء رب رحيم غفور ، ورصاصته مازالت في جيبه ..