recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ

 إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ





د. عبدالعزيز آدم
عضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية


في يوم مولده صلى الله عليه وسلم تفيض المشاعر وتنفطر القلوب حبا في سيرته العطرة وشوقًا للقيا قريب. وإن كانت ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم قد أتت في هذا العام في وسط أجواء من الصخب الوضيع بعد أن زاد نعيق الناعقين وأصواتهم الخبيثة في تلك الحرب الممنهجة على الإسلام وعلى نبي الإسلام ظانين جهلًا أن رسوماتهم وكلماتهم النتنة ستنال من قيمة الإسلام أو مكانة نبي الإسلام العظيمة. هم ككلاب تعوي دون أن تدري معنى ما تقول وليس لديها أقل قدر من الإدراك المنصف لمعرفة حقيقة الاسلام وسماحة نبي الاسلام واخلاقه العطرة التي حث الناس عليها ورسالته العظيمة البشرية بأكملها.


صلى الله عليك يا حبيبي طبت حيا وطبت ميتا ولَم تسلم من أذى الجهلاء حيا أو ميتا
ولكن هيهات هيهات أن ينال من قدرك هؤلاء الجبناء الجهلاء وغيرهم، قديما أخرجك قومك من بلدك التي في قلبك بأغلى مكان وما كان بينك وبينهم في الغار إلا أن ينظر أحدهم إلى موضع قدمه، وآذاك من آذاك في الطائف وغيرها وتكالبت اليهود والأحزاب ليخرجوك أو يقتلوك، وما كان بينك وبينهم إلا حفظ الله الذي نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده وقد كانت كلمة الله الباقية إلا يوم الدين قدرا في حفظك حيا وميتا، كلمة الله التي تهتز لها القلوب من فيض جمالها وجلالها وقوتها وصدقها حين قال سبحانه "إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ" ما أعظمها وما أجلها كلمة فهي تعني أن الله وحده هو من يقيك أذى المستهزئين عصمة لنبيه ورفعًا لقدره.


أما هؤلاء المتنطعين الجهلاء من يكيلون الحرية بمكيالين تبعا لأهوائهم المضلة ولنفوسهم النتنة ولضمائرهم الخربة، لا قيمة لرسوماتهم ولكلامهم إلا خلق الكره وتأجيج المشاعر لتفريق الشعوب. هم يتحدثون دائما عن الحرية المطلقة في غير المساس بالأديان والمقدسات منعنا لتفريق الأمم ونبذا للكراهية، إلا أنهم يفعلون عكس ذلك تماما على أرض الواقع عندما يتعلق الأمر بالاسلام وبنبي الاسلام صلى الله عليه وسلم. ولو فرضنا جدلًا إن أحدهم علي سبيل المثال للنيل من مقدساتهم ومعتقداتهم الضآلة فإنهم يقفون لذلك بالمرصاد معللين ذلك بأن النيل من مقدساتهم هو أمر خارج نطاق الحرية وخط أحمر لا يمكن المساس به. أي سفه هذا وأي حرية تلك ...


هم أبعد ما يكونون عن الحرية المزعومة التي يتشدقون بها وتاريخ تلك الشعوب يشهد بالمجازر والحروب والخراب الذي أحدثوه بعدوانهم واحتلالهم وسفكهم الدماء على مر التاريخ واليوم يتحدثون عن حرية البهائم التي تأكل ولا تعي وتردد شعارات لا تفهما ولا تطبقا ولا تؤمن بها. إن حربهم الخسيسة ضد الاسلام ونبيه إنما هي أكبر دعايا ودليل على عظمة هذا الدين وعظمة نبيه الذي لن يسلم من الأذي في حياته ولا بعد موته، لأن الأشجار الطيبة فقط هي من تلقي بالحجارة والهامات العالية فقط هي من تهاجم وسيظل الاسلام شامخا شموخ الجبال الراسية رغم أنوفهم وأنوف من عاونهم ومن حرضهم ومن شجعهم وستظل مكانة نبي الاسلام صلى الله عليه وسلم فوق كل الرؤوس رغم أنوفهم ولن يصل هؤلاء حتى أن يناولها ولو في أحلامهم فليموتوا بغيظهم، هم كلاب تعوي وحمير تنهق تزعجنا أصواتهم ولا تمسنا قد أنملة، فليستمروا في نباحهم ونهيقهم ونعيقهم ولتبقي راية الاسلام عالية خفاقة فوق كل الرؤوس وعبر كل الأزمنة
إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ هي رسالة الله الخالدة إلى نبيه أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم فلا تبتئس لما يقولون
إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ

عليه أفضل الصلاة والسلام


إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ



google-playkhamsatmostaqltradent