recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ضعف‭ ‬الانتماء‭ ‬وخيانة‭ ‬الوطن‭ ‬

ضعف‭ ‬الانتماء‭ ‬وخيانة‭ ‬الوطن‭ ‬


بقلم: الدكتور‭ ‬عادل‭ ‬عامر‭ ‬


الانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬أساس‭ ‬للإصلاح‭ ‬السياسي،‭ ‬فلا‭ ‬يجوز‭ ‬لنا‭ ‬التحدث‭ ‬عن‭ ‬السياسة‭ ‬أو‭ ‬إصلاحها،‭ ‬أو‭ ‬الديمقراطية‭ ‬أو‭ ‬إصلاحها،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ينتمى‭   ‬هذا‭ ‬المراد‭ ‬إعطاؤه‭ ‬هذه‭ ‬الديمقراطية‭ ‬أو‭ ‬إعطاؤه‭ ‬جرعات‭ ‬فى‭   ‬السياسة؛‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬التحدى‭   ‬الأكبر‭ ‬أمام‭ ‬المواطن‭ ‬والمسؤول‭ ‬على‭ ‬السواء،‭ ‬هو‭ ‬الانتماء‭ ‬الكامل‭ ‬وغير‭ ‬المنقوص‭ ‬لوطن‭ ‬أنت‭ ‬فيه‭ ‬وابنك‭ ‬وابنتك،‭ ‬ومن‭ ‬قبل‭ ‬كان‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭.    ‬إن‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬والانتماء‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬أُسس‭ ‬الدين،‭ ‬وكمال‭ ‬العقيدة،‭ ‬ولوازم‭ ‬الشريعة،‭ 


ولا‭ ‬يبتعد‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬تعاليم‭ ‬الإسلام،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬هذا‭ ‬الحب‭ ‬والانتماء‭ ‬والوعى‭   ‬بالمواطنة‭ ‬إلى‭ ‬انفعالٍ،‭ ‬وإلى‭ ‬عاطفة،‭ ‬ويصبح‭ ‬قيمة‭ ‬وطنية‭ ‬تتمثَّل‭ ‬فى‭   ‬السلوك‭ ‬السليم،‭ ‬وليكن‭ ‬الانتماء‭ ‬من‭ ‬دوافع‭ ‬الإنتاج‭ ‬والتقدم‭ ‬والابتكار‭ ‬والإبداع،‭ ‬فقد‭ ‬بدأت‭ ‬الاختراعات‭ ‬والإبداعات‭ ‬فى‭   ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬عندما‭ ‬خلق‭ ‬الانتماء‭ ‬للوطن‭. ‬


إن‭ ‬الشعور‭ ‬بالانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬يتزايد‭ ‬من‭ ‬شعور‭ ‬الفرد‭ ‬بالأمان‭ ‬الاقتصادى‭   ‬والسياسى‭   ‬فى‭   ‬وطنه،‭ ‬وهذا‭ ‬الشعور‭ ‬يؤدى‭   ‬به‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬لمحاولة‭ ‬الارتفاع‭ ‬بمستواه‭ ‬الاقتصادي؛‭ ‬مما‭ ‬يشعره‭ ‬بالانتماء‭ ‬أكثر‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬ضعف‭ ‬الانتماء،‭ ‬فهذا‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬كارثة‭ ‬قوميه؛‭ ‬فإنه‭ ‬يولد‭ ‬الفتور‭ ‬والسلبية‭ ‬واللامبالاة،‭ ‬وعدم‭ ‬تحمُّل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬فعندما‭ ‬يَضعُف‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطنى‭   ‬يتحول‭ ‬المواطن‭ ‬إلى‭ ‬فريسة‭ ‬سهلة‭ ‬لكل‭ ‬أنواع‭ ‬التعصب‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭ ‬ومصالح‭ ‬الأمة‭ ‬والوطن‭. ‬


إن‭ ‬ظاهرة‭ ‬ضَعف‭ ‬الانتماء‭ ‬والولاء‭ ‬لدى‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الخطورة‭ ‬والأهمية‭ ‬بمكان،‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬السلبية‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والمنظومة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والأمن‭ ‬القومي،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التكاتف‭ ‬والتعاون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬معالجة‭ ‬هذا‭ ‬الضَّعف؛‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يودى‭   ‬بثروة‭ ‬الوطن‭ ‬إلى‭ ‬الهاوية،‭ ‬ألا‭ ‬وهم‭ ‬النشء‭ ‬والشباب‭. ‬


عندما‭ ‬يشعر‭ ‬المواطن‭ ‬بالاعتزاز‭ ‬بالانتماء‭ ‬إليه،‭ ‬وإحساسًا‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬تجاه‭ ‬قضاياه‭ ‬الوطنية،‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالحه‭ ‬وأمنه‭ ‬القومي،‭ ‬والاستعداد‭ ‬للتضحية‭ ‬فى‭   ‬سبيله،‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الذى‭   ‬منحه‭ ‬جنسيته‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬تعبٍ‭ ‬أو‭ ‬مشقة،‭ ‬فالجنسية‭ ‬ليست‭ ‬وثيقة‭ ‬إدارية‭ ‬قانونية،‭ ‬إنما‭ ‬هى‭   ‬انتماء‭ ‬وولاء‭ ‬للوطن،‭ ‬والجنسية‭ ‬تعنى‭   ‬الانتماء‭ ‬لشعبٍ‭ ‬والولاء‭ ‬لوطنٍ،‭ ‬فلأى‭   ‬شعب‭ ‬ينتمى‭   ‬مزدوجو‭ ‬الجنسية؟‭ ‬ولأى‭   ‬وطن‭ ‬يوالون‭ ‬وينتمون‭ ‬مع‭ ‬جمعهم‭ ‬بين‭ ‬الجنسيات؟‭ ‬


‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬تناقُض‭ ‬واضح،‭ ‬وطن‭ ‬منح‭ ‬الجنسية‭ ‬لمواطنه‭ ‬دون‭ ‬طلب،‭ ‬ومعه‭ ‬كل‭ ‬الحقوق‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ومواطن‭ ‬سعى‭ ‬لطلب‭ ‬جنسية‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬أخرى؛‭ ‬حتى‭ ‬يحصل‭ ‬بموجبها‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬وواجبات‭ ‬والتزامات‭ ‬فى‭   ‬تلك‭ ‬الدولة‭. ‬


إن‭ ‬ازدواج‭ ‬الجنسية‭ ‬يتنافى‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬الانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬وما‭ ‬يقتضيه‭ ‬من‭ ‬حبٍّ‭ ‬ومودة،‭ ‬وأُخوَّة‭ ‬وتعاوُن‭ ‬فى‭   ‬سبيل‭ ‬إحقاق‭ ‬الحق‭ ‬وحماية‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭. ‬


إن‭ ‬استطعنا‭ ‬حل‭ ‬أزمة‭ ‬ضَعف‭ ‬الانتماء،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التفكير‭ ‬فى‭   ‬حل‭ ‬حاسم‭ ‬لخائن‭ ‬الوطن‭ ‬والخيانة‭ ‬للوطن‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬البشعة‭ ‬التى‭   ‬لا‭ ‬تُقرها‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والتى‭   ‬يترك‭ ‬فيها‭ ‬لولى‭   ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬يعاقب‭ ‬من‭ ‬يرتكبها‭ ‬بالعقوبة‭ ‬الزاجرة‭ ‬التى‭   ‬تردع‭ ‬صاحبها،‭ ‬وتمنع‭ ‬شرَّه‭ ‬عن‭ ‬جماعة‭ ‬المسلمين،‭ ‬وتكفى‭   ‬لزجر‭ ‬غيره‭. ‬


الانتماء‭ ‬الصادق‭ ‬للوطن‭ ‬من‭ ‬الفطرة‭ ‬ومن‭ ‬الدين،‭ ‬ومن‭ ‬ضَعف‭ ‬انتماؤه،‭ ‬اختلَّت‭ ‬فِطرته،‭ ‬وضَعف‭ ‬دينه؛‭ ‬فالناس‭ ‬مجبولون‭ ‬على‭ ‬حب‭ ‬أوطانهم،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬ضرورة‭ ‬التوعية‭ ‬من‭ ‬الدعاة‭ ‬وولاة‭ ‬الأمر‭. ‬


إنه‭ ‬مهما‭ ‬اختلفنا‭ ‬مع‭ ‬الحاكم‭ ‬أو‭ ‬الحكومات،‭ ‬فلا‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الرد‭ ‬والمقابل،‭ ‬وإنه‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬شعرنا‭ ‬بالظلم‭ ‬من‭ ‬أوطاننا،‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬عُرف‭ ‬أو‭ ‬دين،‭ ‬أو‭ ‬عقيدة،‭ ‬أو‭ ‬فكر،‭ ‬يُبرر‭ ‬الخيانة‭ ‬للوطن،‭ ‬وبهذا‭ ‬نتجنَّب‭ ‬ضَعف‭ ‬الانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬والدخول‭ ‬فى‭   ‬متاهات‭ ‬الخيانة‭ ‬التى‭   ‬تلحق‭ ‬بنا‭ ‬وبأوطاننا‭ ‬الضرر‭ ‬والألم،‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬فى‭   ‬الانتماء‭. ‬


إن‭ ‬الشعور‭ ‬بالانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬يساعد‭ ‬فى‭   ‬تدعيم‭ ‬قاعدة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭. ‬


الاستقرار‭ ‬الإيجابى‭   ‬هو‭ ‬الاستقرار‭ ‬المبنى‭   ‬على‭ ‬شعور‭ ‬عميق‭ ‬بالرضا‭ ‬والأمن‭ ‬والعدالة،‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص،‭ ‬والاستقرار‭ ‬السلبى‭   ‬هو‭ ‬الاستقرار‭ ‬المبنى‭   ‬على‭ ‬الخوف‭ ‬والرعب‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬غاشمة،‭ ‬أو‭ ‬الخوف‭ ‬والرعب‭ ‬من‭ ‬فتنة‭ ‬عمياء‭ ‬تأكل‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس‭. ‬


ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يُوصَف‭ ‬الاستقرار‭ ‬الوطنى‭   ‬بأنه‭ ‬الحالة‭ ‬التى‭   ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬البلد‭ ‬مستقرًّا‭ ‬اقتصاديًّا،‭ ‬وسياسيًّا،‭ ‬وبيئيًّا‭ ‬واجتماعيًّا،‭ ‬فإذا‭ ‬تحقق‭ ‬الإسلام‭ ‬والإيمان‭ ‬توفرت‭ ‬أسباب‭ ‬الأمن،‭ ‬لكن‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬شُذَّاذ‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬الإسلام‭ ‬والإيمان‭ ‬من‭ ‬قلوبهم،‭ ‬فتحصل‭ ‬منهم‭ ‬نزوات‭ ‬تُخل‭ ‬بالأمن،‭ ‬وهنا‭ ‬وضع‭ ‬الله‭ - ‬سبحانه‭ - ‬زواجر‭ ‬وروادع‭ ‬لهؤلاء،‭ ‬تَكُف‭ ‬عدوانهم،‭ ‬وتصون‭ ‬الأمن‭ ‬من‭ ‬عبَثهم،‭ ‬فلا‭ ‬خلاف‭ ‬فى‭   ‬أن‭ ‬تعزيز‭ ‬قِيَم‭ ‬الانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬بالضوابط‭ ‬الشرعية‭ ‬للعقيدة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬تعود‭ ‬علينا‭ ‬بالأمن‭ ‬على‭ ‬الوطن‭. 


إن‭ ‬الأمن‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساس‭ ‬التى‭   ‬يستمد‭ ‬منها‭ ‬المجتمع‭ ‬استقراره‭ ‬وتقدُّمه‭ ‬وحضارته‭ ‬وازدهاره،‭ ‬وكما‭ ‬أن‭ ‬الانتماء‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭ ‬صمام‭ ‬أمان‭ ‬لحماية‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬الفتن‭ ‬والأهواء‭ ‬والأفكار‭ ‬المنحرفة‭ ‬والضالة‭ ‬التى‭   ‬تعود‭ ‬بالدمار‭ ‬على‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬فإن‭ ‬الاستقرار‭ ‬مرتبط‭ ‬ارتباطًا‭ ‬كاملاً‭ ‬بالأمن؛‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬استقرار‭ ‬بدون‭ ‬أمن،‭ ‬


‭ ‬فاستقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬الفرد،‭ ‬واستقرار‭ ‬الدولة‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرار‭ ‬مجتمعاتها،‭ ‬وأدنى‭ ‬مستوى‭ ‬للاستقرار‭ ‬هو‭ ‬استقرار‭ ‬الفرد‭ ‬ذاته‭. ‬الانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬الأخلاق‭ ‬المتكاملة،‭ ‬التى‭   ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتشربها‭ ‬الطفل‭ ‬منذ‭ ‬صغره،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يحرص‭ ‬عليها‭ ‬الآباء‭ ‬حرصهم‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬المكارم‭ ‬والأخلاق‭. ‬


ومن‭ ‬هنا‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬البيت‭ ‬والمدرسة‭ ‬ان‭ ‬تنمى‭ ‬عند‭ ‬الطفل‭ ‬قيمة‭ ‬الانتماء‭ ‬بأسلوب‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مراعاة‭ ‬عدة‭ ‬أمور‭ : ‬


1-‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬سن‭ ‬محدد‭ ‬لترسيخ‭ ‬الانتماء‭ ‬فى‭   ‬عقل‭ ‬واحساس‭ ‬حديث‭ ‬السن‭ , ‬فالطفل‭ ‬الصغير‭ ‬يمكنه‭ ‬تعلم‭ ‬تلك‭ ‬القيمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعلقه‭ ‬بأمه‭ ‬وبيته‭ ‬والعابه‭ . ‬


2-‭ ‬وفى‭   ‬بداية‭ ‬عمر‭ ‬الطفل‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعى‭   ‬الطفل‭ ‬معنى‭ ‬الوطن‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬مشاعر‭ ‬الانتماء‭ ‬لديه‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬أضيق‭ ‬وأكثر‭ ‬وضوحا‭ ‬فى‭ ‬البيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬به‭ ‬مثل‭ ‬العائلة‭ ‬والجيران‭ ‬والأصدقاء‭ ‬والشارع‭ ‬والمدرسة‭. ‬


3-‭ ‬التأكد‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬الأجنبى‭   ‬لا‭ ‬يفقد‭ ‬الشخص‭ ‬انتماءه‭ ‬الى‭ ‬ثقافة‭ ‬وطنه‭ ‬بل‭ ‬بالعكس‭ ‬تنمى‭ ‬شخصيته‭ ‬وتثقلها‭ ‬وبالتالى‭   ‬يعى‭   ‬قيمة‭ ‬بلده‭ ‬ويرتبط‭ ‬بها‭ ‬ويعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النهوض‭ ‬بها‭ . ‬


4-‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬الحوار‭ ‬المتواصل‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الايجابية‭ ‬دائما‭ ‬مع‭ ‬الاستماع‭ ‬اليهم‭ ‬بانتباه‭ ‬ومناقشتهم‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬وعدم‭ ‬التسليم‭ ‬بأن‭ ‬السلبيات‭ ‬أمر‭ ‬واقع‭ ‬وانما‭ ‬أمور‭ ‬يمكن‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬معالجتها‭ . ‬


5-‭ ‬إلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الايجابيات‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬مجال‭ ‬أو‭ ‬سلوك‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬فالسلبيات‭ ‬يلقى‭ ‬عليها‭ ‬الضوء‭ ‬دائما‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭. ‬


6-‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬المبالغة‭ ‬فى‭ ‬انتقاد‭ ‬المجتمع‭ ‬باستمرار‭. ‬


7-‭ ‬تقديم‭ ‬القدوة‭ ‬الجيدة‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السلوكيات‭ ‬الايجابية‭ ‬التى‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬الشعور‭ ‬بالمسئولية‭ ‬تجاه‭ ‬البيت‭ ‬أو‭ ‬الشارع‭ ‬أو‭ ‬العائلة‭ . ‬


8-‭ ‬عدم‭ ‬التخلى‭   ‬عن‭ ‬المسئولية‭ ‬تجاه‭ ‬المجتمع‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬ايجاد‭ ‬دور‭ ‬ايجابى‭ ‬فيه‭. ‬


9-‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الفرصة‭ ‬السانحة‭ ‬والسماح‭ ‬لأطفالنا‭ ‬بالمشاركة‭ ‬فى‭   ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬وبناءه‭. ‬


10-‭ ‬التخلى‭   ‬عن‭ ‬الانهزامية‭ ‬واللامبالاة‭ ‬والتحلى‭   ‬بالروح‭ ‬الايجابية‭ ‬والفعالة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬الوطن‭ ‬أو‭ ‬أى‭ ‬نطاق‭ ‬أضيق‭ ‬مهما‭ ‬بدى‭ ‬بسيطا‭ ‬


ومن‭ ‬هنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتشارك‭ ‬الجميع‭ ‬الرؤية‭ ‬والأهداف‭ ‬والوسائل‭ ‬والطرق،‭ ‬حتى‭ ‬يتزايد‭ ‬الانتماء،‭ ‬وهذا‭ ‬يتحقق‭ ‬بالمشاركة‭ ‬والوضوح‭ ‬والمصداقية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬فلذلك‭ ‬وجب‭ ‬على‭ ‬الشباب‭ ‬أن‭ ‬يعملوا‭ ‬ما‭ ‬بوسعهم‭ ‬لكى‭   ‬يكون‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬والانتماء‭ ‬له‭ ‬شيئًا‭ ‬ملموسًا‭ ‬فى‭   ‬سلوكهم،‭ ‬وهذا‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬عدم‭ ‬إلقاء‭ ‬القاذورات‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الوطن،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الوطن‭ ‬وتنميته،‭ ‬والقيام‭ ‬بأعباء‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمنه،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الانضباط‭ ‬فى‭   ‬الشارع،‭ ‬وهكذا‭. ‬


أن‭ ‬الدين‭ ‬لا‭ ‬ينفك‭ ‬عن‭ ‬الأخلاق‭ ‬بحال‭ ‬من‭ ‬الأحوال،‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬الانتماء‭ ‬للوطن‭, ‬والوسائل‭ ‬فى‭   ‬ذلك‭ ‬كثيرة،‭ ‬منها‭ ‬ربط‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬بالدين‭ ‬والتدين،‭ ‬وأنه‭ ‬من‭ ‬الإيمان‭, ‬وضرب‭ ‬الأمثلة‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬النبى‭   ‬والصحابة‭ ‬والصالحين‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬فى‭   ‬حبهم‭ ‬لأوطانهم‭, ‬وضبط‭ ‬مساحة‭ ‬الوطن‭ ‬فى‭   ‬حياة‭ ‬الطفل،‭ ‬وأنه‭ ‬جزء‭ ‬منه‭, ‬والتعبير‭ ‬الدائم‭ ‬عن‭ ‬الفخر‭ ‬بالانتماء‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭, 


وتوضيح‭ ‬أسباب‭ ‬منطقية‭ ‬يستوعبها‭ ‬عقل‭ ‬الطفل‭ ‬لهذا‭ ‬الانتماء،‭ ‬مثلًا‭ ‬توضيح‭ ‬تاريخ‭ ‬الوطن،‭ ‬وكفاح‭ ‬أبنائه،‭ ‬وما‭ ‬يتميز‭ ‬به‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬خيرات‭ ‬ومآثر‭ ‬ونعم‭ ‬ومزايا‭, ‬وزيارة‭ ‬المعالم‭ ‬التاريخية‭ ‬والمتاحف‭ ‬الوطنية‭, ‬والقراءة‭ ‬فى‭   ‬سير‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الناجحين‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬وأدباء‭ ‬ومفكرين‭, ‬وتعريف‭ ‬الطفل‭ ‬ما‭ ‬يتهدد‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬ودورنا‭ ‬فى‭   ‬حمايته،‭ ‬وأنه‭ ‬مسئول‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬حسب‭ ‬عمره‭ ‬ومكانه‭. ‬


الانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬الأخلاق‭ ‬المتكاملة،‭ ‬التى‭   ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتشربها‭ ‬الطفل‭ ‬منذ‭ ‬صغره،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يحرص‭ ‬عليها‭ ‬الآباء‭ ‬حرصهم‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬المكارم‭ ‬والأخلاق‭.

google-playkhamsatmostaqltradent