recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب (الجزء الأول)

 ماذا تعرف عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب (الجزء الأول)




إعداد/ محمـــد الدكـــرورى


إن رسالة الاسلام الذى نزل بها القرآن الكريم وجاهد بها خاتم المرسلين كانت نقطة مضيئة وسط ظلام الجاهلية وظلام العصور الوسطى، ومالبث الظلام أن طغى شيئا فشيئا بمجرد موت النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فبدأ الاسلام ينحسر من واقع الصحابة الكرام بالفتوحات والفتنة الكبرى، وتحول الى مجرد وسيلة للإستغلال السياسى، وهو حتى الآن يتحمل وزر المتاجرين به من الأمويين والعباسيين والفاطميين والعثمانيين الى الوهابيين وغيرهم، وقد غاب الاسلام الحقيقى عن واقع المسلمين وتوارى داخل القرآن الكريم المحفوظ من لدن الرحمن الرحيم، ليكون حجة على الناس الى يوم القيامة، وإن هذه العدالة الاجتماعية التي تمتع بها الإسلام ودعا إليها وفرضها منذ اليوم الأول والتي كانت أحد أركان ودعائم الدولة الإسلامية الناشئة بالمدينة المنورة في ظل حقول من الألغام المحيطة بالمدينة وكثرة الأخطار التي تتهددها.

وإلا فكيف بمجموعة من الرجال صغيرة العدد فرت من مكة في جنح الظلام معظمهم من الفقراء وبعضهم من العبيد أن تنشئ دولة عظيمة في عشر سنوات من الزمان ثم تقارع كلا الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية, ثم تواجه خطر تمرد القبائل العربية وحروب الردة بعد وفاة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم, ولقد كان لابد من صمام أمان لهذه الأمة حتى يشتد عودها وقد كانت العدالة الاجتماعية جزء من هذا الصمام، ومعنا فى هذا المقال عبيد الله بن عمر بن الخطاب ابن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وكانت أمه هى السيده أم كلثوم بنت جرول بن مالك بن المسيّب بن ربيعة بن أصرم بن ضُبيس بن حرام بن حُبشية من خزاعه، وقد تزوجها عمر بن الخطاب في الجاهلية وولدت له زيد، وعبيد الله، ثم طلقها بعد صلح الحديبية بعد نزول الآية الكريمه فى الكتاب العزيز فى سورة الممتحنة ( ولا تمسكوا بعصم الكوافر)

وعندما طلها عمر بن الخطاب فقد تزوجها أبو جهم بن حذيفة وهو من قومها وكان مثلها مشركا، وإن الاسلام دين العدل والقسط والسلام والاحسان ورسوله أرسله رب العزة رحمة للعالمين وليس لغزو واحتلال وظلم المساكين، وإن الله عز وجل، لا يحب الظالمين ولا يريد ظلما للعباد، وعبيد الله بن عمر بن الخطاب كان أخوه هو حارثة بن وهب الصحابي المشهور لأمه السيده أم كلثوم بنت جرول الخزاعيه، وحارثة بن وهب بن الحارث الخزاعي، كانت أمه هى السيده أم كلثوم بنت جرول بن مالك الخزاعية، وكانت تحت عمر بن الخطاب، فولدت له عبيد الله بن عمر، وقد أسلم حارثة وصحب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، وروى عن حفصة بنت عمر وغيرها، وقد روى عنه أبو إسحاق السبيعي، ومعبد بن خالد الجهني، ويُعد حارثة في الكوفيين، وروى أبو إسحاق عن حارثة بن وهب أنه قال صليت مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بمنى.

والناس أكثر ما كانوا، فصلى بنا ركعتين في حجة الوداع، وروى عنه معبد بن خالد حديثا مرفوعا‏ أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أهل الجنة كل ضعيف مستضعف لو أقسم على الله لأبره، وأهل النار كل عتل جواظ متكبر" وإن لحارثة في الصحيحين أربعة أحاديث، وأما عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب، فهو يعتبر من شجعان قريش وأبطالها، وهو القائل، أنا عبيد الله سماني عمر خير قريش من مضى ومن غبر حاشا نبي الله والشيخ الأغر، وكان أبوه، هو أمير المؤمنين والخليفه الثانى للمسلمين عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، العدوي القرشي، وهو أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي، الملقب بالفاروق، وهو ثاني الخلفاء الراشدين.

ومن كبار أصحاب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرا ونفوذا، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم، وقد تولى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق في الثالث والعشرين من شهر أغسطس، الموافق للثاني والعشرين من شهر جمادى الآخرة فى السنة الثالثة عشر من الهجرة النبويه الشريفة، وكان ابن الخطاب قاضيا خبيرا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق، وهو لتفريقه بين الحق والباطل، وكان الفاروق عمر، هو مؤسس التقويم الهجري، وفي عهده بلغ الإسلام مبلغا عظيما، وتوسع نطاق الدولة الإسلامية حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان، وهو الذي أدخل القدس تحت حكم المسلمين.

وكان ذلك لأول مرة وهي ثالث أقدس المدن في الإسلام، وبهذا استوعبت الدولة الإسلامية كامل أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية وحوالي ثلثي أراضي الامبراطورية البيزنطية، وقد تجلت عبقرية عمر بن الخطاب العسكرية في حملاته المنظمة المتعددة التي وجهها لإخضاع الفرس الذين فاقوا المسلمين قوة، فتمكن من فتح كامل إمبراطوريتهم خلال أقل من سنتين، كما تجلت قدرته وحنكته السياسية والإدارية عبر حفاظه على تماسك ووحدة دولة كان حجمها يتنامى يوما بعد يوم ويزداد عدد سكانها وتتنوع أعراقها، وقد روى زيد بن أَسلم، عن أَبيه، أَن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ضرب ابنه عبيد الله بالدّرة، وقال "أَتكتنى بأبي عيسى؟ وهل كان له من أَب؟ وقد ولد عبيد الله بن عمر بن الخطاب، في عهد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت أنه غزا في خلافة أبيه، وعن زيد بن أْسلم، عن أبيه، قال.

خرج عبد الله وعبيد الله ابنا عمر في جيش إلى العراق، فلما قفلا مرّا على أبي موسى الأشعري وهو أمير البصرة، فرحب بهما وسهّل، وقال لهما لو أَقدر لكما على أَمر أنفعكما به لفعلت، ثم قال بلى، ها هنا مال من مال الله، أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين وأسلفكما، فتبتاعان به من متاعِ العراق ثم تبيعانه بالمدينة فتؤدّيان رأْس المال إلى أمير المؤمنين، ويكون لكما الربح، ففعلا، وكتب إلى عمر بن الخطاب أن يأخذ منهما المال، فلما قدما على عمر قال أكلّ الجيش أسلفكما، فقالا لا، فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه، أدّيا المال وربحه، فأما عبد الله فسكت، وأما عُبيد الله فقال، ما ينبغي لكَ يا أمير المؤمنين لو هلك المال أو نقص لضمناه، فقال عمر أدّيا المال، فسكت عبد الله وراجعه عبيد الله، فقال رجل من جلساء عمر، يا أمير المؤمنين، لو جعلته قراضا، فقال عمر، قد جعلته قراضا، فأخذ رأس المال ونصف ربحه، وأخذا عبد الله وعبيد الله نصف ربحه.




google-playkhamsatmostaqltradent