recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب (الجزء الثانى)

 ماذا تعرف عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب (الجزء الثانى)




إعداد/ محمـــد الدكـــرورى


ونكمل الجزء الثانى مع عبيد الله بن عمر بن الخطاب، وقد توقفنا عندما قال رجل من جلساء عمر، يا أمير المؤمنين، لو جعلته قراضا، فقال عمر، قد جعلته قراضا، فأخذ رأس المال ونصف ربحه، وأخذا عبد الله وعبيد الله نصف ربحه، وعن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال، جاءت امرأة عبيد الله بن عمر إلى عمر فقالت له يا أمير المؤمنين، اعذرني من أبي عيسى، فقال عمر رضى الله عنه، ومَن أبو عيسى؟ قالت ابنك عبيد الله، قال عمر يا أسلم، اذهب فادعُه ولا تخبره فذكر القصة، وهذا كله يدل على أنه كان في زمن أبيه رجلا، فيكون بذلك أنه وُلد في العهد النبوي، وفي صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب قد فارق أمه لما نزلت الآيه (ولا تمسكوا بعصم الكوافر ) وكان نزولها في الحديبية في أواخر سنة سبعه من الهجره، وقد أنجب عبيد الله بن عمر بن الخطاب، أولاده أبا بكر وعثمان ومحمد وعمر وأم عثمان وكانت أمّهم هى السيدة.

أسماء بنت عطارد بن حاجب بن زُرارة بن عُدس بن زيد بن عبد الله بن دارم من بني تميم، وأيضا قد أنجب الحُر بن عبيد الله، وكانت أمه هى أم ولد، وقد أنجب أيضا أم عبس بنت عبيد الله، وكانت أمها هى السيده تَهلل بنت يزيد بن عمرو بن عُدس بن معاوية بن عُبادة بن البكاء، وقد أنجب أيضا حفصةَ بنت عبيد الله وكانت أمها هى السيده أسماء بنت زيد بن الخطاب بن نُفيل وهو أخو عمر بن الخطاب، وأيضا أنجب أم سلمة بنت عبيد الله وأمها تَهلل بنت يزيد ويقال بل أمها أسماء بنت عطارد بن حاجب، وقد أنجب أيضا أم حكيم بنت عبيد الله وكانت أمها أم ولد، وأيضا كان هناك ابنة لعُبيد الله قد تزوجها المختار بن أبي عُبيد فَولدت له رجلين وكانت أمها هى أم ولد، وأما عن قصة التمر ما لم يسكر فقال عمربن الخطاب رضى الله عنه، إني وجدت من عبيد الله رِيح شراب، فإني سائل عنه، فإن كان يسكر جلدته.

وقيل أن عمر خرج عليهم، فقال هذا، لكن لم يقل عبيد الله، ولقد كان عبيد الله بن عمر بن الخطاب من أنجاد قريش وفرسانهم، وعن سعيد بن المسيّب أن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق حين قُتل عمر بن الخطاب، قال مررت على أبي لؤلؤة وجفينه والهرمزان، وهم يتناجون بالبقيع، فلما بَغتهم ثاروا فسقط منهم خنجر له رأسان ونصابه وسطه، قال، فنظروا إلى الخنجر الذي قُتل به عمر فوجدوه الخنجر الذي نعت عبدُ الرحمن بن أبي بكر، فانطلق عُبيد الله بن عمر حين سمع ذلك من عبد الرحمن ومعه السيف حتى دعا الهرمزان، فقال، انطلق معي إلى فَرس لي مغل تنظر إليه، فخرج معه فاستأخر عنه عُبيد الله، حتى إذَا مضى بين يديه علاَه بالسيف، وقال عُبيد الله فلما وجد حس السيف قال أشهد أن لا إله إلا الله، قال عُبيد، ودعوت جفينة وكان نصرانيا من نصارى الحيرة وكان ظئرا لسعد بن أبي وقاص، وكان يعلم الكتاب بالمدينة.

وقال عبيد الله فضربته بالسيف فلما وجد حس السيف صلب بين عينيه، وانطلق عبيد الله فقتل ابنة أبي لؤلؤة، وكانت تدّعي الإسلام، وأراد عبيد الله ألا يترك سبيا بالمدينة يومئذ إلا قتله، فاجتمع المهاجرون الأوّلون فأعظموا ما صنع عبيد الله من قتل هؤلاء واشتدوا عليه وزجروه عن السّبي فقال، والله لأقتلنهم وغيرهم، ويعرض ببعض المهاجرين، فلم يزل عمرو ابن العاص يرفق به حتى دفع إليه سيفه فأتاه سعد فأخذ كل واحد منهما برأس صاحبه يتناصيان حتى حجز بينهما الناس، فأقبل عثمان وذلك في الثلاثة الأيام الشورى قبل أن يبايع له حتى أخذ برأس عبيد الله بن عمر وأخذ عبيد الله برأسه، ثم حُجز بينهما، وأظلمت الأرض يومئذ على الناس فعظم ذلك في صدور الناس وأشفقوا أن تكون عقوبة حين قتل عبيد الله جُفينة والهرمزان وابنة أبي لؤلؤة، وعن أبي وجزة، عن أبيه قال رأيت عبيد الله يومئذ وإنه ليناصي عثمان بن عفان وإن عثمان ليقول.

قتلك الله قتلت رجلا يصلي وصبيّة صغيرة وآخر من ذمّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما في الحق تركك، قال فعجبت لعثمان حين ولي كيف تركه، ولكن عرفت أن عمرو بن العاص كان دخل في ذلك فَلَفته عن رأيه، وعن عمران بن مناح، قال جعل سعد بن أبي وقّاص يُناصي عبيد الله بن عمر حين قَتل الهُرمزان وابنةَ أبي لؤلؤة، وجعل سعد يقول وهو يُناصية لا أسد إلا أنت تنهت واحدا وغالت أسود الأرض عنك الغوائل والشعر لكلاب ين علاط أخو الحجاج بن علاط، فقال عبيد الله تعلم أنى لحم ما لا تسيغه فكل من خشاش الأرض ما كنت آكلا فجاء عمرو بن العاص فلم يزل يكلم عبيد الله ويرفق به حتى أخذ سيفه منه وحُبس في السجن حتى أطلقه عثمان حين وَلي، وقد قيل ما كان عبيد الله يومئذ إلا كهيئة السبع الحَرب، وجعل يعترض العجم بالسيف حتى حُبس في السجن، فكنت أحسب أن عثمان إِن ولي سيقتله لما كنت أراه صنع به.

وكان هو وسعد أشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليه، وقد قال الإمام علي بن أبى طالب، لعبيد الله بن عمر، ما ذنب بنت أبي لؤلؤة حين قتلتها؟ وقد قيل أنه كان رأى الإمام على بن أبى طالب، حين استشاره عثمان بن عفان رضى اللهم عنهم، ورأى الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد اجتمعوا على قتل عبيد الله بن عمر، ولكن عمرو بن العاص قد كلم عثمان حتى تركه، فكان الإمام علي رضى الله عنه، يقول لو قدرت على عبيد الله بن عمر ولي سلطان لاقتصصت منه، وقد قيل لمّا استخلف عثمان بن عفان، دعا المهاجرين والأنصار فقال أشيروا عليّ في قتل هذا الذي فتق في الدّين ما فتق، فأجمع رأي المهاجرين والأنصار على كلمة واحدة يشجّعون عثمان بن عفان، على قتله، وقال كثير من الناس أبعد الله الهرمزان وجُفينة، يريدون يُتبعون عبيد الله أباه، فكثر ذلك القول فقال عمرو بن العاص.

يا أمير المؤمنين إن هذا الأمر قد كان قبل أن يكون لك سلطان على الناس فأعرض عنه، فتفرق الناس عن كلام عمرو بن العاص، وعن الحسن بن محمد بن علي، عن أبيه، قال‏ ‏قيل لعلي‏ّ بن أبى طالب، هذا عبيد الله بن عمر عليه جُبّة خز، وفي يده سواك، وهو يقول،‏ سيعلم غدا عليّ إذا التقينا، فقال الإمام علي‏ بن أبى طالب، دَعوه فإنما دَمه دَم عصفور‏، وعن نافع، قال‏‏ أصيب عبيد الله بن عمر يوم صفين، فاشترى معاوية سيفه، فبعث به إلى عبد الله بن عمر‏،‏ فقال جويرية،‏‏ فقلت لنافع‏ ‏هو سيف عمر بن الخطاب الذي كان له؟ قال‏ نعم قلت‏، فما كانت حِليته؟ قال، وجَدوا في نعله أربعين درهما‏، وقيل أنه لم يزل عبيد الله كذلك على قيد الحياة حتى قُتل عثمان بن عفان وتولى الإمام على بن أبى طالب الخلافة، وكان رأْيه أَن يقتل عبيد الله، فأَراد قتله فهرب منه إِلى معاوية بن أبى سفيان، وشهِد معه صفين وكان على الخيل، فقتل في بعض أَيام صفين وقد قتله ربيعة.




google-playkhamsatmostaqltradent