recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب (الجزء الثالث)

 ماذا تعرف عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب (الجزء الثالث)




إعداد/ محمـــد الدكـــرورى


ونكمل الجزء الثالث مع عبيد الله بن عمر بن الخطاب، وقد توقفنا عندما تولى الإمام على بن أبى طالب الخلافة، وكان رأْيه أَن يقتل عبيد الله بن عمر، وذلك لأنه قتل لؤلؤه بنت أبو لؤلؤه المجوسى، فأَراد قتله فهرب منه إِلى معاوية بن أبى سفيان، وشهِد معه صفين وكان على الخيل، فقتل في بعض أَيام صفين وقد قتله ربيعة، وكان هو ربيعة زياد بن خصفـة الربعي، فـأتت امرأَة عبيد الله بن عمر، وهى السيده بحرية ابنة هانئ الشيباني تطلب جثته، فقال زياد خذيها، فأَخذتها ودفنته، وكان طويلا، وقيل أنه لما حملته زوجته على بغل كان معترضا عليه، وقد وصلت يداه ورجلاه إِلى الأَرض، ولما قتل اشترى معاوية بن أبى سفيان سيفه، وهو سيف عمر بن الخطاب، فبعث به إِلى عبد الله بن عمر، وقيل أيضا بل قتله رجل من همدان، وقيل أيضا قتله عمار بن ياسر، وقيل أيضا قتله رجل من بني حنيفة، وحنيفة من ربيعة.

وكانت صفين في ربيع الأَول من سنة سبع وثلاثين من الهجره، وعن يسار بن عوف، قال لما قدم عبيد الله بن عمر الكوفة أتيته أنا وعبد الله بن بُديل، فقال له عبد الله بن بديل اتق الله يا عبيد الله، لا تهرق دمك في هذه الفتنة، فقال عبيد الله بن عمر، وأنت فاتقِ الله، فقال إنما أطلب بدم أخي، قُتل ظلما، فقال وأنا أطلب بدم الخليفة المظلوم، قال فلقد رأيتهما قتيلين بصفين ما بينهما إلا عرض الصف وعن محمد بن عبد الله بن عُبيد بن عُمير قال سمعت رجلا من أهل الشأم يحدّث في مجلس عمرو بن دينار فسألت عنه بعد فقيل هو يزيد بن يزيد بن جابر يقول، إن معاوية دعا عبيد الله بن عمر فقال له إن علي بن أبى طالب، كما ترى في بكر بن وائل قد حامت عليه فهل لك أن تسير في الشهباء؟ قال له نعم، فرجع عبيد الله إلى خبائه فلبس سلاحه ثم إنه فكر وخاف أن يُقتل مع معاوية على حاله فقال له مولى له فداك أبي، إن معاوية إنما يقدّمك للموت.

فإن كان لك الظفر فهو يلي، وإن قُتلت استراح منك ومِن ذكرك، فأطعني واعتلّ قال، ويحك، قد عرفت ما قلت، فقالت له امرأته بحريّة بنت هانئ، ما لي أراك مشمّرا؟ فقال لها أمرني أميري أن أسير في الشهباء، فقالت له هو والله مثل التابوت لم يحمله أحد قط إلا قُتل، أنت تُقتل وهذا هو الذي يريد معاوية، قال اسكتي والله لأكثرن القتل في قومك اليوم، فقالت لا يُقتل هذا، خدعك معاوية وغرّك من نفسك وثقل عليه مكانك، وقد أبرم هذا الأمر هو وعمرو بن العاص قَبل اليوم فيك، لو كنت مع عليّ أو جلست في بيتك كان خيرا لك، وقد فعل ذلك أخوك وهو خير منك، فقال لها اسكتي، وهو يتبسّم ضاحكا، لَتريِنّ الأسارى من قومك حول خبائك هذا، فقالت له والله لكأني راكبة دابّتي إلى قومي أطلب جسدك أواريه، إنك مخدوع، إنما تمارس قَوما غُلب الرقاب فيهم الحرون ينظرونه نظر القوم إلى الهِلال لو أمرهم بترك الطعام والشراب ما ذاقوه.

فقال لها أقصري من العذل فليس لك عندنا طاعة، فرجع عبيد الله إلى معاوية فضم إليه الشهباء، وهم اثنا عشر ألفا، وضم إليه ثمانية آلاف من أهل الشأم فيهم ذو الكلاع في حمير، فقصدوا يؤمّون الإمام علي بن أبى طالب، فلما رأتهم ربيعة جثوا على الرّكب وشرعوا الرّماح حتى إذا غشوهم ثاروا إليهم واقتتلوا أشدّ القتال ليس فيهم إلا الأسل والسيوف، وقُتل عبيدُ الله وقُتل ذو الكلاع، وكان الذي قَتل عبيد الله، هو زياد بن خصفةَ التيمي، وقال معاوية بن أبى سفيان لامرأة عبيد الله لو أتيت قومك فكلمتهم في جسد عبيد الله بن عمر فركبت إليهم ومعها من يجيرها فأتتهم فانتسبت فقالوا، قد عرفناك، مرحبا بك فما حاجتك؟ قالت، هذا الجسد الذي قتلتموه فأذَنوا لي في حمله، فوثب شباب من بكر بن وائل فوضعوه على بغل وشدّوه وأقبلت امرأته إلى عسكر معاوية فتلقاها معاوية بسرير فحمله عليه وحفر له وصلى عليه ودفنه ثم جعل يبكي ويقول.

قُتل ابن الفاروق في طاعة خليفتكم حيّا وميتّا فَترحّموا عليه وإن كان الله قد رحمه ووفقه للخير، وتقول بحريّة وهي تبكي عليه وبلغها ما يقول معاوية فقالت، أمّا أنت فقد عجّلت له يُتم ولدِه وذهاب نفسه ثم الخوف عليه لما بعد أعظم الأمر فبلغ معاوية كلامها فقال لعمرو بن العاص، ألا ترى ما تقول هذه المرأة؟ فأخبره فقال، والله لعجب لك، ما تريد أن يقول الناس شيئًا؟ فوالله لقد قالوا في خير منك ومنا فلا يقولون فيك؟ أيها الرجل إن لم تغض عمّا ترى كنت من نفسك في غمّ، فقال معاوية هذا والله رأيي الذي ورثت من أبي، وعن سعد أبي الحسن، مولى الحسن بن عليّ قال خرجت مع الحسن بن علي ليلة بصفين في خمسين رجلا من همدان يريد أن يأتي عليّ، وكان يومنا يوما قد عظم فيه الشرّ بين الفريقين، فمررنا برجل أعور من همدان يدعى مذكورا قد شدّ مقود فرسه برِجل رجل مقتول فوقف الحسن بن عليّ، على الرجل فسلم ثم قال، من أنت؟

فقال له رجل من همدان فقال له الحسن، ما تصنع ها هنا؟ فقال أضللتُ أصحابي في هذا المكان في أول الليل فأنا أنتظر رجعتهم، فقال له وما هذا القتيل؟ قال لا أدري غير أنه كان شديدا علينا يكشفنا كشفا شديدا وبين ذلك يقول أنا الطيّب بن الطيّب، وإذا ضرب قال أنا ابن الفاروق، فقتله الله بيدي، فنزل الحسن إليه فإذا عبيد الله بن عمر وإذا سلاحه بين يدي الرجل فأتى به علي، فنفله الإمام على، على سلبه وقوّمه أربعة آلاف، وعن أبي رزين قال كنت مع مولاي بصفين فرأيت الإمام عليّ، بعدما مضى ربع الليل يطوف على الناس يأمرهم وينهاهم فأصبحوا يوم الجمعة فالتقوا وتقاتلوا أشد القتال، والتقى عمار بن ياسر وعبيد الله بن عمر فقال عبيد الله أنا الطيّب بن الطيّب، فقال له عمار بن ياسر، أنت الخبيث بن الطيّب، فقتله عمار، ويقال قتله رجل من الحضارمة، وكان لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه، من الولد هم.

عبد الله ، وعبد الرحمن ، وحفصة وأمهم هى السيده زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ، وكان له أيضا زيد الأصغر ورقية وأمهما هى السيده أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان له أيضا زيد الأكبر وعبيد الله قتل يوم صفين مع معاوية وأمهما هى السيده أم كلثوم بنت جرول بن مالك بن المسيب بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو من خزاعة ، وكان الإسلام فرق بين عمر وبين أم كلثوم بنت جرول، وكان له أيضا عاصم وأمه هى السيده جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح واسمه قيس بن عصمة بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد من الأوس من الأنصار، وكان له أيضا عبد الرحمن الأوسط وهو أبو المجبر وأمه هى السيده لهية أم ولد، وكان له أيضا عبد الرحمن الأصغر وأمه هى أم ولد ، وكان له أيضا فاطمة وأمها هى السيده أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.




google-playkhamsatmostaqltradent