بالعامية الفُصحي “انا اتشاف اذا انا موجود"
بقلم-محمود حافظ
اي انسان ربنا خلقه..خلق فيه غريزه مهمه وهي انه يتشاف من الناس ويعجبهم، بس ازاي بقي ده يحصل؟!..
ازاي الانسان يتشاف ويكون له فانز او متابعين كتير ويكون مؤثر؟!..
الاجابه لو وصلتوا ليها هتلاقوا فيها مشكلة عصرنا دلوقتي.
عشان نشبع الغريزة دي كان لازم يكون فيه نوع من انواع التواصل اللي يضمن وجود عدد كبير من المشاهدين والمتابعين، وده في الحقيقه ماكانش موجود قبل ظهور الانترنت، بعد الانفتاح علي العالم وتنوع ادوات الاتصال وتحديدا فيس بوك وتويتر ويوتيوب، ثم انستجرام وتيك توك وواتس وتليجرام وغيرهم.
اصبح من السهل علي كل انسان انه يشبع الغريزة دي_غريزة حب الظهور..عن طريق البوستات والتغريدات والمشاهد المصورة، هنا بقي حصل دروب او مشكلة عاني منها المجتمع ومازال يعاني،انه في سبيل حب البعض للانتشار والظهور ومع زيادة المتابعين والفانز ليتخطوا حاجز الالاف ليصل الي المليون احيانا.
بقي الواحد من دول عنده مرض الشهرة.. وهنا تكمن المشكلة.. في ناس قدمت مواد جميله ومتحضره وجذابه، وناس فكرت في المواد الجذابه فقط.. جنس او عنف او اشاعات، المهم انهم يرضوا شهواتهم و مرضهم بالشهره،المهم يشبعوا شبق جني الاعجابات والتعليقات اللي لازمهم وتركوا من اجله حياتهم الطبيعية.
ساد الهرج والمرج في المجتمع.. الكل بقي عاوز يتشاف ويظهر.. الكل عاوز يكون مشهور وعنده متابعين كتير.. الكل بيتصور في اوضاع غريبه وينشر صور مالهاش اي مضمون، مجتمع فقد عقله حرفيا.. بقينا ماهرين جدا في نقل الاشاعات والمواد الهدامه للمجتمع، المهم نلم الكثير من الاعجابات والمتابعين.
وعشان بقي ده شغلنا الشاغل، نسينا اهم ميزه ربنا ميز بيها الانسان الا وهي انك عشان تكون متشاف ومشهور وتعجب الناس لازم تكون "مختلف".. ايوه اختلافك هيميزك جدا_بس بشرط ان اختلافك مايعارضش دينك او قيم مجتمعك، ماتطلعش تقول انا مثلي وانا ملحد وتكون كده مختلف، لا احب اقولك نصيحة مهمة.
مش عشان حب الظهور والتميز والاختلاف تعارض قانون ازلي بنيت عليه الحياه، الحياه خلقها الله معتدله ذوطبيعه خلابه ومخلوقات لا عدد لها وكواكب ومجرات والكل يسير وفق منظومة عالية وضعت بمنتهي الدقه لا وجود فيها للخطأ بنسبة 0% .
لم تتفاخر الشمس بكونها متفرده وامتنعت يوما عن تقديم عملها المقدس، وكذلك القمر لم يمن علي البشرية تميزه وانفراده، انت ايضا يجب ان تكون مميزا ومتفردا وتخدم مجتمعك لكن بشرط.. ان تقدم ماهو ذو فائدة، ان تقدم المواد التي تساعد غيرك علي الحياة، ان تحارب الاباحية بجميع اشكالها والوانها.
واقصد هنا الاباحية الفكرية والجنسية والسياسية، مش بس تحاربها بنشر علاج لها فقط ولكن بعدم نشر اي لينكات تحض علي مثل هذه الاحداث التي تساعد علي هدم المجتمع.. كفايه نقل ونسخ..كفايه عبث من اجل ارضاء غرور غريزة خلقها الله ليميزنا بها، واذا بنا نهدم انفسنا ومجتمعنا من اجلها.
