recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن أبان بن سعيد بن العاص (الجزء الثالث)

 ماذا تعرف عن أبان بن سعيد بن العاص (الجزء الثالث)






كتب-محمـــــد الدكــــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع الصحابى أبان ين سعيد بن العاص، وقد توقفنا عندما كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى مجوس هجر، يعرض عليهم الإسلام، فإن أبوا عرض عليهم الجزية بأن لا تنكح نساؤهم ولا تؤكل ذبائحهم، وكتب له صدقات الإبل والبقر والغنم على فرضها وسُنتها كتابا منشورا مختوما في أسفله، قال عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جَهم، قال خرج أبان بن سعيد بن العاص بلواء معقود أبيض وراية سوداء يحمل لواءه رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أشرف على البحرين تَلَقّته عبدُ القيس حتى قَدم على المنذر بن ساوى بالبحرين، قال استقبله المنذر بن ساوى على ليلة من منزله معه ثلاثمائة من قومه، فاعتنقا ورحّب به وسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأحفى المسألة فأخبره أبان بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، إياه، وأنه قد شفعه في قومه، وأقام أبان بن سعيد بالبحرين.
يأخذ صدقات المسلمين وجزية معاهديهم، وكتب إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يخبره بما اجتمع عنده من المال، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين فحمل ذلك المال، وعن عيسى بن طلحة، قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وارتدت العرب، ارتد أهل هجر عن الإسلام، فقال أبان بن سعيد لعبد القيس بلغوني مأمني، قالوا بل أقم فلنجاهد معك في سبيل الله فإن الله مُعز دينه ومُظهره على ما سواه، وعبد القيس لم ترجع عن الإسلام، قال بل بلغوني مأمني، فأشهد أمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس مثلي يغيب عنهم، فأحيا بحياتهم وأموت بموتهم، فقالوا لا تفعل أنت أعز الناسِ وهذا عليك وعلينا فيه مقالة، ويقول قائل، وفر من القتال، وعن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم، قال مشى إليه الجارود العبدي فقال، أنشدك الله أن تخرج من بين أظهرنا، فإن دارنا منيعة.
ونحن سامعون مطيعون، ولو كنت اليوم بالمدينة لَوجّهك أبو بكر إلينا لمحالفتك إيانا، فلا تفعل فإنك إن قدمت على أبي بكر لامك وفيّل رأيك وقال تخرج من عند قوم أهل سمع وطاعة ثم رجعك إلينا، قال إذن لا أرجع أبدا ولا أعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أبى عليه إلا كلمةً واحدة قال أبان، إن معي مالا قد اجتمع، قالوا احمله فحمل مائةَ ألف درهم وخرج معه بثلاثمائة من عبد القيس خفراء حتى قدم المدينة على أبي بكر الصديق، فلامه أبو بكر الصديق، وقال له، ألا ثبتّ مع قوم لم يرتدوا ولم يُبدّلوا؟ فقال أبان، هم على ذلك ما أرغبهم في الإسلام وأحسن نياتهم، ولكن لا أعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، قال، قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه، لأبان بن سعيد حين قدم المدينة ما كان حقك أن تقدم، وتترك عملك بغير إذن إمامك ثم على هذه الحال، ولكنك أمنته.
فقال أبان، إني والله ما كنت لأعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنت عاملا لأبي بكر الصديق في فضلِه وسابقته وقديم إسلامه، ولكن لا أعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شاور أبو بكر الصديق رضى الله عنه، أصحابه فيمن يبعث إلى البحرين فقال له عثمان بن عفان، ابعث رجلا قد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إليهم فَقَدم عليه بإسلامه وطاعتهم، وقد عرفوه وعرفهم، وعرف بلادهم، ويعني بذلك هو العلاء بن الحضرمي، فأبى ذلك عمر بن الخطاب، عليه وقال أكره أبان بن سعيد بن العاص فإنه رجل قد حالفهم، فأبى أبو بكر أن يكرهه وقال لا أفعل، لا أكره رجلا يقول، لا أعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجمع أبو بكر بِعثةَ العلاء بن الحضرمي إلى البحرين، وقال الزهرى، إن أبان بن سعيد بن العاصي أملى مصحف عثمان بن عفان، على زيد بن ثابت.
وكان ذلك بأمر عثمان بن عفان، ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبو بكر الصديق رضى الله عنه، أبان بن سعيد إلى اليمن، فكلمه فيروز في دم دادويه الذى قتله قَيس بن مكشوح، فقال أبان لقيس، أقتلت رجلا مسلما، فأنكر قيس أن يكون دادويه مسلما، وأنه إنما قتله، بأَبيه وعمّه، فخطب أبان فقال، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضع كل دم كان في الجاهلية، فمن أحدث في الإسلام حدثا أخذناه به، ثم قال أبان لقيس، الحَق بأمير المؤمنين عمر، وأنا أكتب لك أني قضيت بينكما، فكتب إلى عمر بذلك فأَمضاه، وقد اختلف في وقت وفاة أَبان بن سعيد، فقال ابن إسحاق، قُتل أَبان وعمرو ابنا سعيد بن العاص يوم اليرموك، ولم يتابع عليه ابن إسحاق، وكانت اليرموك يوم الاثنين لخمسٍ مضين من شهر رجب سنة خمسة عشرة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال موسى بن عقبة، قتل أَبان بن سعيد يوم إجنادِين.
وهو قول مصعب والزبير، وأَكثر أَهل العلم بالنسب وقد قيل، إنه قتل يوم مرج الصفر، وكانت وقعة إجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه قبل وفاة أبي بكر رضي الله عنه بدون شهر‏، وهكذا كانت الصحابة الكرام فعن أبي سعيد الخدري قال صلى الله عليه وآله وسلم "لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه" رواه البخارى ومسلم، وعن أبي بردة عن أبيه قال صلى الله عليه وسلم "النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون" رواه مسلم، وعن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم "بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى كنت من القرن الذي كنت منه" رواه البخارى، وقال صلى الله عليه وسلم "خير أمتي قرني" وقد حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة لنفر كثير من الصحابة فمنهم أهل بدر، فعن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم "إن الله تعالى اطلع على أهل بدر، فقال، اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم" رواه البخارى.





google-playkhamsatmostaqltradent