recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

القاعدة 99

 القاعدة 99




بقلم: عاطف محمد


هل نحن نستمتع بالنعم التى وهبها الله لنا ؟

هل نبحت عن ما ليس لدينا من نعم ؟


إذا كنا لا نعرف الله إلا في النعمة فأننا لا نعبده، إنما نعبد أنفسنا

واذا كنا نضيع بهجة نعم كثيرة من أجل نعمة ليست لدينا فقد اضعنا العمر هباء.


قد يكون الكلام غامضا بعض الشىء كأنه ومضة ضوء ظهرت واختفت،

فى هذه القصة سوف اشرح مااقصده...


فى أحد الأيام بدا أحد الأمراء حزينا مكتئبا

فسأله وزيره :

ما سبب حزنك واكتئابك أيها الأمير...

فاجاب دون تردد وكأنه ينتظر هذا السؤال فأفصح عن مكنون ذاته..

:أجد خادمى فى غاية السعادة فى كل حياته ، بينما أنا فى شدة الحزن والاكتئاب، مع 

إننى أملك كل شئ (السلطة والجاه والمال والنعم الكثيرة) وهو لا يملك إلا القليل، دائما 

أنا متكدر المزاج وهو سعيد والابتسامة لا تفارق وجهه

قال له الوزير: فلنجرب معه قاعدة ال99

:قاعدة ال 99!!!!وما هى تلك القاعدة؟

:سوف نضع صرة من الدنانير الذهبية على باب بيت الخادم ليلا ، ونكتب عليها 100

 دينار ( هدية ) ، ونضع فى الصرة 99 دينار فقط... فنظر له الأمير مستتفهما؟

 فاكمل الوزير

:ونرى ماذا سيفعل؟؟؟

وفى الليل وضع أحد اتباع الأمير، الصرة أمام بيت الخادم، وطرقه بقوة وانصرف سريعا...

فتح الخادم الباب مسرعا ولم يجد أى شخص بالباب ، وكاد أن يسب ويلعن لأن الطرق إيقظه من حلو نومه ، ولكن قدمه ارتطمت بصرة الدنانير فتعجب من هذه الصرة لكنه

أخذها، وقرأ ما عليها ففرح بشدة ودخل لأهل بيته سعيدا وايقظهم لمشاركته الفرحة ...

قام الخادم بعد الدنانير الذهبية فوجدها 99 فقط، بحث هنا وهناك ولم يجد الدينار الباقى،

ووصل الأمر أن أهل البيت كلهم خرجوا للبحث عن الدينار المفقود ، لعله هنا أو هناك

 وقضوا الليل بالكامل فى البحث عن الدينار المفقود حتى ظهر نور الصباح،

ولما فشل الجميع غضب الخادم بشدة وتعكر مزاجه ، وثار على اهل بيته وسب ولعن


وذهب الخادم إلى قصر الأمير دون أن ينل قسطا من النوم، فبدا عليه الهم والحزن

 والاكتئاب ، ظل طول اليوم على هذه الحاله من أجل ضياع الدينار المكمل المائة دينار ...

وهنا علم الأمير هذه القاعدة وماذا فعلت فى الخادم وكيف حولت حالته من سعادة وفرح

 إلى حزن واكتئاب.

نسى أن الله عز وجل قد منحه 99دينارا فلم يفرح بهم وحزن على الدينار المفقود.

وهكذا نحن ننسى أن الله عز وجل منحنا 99 نعمة كاملة رائعة ، ولكننا نعيش كل حياتنا

 نبحث عن نعمة ناقصة مفقودة ، نبحث عن شئ لم يقدره الله لنا ولم يكن ضمن ما كتب

 لنا، وقد تكون تلك النعمة قد منعت عنا لحكمة، قد لا نعلمها وقد تضرنا

ونعيش مكدرين مهمومين ، وننسى نعم الله علينا..... منها ما هو حولنا فى الكون 

الفسيح مما ليس له حدود ولا يعد ولا يحصى أما فى أنفسنا فقد منحنا السمع والبصر والعقل والإحساس


قد أنعم الله علينا بأشياء كثيرة ليس لها حدود و قد أنعم علينا بالسمع والبصر والأفئدة وأن من شكر الله علي نعمة. فقد فضله وجزاه الله أجراً عظيماً...


أعزائي استمتعوا بالنعم ال99 التى منحت لكم دون قيد أو شرط واسألوا الله من فضله

 العظيم واشكروه على نعمه....

فقد قال عز وجل

(لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)

فكثرة الشكر تزيد النعم وتكثرها، تعلموا تقديم الشكر لكل من حولكم على كل شئ...

وطريقنا إلى الله من طريق معروف وهو طريق الشكر، شكر النعم

ندعوه عز وجل

"اللهم أعنّي علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " وكان رسولنا الكريم صاحب الشفاعة

 والتكريم يشكر الله آناء الليل وأطراف النهار وكان يقول :" أفلا أكون عبداً شكورا !"

 ولكن علينا إلا نشكر بصورة عادية ولكن ليكون الرضا في الشكر هو القاعدة الأساسية

 له....


القاعدة 99


google-playkhamsatmostaqltradent