حضور ولا كل الحضور.. هاشم محمود
كتب - الروائي محمود شامي
أعدته للنشر- إنجي رفيق
لا شك أن الروائي هاشم محمود هو كاتب الوطن والثورة والنضال في وطنه إرتريا ولا يختلف اثنان على ذلك، وتجسد جل أعماله روايات كانت وقصص عن الثورة والنضال في تلك الرقعة الجغرافية، بدءا من روايتيه تقوربا وادال ووصولا إلي رائعته عطر البارود الرواية الساحرة التي فازت بجائزة أفضل رواية أفريقية عام 2019 بالقاهرة ورشحت أيضا إلي فيلم توثيقي عن الثورة الإرترية على هامش الاحتفاء بها في ديسمبر 2019، وكذلك إلي ترجمتها إلي اللغة الانجليزية، وتقوم حاليا دار ابن رشيق بالأردن إلي ترجمتها باللغة الإنجليزية، وستكون طبعتها الإنجليزية متوفرة في القريب العاجل في المكتبات ومعارض الكتب، ونقول تلكم هي بداية روايتنا رواية عطر البارود، وما زالت الرواية تعد بأمور كثيرة مجهولة، ومجموعتي هاشم القصصية شتاء اسمرا والانتحار على أنغام الموسيقى تعدان تجربتين ناجحتين وانتقال جميل من الكاتب إلي فن القصة، من كتابة الرواية إلي كتابة القصة القصيرة، وأجاد فعل ذلك إجادة تامة، واستطاع أن يفرض لونه وبصمته في مجال القصة بكل إبداع وألق وجمال.
وخرج هاشم عن لونه المحبب المفضل وعن كتابة الوطن والثورة قليلا ليكتب هذه المرة عن الرياضة أو أدب الرياضة، وجاءت سنفونيته الأخيرة بعزف الصعود والنجاح (وحياة ألبي وأفراحه) وذكرتنا بأغنية العندليب للصعود والنجاح، وتناول كتاب مسافر زاده الكرة رحلة الصعود إلي القمة وكانت رحلة عمل وسفر ترحال وعمل شاق بذله محمد صلاح اللاعب المصري العالمي الخالد، وصل محمد صلاح إلي ليفربول وإلي بلاد الملك تشرشل (قلب الأسد) الذي جاء ذات يوم إلي بلاد محمد صلاح بحثا عنه، وعاد بخيبة أمل، ومني بهزيمة من والده صلاح الدين الأيوبي، وجاء محمد ابن صلاح بعد قرن ونيف من تلك الواقعة ليغير خريطة العداء التقليدية إلي خريطة المحبة، وعقد محمد اليوم حلفا وصداقة مع أحفاد قلب الأسد، فأحبهم وأحبوه، وبعد أن كان اسمه منبوذا واسم والده مرعبا وبعد أن كان اسمهما مرتبطين بالإرهاب صار اليوم مرتبطا بالنصر والمحبة، وغير صلاح بفلسفة الكرة كل ذلك، وحمل ألوية النصر لمدينة ليفربول من عموم بريطانيا وأوروبا وصار محاربا يجيد مثل جده صلاح الدين كيف يخوض الحروب وكيف ينتصر دوما.
وحياة قلبي وأفراحه وهنا ومساء وصباحه، مالقيش فرحان في الدنيا قدي الفرحان بنجاحه ومنتصب القامة يمشي ملكا حضور مميز للكاتب هاشم محمود.
