recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

صلاح القلوب

 صلاح القلوب



بقلم - غادة يسرى


القلب هو القوة التى بداخله تتحرك مشاعرنا من الحب والهوى والتمنى وبه الكره وعند الغضب فهو ميزان الأنسان اذا تحكم فيه بكل الأحاسيس من فرح وحزن، وبداخله كلام يعحز اللسان عن وصفه ، لأن دولة الروح والجسد هو القلب و به سكينة النفس والأطمئنان، فأذا كسر أى جزء من أعضاء الجسم ممكن أصلاحة إلا كسر القلوب فجبر الخواطر يكون بجبر القلوب، وهناك القلب الفقير وهو الذى يبخل على من حوله بالكلمه الطيبة والمشاعر الرقيقه أو بأى مساعده ويحمل داخله الحسد والغل فهو قلب ضعيف يفتقد للعطاء والحب وبمرور الوقت تزبل مشاعره ، أما القلب الغنى ذات المشاعر القويه فهو مثل الزرع كلما سقى الحب و الود و العطاء لأسعاد من حوله كلما أذداد قوة وغنى، فى أحدى البلاد يوجد رجل فقير يعمل بسقى الماء معروف عنه الأخلاق والنظافة والكل كان يحبه حتى سمع عنه ملك البلاد فأمر الوزير بأحضاره للقصر، ثم أتى به للقصر فقال له الملك من اليوم سوف تعمل فى القصر وتسقى ضيوفى ففرح الرجل جدا ، فكان كل يوم يحضر ويسقى الحضور ثم يجلس بجوار الملك ليضحكه و يحكى له القصص الجميله حتى أحبه الملك، وعندما رأى الوزير حب الملك للساقى اشتعلت الغيره والغل فى قلبه وقرر أن يتخلص منه، فذهب للساقى عند خرجه من القصر بعد يوم العمل وقال له أن رائحة فمك كريهه وأن الملك يتأفف منها وأن يضع على فمه وشاح فحزن الساقى وقال سوف أتى غدا وعلى وجهى الوشاح وظل يعمل لأيام وعلى وجه الوشاح والملك متعجبا . لماذا يأتي الساقي متوشحا حتى جاء الوزير وقال للملك أن الساقى يضع هذا الوشاح على وجة لأنة يقول ان رائحه فمك يا مولاى كريهة فغضب الملك عليه ، ثم سأل الملك زوجته فيما قاله الوزير عن الساقى فقالت له يجب قطع رأس الساقي فقال نعم الرأى ثم أحضر السياف وقال له عندما ترى رجل يمسك فى يديه صحبه ورد أقطع رأسه، قال نعم يامولاى ، و حضر الساقى كالعادة يسقى الملك والضيوف وعند أنتهاء العمل أعطاه الملك صحبة الورد ففرح بها جدا ، وقبل خروجه من القصر أوقفه الوزير وقال له ماهذا قال له بأن الملك أعطه الورد هديه قال أنا احق بها منك وأخذها منه، وخرج الساقى بأمان لبيته، ثم رأى السياف الوزير يمسك الورد بيدية فقطع رأسه، وفى اليوم الثانى حضر الساقى لعمله وشاهده الملك فتعجب وقال له ماذا عملت بصحبة الورد قال أخذها منى الوزير وقال هو احق منى بها، فقال له ما حكاية الوشاح، فحكى له ما قاله الوزير له بشأن الوشاح وانه وضعه خوفا من أن يتأذى الملك من رائحة فمه، ففهم الملك خدعة الوزير وما يحمل قلبه من شر و حسد وغل، وقال الملك حقا هو أحق منك بالعقوبه، فصلاح القلوب هو صلاح للروح والجسد، وكما اخبرنا النبى صلى الله عليه وسلم ( ألا فى الجسد مضغه اذا صلحت صلح الجسدكله واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب )، فصاحب القلب النقى التقى هو ذات الفطره السليمة التى يرضى عنها الله ورسوله، و ما أجمل أن يمتزج القلب مع العقل ويكونوا على وفاق دائم فتكون الشخصية أقرب للأعتدال فى كل أمور الحياه....

وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب....



google-playkhamsatmostaqltradent