(ارتواء)
بقلم-الشاعرة جهاد نوار
قفز مسرعا، و التقطها بين يديه كطفلة، ظل يحملق فيها بشدة، و نظراته اللهفى تمسح عنها شبورة الجليد.
كأنها غابت عنه سنوات،و الآن فقط عادت
إليه،فتشبث بها و كلتا يديه تعتصرانها بقوة
فى حنان ملحوظ، كى لا تُفلت منه.
فهى فقط من لها القدرة على رواء ظمأه
بعد عناء، و لن يفلتها أبدا،ليظفر بها باقى الفريق.
هى معشوقته الأبدية،و رفيقة رحلته، و ها هى فرصته الآن، ظل ينظر لها بشغف.
و عيناه تلمع ببريق الفوز،اعتدل قليلا
حتى هدأت ثورته، و استعاد قوته، أمام جمالها المشوب بلون الغروب.
الناطق سحرا من لذة اللقاء،فأسرع يسحب عنها غطائها،و يدير بأصابعه مِقود الهطول، و رفعها برفق لينهل من عَـذب فُراتها،،،
فقربها من فاهه، يجترعها بلا تردد،و هى مستسلمة فى عناق يلُـفهم بأيات الجمال حتى ثمل ارتواء،
ثم رفعها لأعلى، لقد نضب النهر، و حان وقت التخلص منها،فأسقطها فى يده الأخرى
يا له من خائن، على حين غِرة أعاد الغطاء لموضعه، و ألقى بها على قارعة الطريق، كم هو لذيذ الأورانچ على شفتيه..
و كم هى مسكينة بلا حراك،صارت نهبا لأقدام الفريق،فهى مجرد زجاجة عصير

