recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

انعدام الأمن الغذائى فى افريقيا – الأسباب والحلول

 انعدام الأمن الغذائى فى افريقيا – الأسباب والحلول




بقلم . جيهان عبد السلام

مدرس الاقتصاد – كلية الدراسات الافريقية العليا- جامعة القاهرة
فى وقت يعانى فيه ربع سكان أفريقيا من نقص وسوء التغذية ، حذرت مؤخرا منظمة الأغذية والزراعة العالمية "الفاو"، من غزو ما يعرف بالجراد الصحراوي لدول شرق إفريقيا. حيث اجتاحت أسراب الجراد الضخمة هذه المنطقة التي تعاني من تقلبات مناخية قاسية، جراء الجفاف والفيضانات والنزاعات، مما أدى إلى تدمير الأراضي الزراعية وتهديد الأمن الغذائي بما قد يؤدى الى انعدامه . ويعرف انعدام الأمن الغذائي على أنه التوفر المحدود أو غير المضمون تغذويًا من حيث كفاية الطعام وسلامته أو عدم ضمان القدرة على حيازة نوعية غذاء مقبولة بطرق مقبولة اجتماعيًا "
وعن تاريخ أزمات الأمن الغذائى فى أفريقيا ، فقد تسببت المجاعات في حصد أرواح ما يزيد على عشرين مليون إفريقي وذلك خلال السنوات التي مرت في القرن الحادي والعشرين فقط، كان من أسوأها مجاعة عام 2010 فى النيجر ومنطقة غرب أفريقيا وفى بلدان مثل تشاد وبوركينا فاسو، شمال نيجيريا، وكذلك فى الصومال والدول المجاورة عام 2011 عندما ضرب جفاف شديد منطقة القرن الأفريقى أودى بحياة الآلاف. وفي عام 2011، عانت الصومال من مجاعة أودت بحياة 260 ألف شخص. ، كما أصدرت الأمم المتحدة تقريرا في عام 2018- كشفت فيه عن وجود عن تفاقم الوضع في إفريقيا وخاصة فى دول في أربعة قد تقع قريبًا في براثن المجاعة في حال شهدت الظروف هناك "مزيدًا من التدهور وهي: بوركينا فاسو ، ونيجيريا، وجنوب السودان واليمن.
وتتمثل أهم الأسباب التى أدت الى تفاقم مشكلة انعدام الأمن الغذائى فى أفريقيا فيما يلى :-
- الأزمات الاقتصادية فى أفريقيا التي تفاقمت بفعل تأثير جائحة كوفيد-19 على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، والتى ساهمت فى تخفيض معدلات النمو الاقتصادى ، وتوقف العديد من الأنشطة الانتاجية ، مما أدى الى تفاقم حدة مشكلة البطالة والفقر فى أفريقيا وصعوبة الحصول على الاحتياجات الغذائية .
- غياب الأستثمار فى مجال الزراعة ، وضعف الانفاق الحكومى على قطاع البحوث الزراعية ، مما يفقد القطاع القدرات الانتاجية اللازمة لسد احتياجات القارة الغذائية خاصة مع تزايد عدد السكان بشكل مطرد .
- الحروب والصراعات وعدم الاستقرار السياسى فى القارة ، مما يؤثر على توزيع المحاصيل والمواد الغذائية جراء اللجوء لأساليب الحصار والأغلاق وتدمير طرق النقل والشاحنات ، كما تشكل الحروب أكثر العوامل المؤدية إلى توسيع دائرة الجوع مع تزايد حدة هدر الموارد الطبيعية وفقدان الكثير لوظائفهم ، وظاهرة اللجوء ، وكلها عوامل تسهم فى انتشار حدة انعدام الأمن الغذائى فى افريقيا .
- كما ترجع ظاهرة الجوع بالأساس إلى ارتفاع اسعار الغذاء وعدم قدرة الفقراء على الحصول عليها ، وأرتفاع أسعار الغذاء يعود فى جزء ملحوظ منه لتنامى الأعتماد على الاستيراد بشكل كبير من دول العالم المتقدم ، وتلك الواردات الغذائة ترتفع فاتورتها مما يغيق امكانية حصول الفقراء على الغذاء .
وحتى تتمكن أفريقيا من مواجهة تلك الأزمة عليها ما يلى :-
- الاجراءات العاجلة بشأن وصول المساعدات الإنسانية الى مستحقيها ، واستعداد المانحين الدوليين فى مواصلة تمويل العمليات الإنسانية فى القارة .
- يجب أن تطال هذه الحلول اساليب الزراعة المتبعة ، والقيام بأرشاد الفلاحين الى أساليب أخرى تعود بالنفع الأكبر عليهم الى جانب تحسين الخطط والتقنيات الزراعية بالأضافة الى الأهتمام بالبنية التحتية .
- ضرورة أطلاق خطة أمن غذائى من خلال اتخاذ اجراءات فورية فى 4 مجالات أساسية : منها وضع خطة لزيادة الأنتاجية ، ووضع سياسات تساعد على زيادة الانتاجية بما فى ذلك تنمية البنية التحتية وتشجيع المبادرات الزراعية لتغطية احتياجات سكان القارة.
- تضافر وتنسيق أنشطة الحكومات والوكالات التى تمثل الأفارقة والوكالات متعددة الأطراف والمنظمات الدولية مع اشتراك القطاع الخاص والمجتمع المدنى، بالإضافة إلى تعزيز دور برنامج التنمية الزراعية الأفريقى الشامل لتنسيق وتوحيد المبادرات المختلفة الجارية التى تستهدف القضاء على المجاعة فى أفريقيا.



google-playkhamsatmostaqltradent