recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ




كتبت-ســـوسن محمـــود
الحمد لله رب العالَمين، والصلاة والسلام على الرسل والنبيين، لا سيما خاتمهم محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
قال سبحانه: ﴿ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴾ [الأنبياء: 68 - 70]
أن إبراهيم عليه السلام عندما دعا قومه إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام، وأخذ يحاجُّهم في كل طريق، وبكل وسيلة، حتى انتهى به الأمر إلى أن حطَّم تلك الأصنام، حتى يبيِّن لقومه سوء صنيعهم في عبادة آلهة لا تضر ولا تنفع، فلما تبين القوم سوء فعلهم، وقلة حيلتهم في دفع حجج إبراهيم المتهادرة عنهم؛ إذ "قد دحضت حجتهم، وبان عجزهم، وظهر الحق، واندفع الباطل، عدلوا عندئذ إلى استعمال جاهِ مُلكهم، فقالوا: ﴿ حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء: 68]،
فجمعوا حطبًا كثيرًا جدًّا - قال السدي: حتى إن كانت المرأة تمرض، فتنذر إن عوفِيَتْ أن تحمل حطبًا لحريق إبراهيم - ثم جعلوه في جَوْبة من الأرض، وأضرموها نارًا، فكان لها شرر عظيم ولهب مرتفع، لم توقَدْ قط نارٌ مثلها، وجعلوا إبراهيم عليه السلام في كفة المنجنيق، بإشارة رجل من أعراب فارس من الأكراد - قال شُعَيب الجبائي: اسمه هيزن - فخسَف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، فلما ألقَوه قال: "حسبي الله ونعم الوكيل"؛
كما رواه البخاري عن ابن عباس أنه قال: "حسبي الله ونعم الوكيل" قالها إبراهيم حين ألقي في النار،
وقالها محمد صلى الله عليه وسلم
حين قالوا: ﴿ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا
[آل عمران: 173]"
وذكر بعض السلف أنه عرض له جبريل وهو في الهواء، فقال: ألك حاجة؟ فقال: أمَّا إليك فلا، وأما من الله فبلى.
قال الله - عز وجل -: ﴿ يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الأنبياء: 69]، قال: لم يبقَ نار في الأرض إلا طفئت[4]، وقال كعب الأحبار: لم ينتفع أحدٌ يومئذ بنار، ولم تحرق النار من إبراهيم سوى وَثاقِه.
وقال ابن عباس وأبو العاليةِ: لولا أن الله عز وجل قال: ﴿ وَسَلَامًا ﴾ [الأنبياء: 69] لآذى إبراهيمَ بَرْدُها.
وقوله: ﴿ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴾ [الأنبياء: 70]؛ أي: المغلوبين الأسفلين؛ لأنهم أرادوا بنبي الله كيدًا، فكادهم الله ونجَّاه من النار، فغُلبوا هنالك"[5].
وهكذا يكون نصرُ الله لأوليائه؛ فإنه سبحانه قد قضى في قضائه، أنه من عادى له وليًّا فقد آذنه بالحرب،
هل ثبت عمر سيدنا إبراهيم عليه السلام حين وألقى فى النار ...وكم يوم مكث فى النار
ما ورد في قصة إبراهيم عليه السلام ، مما يتعلق بعمره أو بمدة مكثة في النار : ما رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/2) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (8/2456)، وابن عساكر في "تاريخه" (6/191) عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " أُخْبِرْتُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا أُلْقِيَ فِي النَّارِ كَانَ فِيهَا - مَا أَدْرِي إِمَّا خَمْسِينَ ، وَإِمَّا أَرْبَعِينَ يَوْمًا - قَالَ ابراهيم بعد أن نجى من النار: " مَا كُنْتُ أَيَّامًا وَلَيَالِيَ قَطُّ أَطْيَبَ عَيْشًا مِما كُنْتُ فِيهَا , وَوَدِدْتُ أَنَّ عَيْشِي وَحَيَاتِي كُلَّهَا مِثْلَ عَيْشِي إِذْ كُنْتُ فِيهَا "



google-playkhamsatmostaqltradent