الأمل نور وحياة ...واليأس ظلمة ودمار
بقلم الدكتور/ عامر نادي عيد العزيز
موجه أول - إشراف الفتوى بأسيوط
الحمد لله من توكل عليه لا يخيب ولاييأس ,وهو موجود لا يغيب , ولا ينام ولا يموت ,
والصلاة والسلام على سيد المبشرين وحبيب المتفائــلين,
وبعد
فطبيعي أن يلاقي الإنسان في دنيا الناس عقبات وأزمات يعقب ذلك فرج قريب, وسعادة بعد صبر قد لا يطول ,
وأعلم أخي الإنسان أن الأمل هو مطية الراحلين إلى الله. فأحيانا يغلق الله سبحانه وتعالى ـ أمامنا باباً لكي يفتح لنا أبوابا ..أفضل وأكرم من هذا الباب , والإنسانُ دون أمل كنبات دون ماء، والانسان دون ابتسامة كوردة دون رائحة، و الانسان دون إيمان بالله وحش في قطيع لا يرحم.
الامل عند قمم البشرية ـ الانبياء :
فعند خليل الرحمن إبراهيم - عليه السلام – هل منعه كبر السن , أو ان زوجه عقيم لا تلد من حسْن ظنِّه بربه أن يدعوَه : فقال:﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ فاستجاب له ربُّه ووهب له إسماعيلَ وإسحاق - عليهما السلام.
و هذا نبي الله يعقوب - عليه السلام - فقَد ابنَه يوسفَ - عليه السلام - ثم أخاه، وبعد سنين حالت بينه وبين أحب أبنائه اليه لم ييأس بل أمَّل لا ينقطع , فقال: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ و قال: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾
وأيوب - عليه السلام - ابتلاه ربه بذَهاب المال والولد والعافية، فماذا فعل ؟ قال الله تعالى: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾
والنبي - صلى الله عليه وسلم – كم عان من ألوان وأنواع من الشدة ؟وما منعه هذا من أمل .. ما زال يسعد به المتوكلون على الله , وسيظل... حتى يرث الله الارض ومن عليها ,
فلقد كان رسولنا - صلى الله عليه وسلم - يُعجبه الفأل؛ لأنه حسْن ظنٍّ بالله - سبحانه وتعالى - فقد أخرج البخاري ومسلم عن أنس - رضي الله عنه - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا عدوى ولا طِيَرة، ويُعجِبني الفأل: الكلمة الحسنة، الكلمة الطيبة.

