recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

النجاة من الانتحار

" النجاة من الانتحار "


بقلم سناء سعد

تمرُ بنا "شَهقة العُمر"، [ كغِصَة القدر، وكرَهبَة التلاشي، وكفُرقَة الأمل، وكرؤية الأجل، وكعرمة الغُنْج ]، فيأتي عُمرنا كومضةٍ في لَمحِ البصر وفي خَسف القمر إمَّا سَنُعتَقل في أثيم العُمر ورحابة كل سنة آتية من أعمارنا نجعلها كسجنٍ نضعُ فيهِ أنفُسنَا وننتظر الإعدام ونُرَحِبُ بهِ باغضين عن العيش في ذلك "المُستَنقَع الشرس"، وإمَّا جاهدين بأن نُخرِّج أنفُسنَا وحياتنا من تلك البُقعَة السوداء النامية في لُبِ عُقولنا،

فقد آفلت بنا مقهى جامع منتدى العُمر فتبدأ منذ بداية أسطارنا في مقياس الرَحبِ للعيشِ بِصُراخَنا الأفيل، وعَرجتنا الوامضة، وغربتنا الشاعبة فنستقبل أشعاب أعمارنا بدايةً،
"بالسطر الاول" من العمر عندما يَستَنهِرُكَ الصُراخ عَاليًا وأنت في بادئ الأمر من نهر عُمْرك وأنت لا تدري عن جَزّ رَمقةِ العيش شيء، يمر بك وأنت راحب بالعيش فكأنما انتهت عدة أسطر من هذه الوامضة السريعة فإذا نظرت إلى نفسك وأنت ما زلت مُرحِّب وتَعدُ تلك الأسطر في مقياسك الرقمي الترويجي لذاتك وأنت آمل بأن تستعجل بك الأيام لتتنهى من الوصول إلى منتهى العمر فما زلت تستمر في مقياسك، ولكن!

نظرتك الواهلة عن الحياة انشهقت جزعًا من العيش، فقد انتهت غُنَاج الحياة في وهلة متوسط عقلك، قابلت الكثير، وعانيت المئات من الصعاب، غنجرتك شظية الأصدقاء، وحطمت ثقتك، ورَهَّفَت البغض لديك تجاه الموت، وكأنك تنتظر عدَّاد مواكبة الموت عندئذٍ، إلى المشنقة العالية التي اكترثك الإمضاء السريع لنهاية حياتك بيديك أعلى خشبة تلك المسرح المنزلي ذات الديكور الأسطوري المُسَطَّر لديك، ولكنك لا تعلم أنك بعد الشكل النهائي الذي تنتظره وتسعى لأجله من أجل إكتراث النهاية لتلك الأسطر سيظهر لك أنك لم تفعل شيء سوى الاستسلام البطئ، فعليك استنهاض الهمم لديك للخروج من ذلك المُستنقع الإعدامي الذي تشَعَّب لديك كل مُحترازات انتهاء الحياة والسعى للقضاء عليها، فعليك التَمَعُّن كثيرًا أنَّ الحياة ما زالت مستمرة لديك ولن تتوقف عليك ولا على رحيلك وسيأتي أجيال غيرك يعمرُ تلك الأرض، فلا تشقَ على عائلتك الألم ولا على من يحبونك حقًا، أما الذي سوف تنهي حياتك من أجله سيواصل الحياة أيضًا وكأنك لم تكن شيء بات في ذاكرته، فلديك "قوة" وتلك القوة العارمة التي لا تعرف أنها بداخل فولاذية فؤادك، سوف تجعلك تكسُر قيود تلك الخشبة المسرحية ذات الأسطر المُلقَّنة بضيق التنفس العميق لديك، وتجعلها كغيامة "وكؤرجوحة" تتمرجحُ عليها كلما عانيت وفاض بك العمر، تجعلها مناط الفُسحة لديك والتعلم من تلك الأسطر والبحث عن حلول لتلك الفترة العصيبة وأنت تتأرجح على تلك الخشبة العمرية لديك وتجعل حبل الموت ذاك إلى حبل الترقية والترفية، فاجعلها بدل من إنهاء العيش "نجاة من الموت"، فانتصر على ضعفك وعلى خوفك أنك لست بضعيف إطلاقًا حتى تستسلم هكذا، أنت تتملكك تَأَرجُح القوة فلا تنسحب منها، أنت تقوى على المستقبل وقادر على بناء أحلام اليقظة والنوم، فأنت لست بضعيف، قَوِّي عزيمة قلبك واترك هوى الضعف، وعش كل يوم بفرحهِ قبل حزنه،

كن قويًا لأجل نفسك قبل العالم أيها الشُجاع، وارفض قيود الاستسلام.
"ومضة مقياس العُمر"
google-playkhamsatmostaqltradent