قراءة في رواية (الأثير ) للكاتبة إيمان بقاعي،
كتبت - غريد الشيخ
صدرت عن دار النخبة. تنقلنا رواية (الأثير) عبر الأثير في رحلة إلى الماضي الذي عشناه جميعنا بكل تفاصيله، بدءًا من الحرب اللبنانية التي استمرت طويلا وتركت ندوبًا في حياتنا وصولًا إلى اتفاق بين أمراء الحرب الذين تركوا متاريسهم وامتطوا الحكم وذهبوا بالبلاد إلى مصير أسود، ليس آخره تفجير 4 آب هذا السنة، وليس آخره إفلاس البلد وأهله الذين ظنوا أن الحرب قد انتهت.. تجول بنا الكاتبة في شوارع بيروت وأبنيتها القديمة التي حملت لأبطال الرواية ولنا تفاصيل حميمية.. ندخل مع البطلة التي أسماها البطل (الأغلى) أماكن كانت تزورها مع الحبيب القديم الدائم والذي أطلقت عليه اسم (الأثير) أي المفضَّل، تعود بنا ثلاثين سنة إلى الوراء.. إلى خطوط التماس والناس الذين رحلوا لأنهم أرادوا ان يدافعوا ولو بأقلامهم عن وجود الوطن لبنان... من الأشرفية... إلى شارع الحمرا الذي كان قلب بيروت النابض وملجأ المثقفين، ونعود معها فنتذكر (الكافيه دو باري) و(المودكا) و(الويمبي)التي جرفتها التحولات وغلبة الاستثمار وجشع التجار لتقفل أبوابها بلا رحمة. قصة حبٍّ تعبر الزمن فنعود مع البطلة إلى أماكن كانت جزءًا من تاريخنا، ونعود مع البطل إلى تاريخ رواية القصة فنرى البطل يقف طويلا أمام بيتها ويراقب النجوم ويعود إلى ذكرياته معها وأحاديثهما التي لم تمحها الأيام. نقرأ القصة من غلافها الذي أبدعت الفنانة غريد جحا بتصويره، فنرى البطلين كل واحد منهما ينظر باتجاه، وداخل الرأس صور البيوت التراثية البيروتية. مبارك قلم المبدعة الدكتورة ايمان بقاعي الذي كرّس في ذاكرتنا أيّامًا مضت من خلال قصة حبّ واقعية قد تحصل مع أيّ منا ، ويميزها هذا الانتقال من الحاضر الى الماضي برشاقة وحيوية.
